في كل الأوقات السابقة كنا نتمنى أن تكون لدينا شركات وطنية في شتى المجالات وأهمها الاتصالات تراعي ظروف المجتمع وتقدم خدمات تناسبها كشركات استثمار جادة تربح وتعرض خدمات بدون تحايل وكمائن تسويق تقوم على الاستغلال والخداع.
شركة جوال للاتصالات الخلوية من الشركات التي يثور كل فترة جدل حول دورها وخدماتها وقد يكون النقاش أو الامتعاض له ما يبرره عمليا أو من باب المثالية في التعامل مع شركة نطمع أن تكون وطنية بالمعنى المطلوب، وفي كل الأحوال لا دخان بدون نار ولا "تأفف" من عدم، وعلى الشركة التقاط كل المواقف والآراء حولها حتى لا تكون شركة التعامل معها من باب الاضطرار وليس الرغبة أو المتعة.
سبب المقال المباشر هو أنني كمتعامل مع شركة جوال وجدت أن رصيدي ينفذ دون استخدام في رقم جوال احتياطي مسبق الدفع، وبعد الاتصال بخدمة الزبائن وجدت أنني مشترك بمسابقة (مية بالمية)، والمشاركة في المسابقة يجب أن تكون بطريقتين الأولى لا اعتراض عليها، والثانية محل الاعتراض أنها تعتمد على الخداع والاحتيال.
الطريقة الأولى بإرسال رقم 5 الى رقم محدد تصبح من خلاله مشترك في المسابقة، وهذا اجراء سليم يقوم به المشترك بخطوات واضحة تؤكد رغبته عبر خطوة واعية للمشاركة في المسابقة واحتمال الخسارة والربح وهنا لا اعتراض.
الطريقة الثانية التي تعتمد على التسويق المخادع، وهنا محل الانزعاج من خداع الشركة التسويفي الذي يتم عبر عرض رسالة على شاشة الهاتف النقال تعرض المشاركة في المسابقة مع ابراز خيارين نعم أو لا، وتبقى الرسالة معروضة حتى تختار أحد الخيارين بضغطة واحدة قد تكون واعية أو بدون قصد، وتصبح مشترك وتخسر رصيدك دون تدرج وخطوات تختبر مدى جديتك في الاشتراك بالمسابقة التي صممتها جوال لتسحب رصديك الى حساب أرباحها.
الكل منا يعلم أن الهاتف النقال لرب أسرة لم يعد ملكية خاصة في ظل ادمان الأطفال على الهواتف المحمولة وألعابها، وباقي الأسرة ولذلك عرض الاشتراك بطريقة رسالة على الشاشة حتى تضغط بقصد او دون قصد على الشاشة لتصبح ضحية للشركة التي أرادت اقحامك في مسابقة أعلنت أنها يحق لها وقفها وعدم استمرارها مع وعد بالتعويض وفق مزاج الشركة.
قد يتفهم المواطن رسالة الشاشة في العروض المغرية أو المناسبة كعرض مجموعة من الرسائل بسعر مغري أو مكالمات بسعر رمزي أو حزم نت بأقل من السعر المعتاد، لكن وضع ألية سهلة عبر شاشة الجوال التي قد تضغط عليها دون وعي في السيارة أو من خلال أطفالك يعد سلوك تحايلي لا يعتمد إجراءات تؤكد رغبة المشترك أنه يود المشاركة في المسابقة وأقلها ارسال رسالة الى رقم محدد كتصرف واعي تماما للاشتراك في المسابقة وتحمل شروطها والخصم من الرصيد للفوز بسيارة أو 200 ألف شيكل، أما رسالة شاشة تدخل المشترك في مسلسل استنزاف أعتبر ذلك كمين للربح بالخداع والجشع.
ان هذا الأسلوب القائم على التحايل والتوريط أثار حفيظتي إزاء الشركة التي أتحفظ على كثير من خدماتها، وأعد ادارتها بمقالات لاحقة تمحص سوء خدمات الشركة وحيلها وفي المقال القادم بعنوان: " للاستفادة من مميزات جوال استعن بمحاسب" لعرض عيب خطير في عروض شركة الاتصالات الربحية بلا مسؤولية.
--
عامر أبو شباب
صحفي
قطاع غزة- فلسطين