انتقائية حركة حماس في الحرية العقائدية

بقلم: سهيله عمر

من يتمعن في حركة حماس، يلاحظ انتقائيتها في الحرية العقائدية. ففي الوقت الذي تكن الاحترام والتقدير في كافة تصريحاتها للمسيحيين سواء الفلسطينيين منهم او العرب او الاجانب، نجد انها لا تعترف ببني اسرائيل وتعدهم من الد اعدائها. هذا مع ان الديانة اليهودية هي اول ديانة اخرجت للناس ولولا اليهودية لما عبد الله في الارض، ولا احد يستطيع ان ينكر انهم عذبوا من الفراعنة بسبب دينهم، او ينكر تاريخهم الديني في فلسطين . هذا بالإضافة اننا نؤمن بنفس الرسل وكتابهم التوراه قريب جدا من القرءان، واي شخص يحاول قراءته يشعر بهيبة الله فيه.

القرءان الكريم اعطى مساحه واسعه ليقول انه سيكون هناك صراع ديني ابدي بين الاسلام والمسيحية واليهودية، وباعتقادي ان صراعنا مع اليهود هو صراع ديني بالأساس. اليهود يرون ان لهم حق تاريخي في هذه الارض ويشعرون ان الفلسطينيين لا يعترفون بهذا الحق ومن ثم يحاولون انتزاعه منا. بينما الفلسطينيون وخاصة حركه حماس لا يعترفون باي حق لليهود في فلسطين سوى حق العباده. واعتقد هذا محورا الصراع اليوم.

من ناحيه اخرى ظهر على السطح عدم اعتراف حماس بالشيعية. في احدى المرات سالت احد نواب التشريعي عن سر علاقتهم الوطيدة مع ايران مع انهم شيعه وكثيرا ما يسبون الصحابة في حين ان حركة حماس هي حركة اخوان مسلمين تجل الصحابة. فما كان منه الا ان حجبني بدل ان يرد علي.

واليوم نسمع ان حركة حماس اعتقلت المتشيع محمود جوده لا نه مجد من شان علي ابن طالب مقابل عمر ابن الخطاب وابو بكر الصديق في احد الفيديوهات. المدعو محمود جودة حاول تنقيص مكانة ابو بكر باتهامه انه اغتصب الخلافة من علي، وادعي ان عليا طلب من اميره ابو بكر الصديق ان يأتيه وهذا خلاف المعروف عن علي رضي الله عنه.

لقد عشت في الخليج واعرف الكثير عن الشيعة، واستطيع ان اقول انهم كانوا من افضل اصدقائي ولم اختلف معهم قط الا في الدين. واعتقد ان ما قاله محمود جوده لا شيء بالنسبة لما يقوله الشيعة في الخليج وايران. ومع ذلك تعطيهم الحكومات السنيه مطلق الحرية في ممارسه عقيدتهم بما انهم اغلبيه، بل تتيح لهم اداء شعائرهم الدينية في محرم، ويتعايشون مع بعض بشكل طبيعي.

استطيع ان اختصر مشكله الشيعة انهم يؤمنون ان علي ابن ابي طالب هو الاولى في الخلافة بناء على حديث الرسول "من كنت وليه فعلي وليه". ويدعون ان ابو بكر الصديق حرم فاطمه الزهراء من ورثها لحديث الرسول ان الانبياء لا يورثون، وقد بقت غاضبه عليه حتى مماتها. وهم يحنقون على عمر ابن الخطاب لانهم يرون انه انتزع الخلافة من على ابن ابي طالب بعد موت الرسول وموت ابو بكر الصديق. لكن ما اجج مشاعرهم الدينية هو تخاذلهم في نصرة الحسين ابو علي ابن ابي طالب لدى خروجه للنزاع على الخلافة مع يزيد ابن معاوية ابن ابي سفيان، ومقتل الحسين واهله بطريقه شنيعة لازالت تؤجج مشاعر كافة المسلمين حتى اليوم. كما قتل اخيه الحسن ابن علي ابن ابي طالب مسموما بسم دسته زوجته بأمر من يزيد ابن معاوية.

ويرى الشيعة ان علي ابن ابي طالب هو من اعلم واحكم علماء المسلمين، وهم يأخذون العلم منه ومن نسله اامة ال البيت ال 12 وقد توارثوا عنهم كافة السنن واحكام الدين والشرائع. أي نستطيع ان نعدهم مذهب خامس. ومن هنا هم لا يرجعون لاحاديث الصحابة من منطلق ثقتهم في اامة ال البيت كمرجعيه، وليس لانهم لا يحترمون الصحابة. اما خلافنا الديني فيتركز في تحليلهم زواج المتعة وجمع صلاتي العصر والظهر وصلاتي المغرب والعشاء.

لذا استطيع ان اقول ان الصحابة ليسوا مصدر خلاف حقيقي بيننا وبين الشيعه، لكن الذي يثير الشيعه هو طريق مقتل الحسين واهله وهو امر لا نختلف فيه معهم. اما كتبهم التي توارثوها من اامتهم ال البيت ال 12 فاعتقد انها تستحق الدراسة فقد كانوا علماء دين وفقه ولا ينطقون عن الهوى ونستطيع ان نجعل من علمهم وفقههم كمذهب خامس على نحو مذاهبنا الأربعة.

انا لا ادعو للتشيع، لكنني لا ارى التشيع امرا شاذا كالذي يراه اهل غزه، وعلينا ان نقرب المسافه بيننا وبين الشيعه فهناك الكثير مما يجمعنا معهم مقارنه بما يفرقنا بهم، واحبذ ان يتم اعداد مذهب خامس من خلال كتب اامة ال البيت حتى نضيق الهوة معهم.

سهيله عمر
[email protected]