بسم الله الرحمن الرحيم
تقف كل الكلمات والمفردات عاجزة عن التوصيف الحقيقي لهذه المهزلة والانحدار ، وتقف الأقلام عاجزة عن التعبير عن حجم هذه المأساة والمعاناة ، أنكتب بالحبر أم بالدمع الحزين أم بمداد الدم النازف من قلب الوطن الجريح ،
هل هذا هو قدر المناضلين والثوار ؟؟؟ هل هي سياسة ممنهجة في زمن العهر يدفع المناضل ثمن فاتورة الثورة من آلامه ومعاناته وقهره المقصود من أشباه القادة وكلاء الشيطان السماسرة المأجورين ،
ألهذا الحد وصلت المهانة والاستهانة بالمناضلين وتهميشهم والتخلي عنهم ؟؟؟ ألهذا الحد وصل بكم الحال يا قادة بلا ضمير ولا أخلاق ولا إنسانية !!!
المناضل الكبير القائد اللواء موسي عبد النبي " أبو حسام " أمضى أربعة عشر عاما في الأسر و لواء متقاعد في الشرطة الفلسطينية ، أصاب به المرض ما أصاب ، ووزارة الصحة ترفض تحويله للمستشفيات الإسرائيلية وتم تحويله إلى مستشفى بيت جالا للتأهيل قبل حوالي شهر و نصف ، ومستشفى بيت جالا ترفض استقباله رغم كل التدخلات والاستجداء والرجاء لإنقاذ حياة هذا القائد الكبير الذي قدم للوطن سنوات من عمره خلف القضبان وكان أحد رموز وأعمدة الثورة وقادتها بالأرض المحتلة ،
فلماذا يتم استهداف المناضلين ، ومن المعني بإذلال المناضلين والنيل من كرامتهم ؟؟؟
أي زمن هذا وأي عهر وفساد ، وأي وطن هذا الذي تتغنون فيه وتهينون المناضلين وتتلذذون بآلامهم دون مبالاة ،
الوطن برئ منكم أيها الأوغاد ، فكرامة الوطن من كرامة رجاله ومناضليه ،
لا عليك أخي القائد الأصيل أبا حسام ، لا عليك ، فهذا قدر الأحرار في زمن العهر والسمسرة ، فلا نملك من الأمر شئ ، فعذرا لك أيها القائد ، عذرا لك فإننا لا نملك سوي الاعتذار بألم وقهر ، ولا نملك شيئا ، فالأمر ليس بأيدينا ، ولو كان دمنا ثمنا لعلاجك لما تأخرنا ولقدمناه رخيصا لك ، فأنت تستحق كل الوفاء ، فلا ولم نتخيل ولو مرة أن نضالك وتضحياتك فداءا للوطن سيكون ثمنها هذا التهاون واللامبالاة من قادة لا يمتون للوطن ومناضليه بأي صلة ، فحينما يتحكم بالوطن السماسرة والتجار تضيع الحقوق ويتحول الوطن والمناضلين إلي مجرد سلعة في بنوك هؤلاء الفاسدين ،
فعذرا لك سيادة اللواء ، وعذرا لثورة تم سرقتها والمتاجرة بها في لحظة ضعفنا وهواننا علي أنفسنا ، عذرا لوطن ضيعناه وتركناه بلا حول ولا قوة في يد هؤلاء السماسرة ، فهل يقبل اعتذارنا الوطن ؟؟؟ هل يرحم ضعفنا المناضلين القادة ونحن نراهم يتألمون ولا نستطيع أن نفعل شيئا سوي التألم معهم والقهر بقلوبنا عليهم ؟؟؟ صمتنا المقهور ، وصوتنا المذبوح بسيف بطشهم وطغيانهم ؟؟؟ فهم غريبين عنا مختلفين بكل شئ ، لا يشبهوننا ولا يشبهون ملامح الوطن ، ونعلم أننا مهما صرخنا وتألمنا ومهما نادينا فإنه لا حياة لمن ننادي ، فصبرا سيادة اللواء موسي مصباح عبد النبي "أبو حسام" .
وحسبنا الله ونعم الوكيل
كتب : حازم عبد الله سلامة " أبو المعتصم "
[email protected]