رئيس مسحور

بقلم: طلال الشريف

لا أدري لماذا رئيسنا الوحيد في العالم الذي لا يكمل أي مشروع يبدأ العمل به صغيرا كان أو كبيرا وكل مشاكل الدنيا تنزل على أي طريق يسير فيه الرئيس حتى حينما يتوقف الرئيس عن عمل شيء فجأة يجد الدنيا بتتخربط ومشاكل بتطلعلوا من تحت الأرض .
هذه الحالة ليست وليدة تقلده الرئاسة بل هي تصاحب الرئيس منذ كان منزويا في قيادة فتح واللجنة التنفيذية وكنا نتصور بأن عباس له من سدادة الرأي في القيادة ما كان يجعل أقرانه يحسدونه وهم أكثر منه حنكة ودراية في لعبة السياسة ويتقنون الحشد في وجه مشاريعه أو آرائه.
مضت السنون حتى وصل الرئيس عباس لسدة الحكم وفرغت الساحة من مبطلي مفعول أفكار الرئيس ومشاريعه فاستبشرنا خيرا أن الرئيس عباس سيكون أفضل في إدارة البلاد والصراع مع المحتل ويوما بعد يوم وشهرا بعد شهر وسنة بعد سنة لم تتغير الأحوال إلى الأفضل بل انتكست حتى الأفكار والمشاريع التي كانت ماشية تمام ومهيأة للنجاح وحدث الاقتتال وحدث الانقلاب وحدث الانفسام وحدث وقف في المفاوضات وحدثت حروب وحدثت انتفاضات وحدث فقر وحدثت بطالة وحدثت اهتزازات في فتح ويحدث الآن اهتزازات في العلاقات العربية والحدث الأبرز صار غياب فعل فلسطيني حقيقي في الساحة الدولية والأقليمية والعربية.
الرئيس الذي كنا نراه بمنظور تفاؤلي ونتوقع أنه سياسيا من الطراز الأول وديمقراطيا هو الأفضل في قيادة الشعب الفلسطيني ذهب فجأة إلى زوايا وقضايا ثأرية وشخصية يقف في الإعلام للحديث عن قضايا خاصة يغلفها بالوطنية ويتهم الناس ويعتقلهم ويجردهم من مواقعهم وتفرغ للمناوئين حسب وشايات البطانة السحيرة وبقي الرئيس في حالة سفر كما في حالة سحر دائم يصورون له السراب إنجازا وكأن أحد ما يخطط أو يقوم بالسحر ورش الماء على عتبات المقاطعة وأين يقيم الرئيس وكأنه كلما اقترب موعد نهاية سحر أحدهم أو بطل فعل العمل المدفون يتدخل ساحر جديد أو حامل سحر آخر ويرش الماء في مهمة سحر جديدة للرئيس.
السؤال من هم السحرة ؟ ومن أين يأتون؟
الساحر أو حامل السحر أو رشاش الماء علي العتبات هو في الغالب شخص أو أشخاص في الفريق اللصيق أو متواجد باستمرار ومطلع كثيرا على حركة الرئيس ومشاريعه وويعرف متى يدخل مزاجه ...
لا أدري إن كان لاحظ الرئيس أحدهم وهو يرش الماء على العتبات ولكنه كتم السر وعلى ما يبدو أن الرئيس لا يستطيع الإفصاح بفعل السحرالمزدوج المرشوش و المدفون أوالمائي والهوائي معا ....
الله يخرب بيت السحر واللي بيعملوه ضيعتوا الرئيس وضيعتوا شعبنا لمصالح خاصة ضيقة وحرام اللي بتعملوه وبطلو رش المية وراء الرئيس ....
في الحقيقة هو في أكثر من شخص ممن هم حول الرئيس يقومون بذلك ليبقى .. الرئيس في طاعتهم وفي متناول مصالحهم.
كنا زمان نشك بأن دحلان هو اللي بيرش المية على العتبات بس المشكلة استمرت الاخفاقات والفشل في خطوات أي عمل يقوم به الرئيس بعد غياب دحلان عن رام الله خمس سنوات.
السؤال من يترى الذين يواصلون رش الماء ودفن العمولات وتطيير الحمام ؟
هذه تخصصات وأنصح بالتحقيق من مختصين لتغيير الذين يسحرون الرئيس ويرشون الماء ليس فقط لمصلحة الرئيس بل لمصلحة شعبنا الطيب المقهور.

د. طلال الشريف
20/9/2016م