ثمة ما يوجد من عوامل تجعل الرئيس الفلسطيني متجنحا نحو قطر ، فمنذعام 1957م كان مسؤلا لدائرة شؤون الموظفين في التربية والتعليم القطرية ن وقد يكون فلسطينيا قطريا في قطر وقطريا فلسطينيا في فلسطين ، وكما تدولته بعض الصحف ووسائل الاعلام بانه يمتلك الجنسية القطرية وحفاده لهم اقامة في قطر ، وكذلك المشاريع والشركات التي تدار من قطر لابناءه ياسر وطارق فمن احدى الشركات التي يديرها ابناء الرئيس في قطر "" شركة فيرست فالكون للهندسة المدنية والكهربائية والمقاولات والتجارة ، وقد يكون الانتماء الثقافي للدولة المضيفة والعلاقات الوطيدة مع رجالات الدولة قد اعطت نوع من الولاء السياسي والايديولوجي للنهج الايديولوجي لدولة قطر والتىي ترعى انشطة الاخوان المسلمين منذ منتصف القرن الماضي ، فكان الرئيس ممحمود عباس اثناء اقامته في قطر هو سفير فتح في قطر وسفير قطر في فتح ، وعندما تفرغ للعمل في حركة فتح عام 1970 ولكن كان مستبعدا عن مراكز القرار في فتح ، ولكن كان هناك فلسفة لابوعمار في ترتيب علاقات فتح الاقليمية والدولية ، فلا يخفى على احد ان اببو عمار تفنن في اتقان اللعب على التناقضات الاقليمية والدولية فكان يسند المهام كل بمرحلته من المقربين لهذا النظام او ذاك لحصد افضل الدعم لحركة فتح ومنظمة التحرير ..... وقديكون هذا السلوك قد لاقى انتقادات واسعة من المتشددين في داخل فتح ... ولم تكن اطروحة القرار الفلسطيني المستقل الا مهرجان اعلامي فقط وتحريضي وتعبوي ولخيارات سياسية محددة وهذا ما ردده الرئيس محمود عباس مؤخرا مهاجما دولا اقليمية تحت ذريعة القرار الفلسطيني المستقل ولهدف ولغاية احباط المجهودات للرباعية العربية بقيادة مصر لتوحيد الصف الحركي والوطني وعودة العدو اللدود للرئيس محمد دحلان وكافة من طالتهم قرارات الفصل من الحركة .
اشيع في الايام القليلة الماضية بان جهود تبثل لاستئناف الحوار الفتحاوي الحمساوي في قطر والذي فشل منذ 8 شهور سابقة وتشكيل حكومة وحدة وطنية وانهاء الانقسام ورسائل الغزل التي ارسلها الرئيس محمود عباس لحماس ، وفي توقيت تتواجد فيه قيادة حماس بما فيها اسماعيل هنية في الدوحة واخبار عن رؤية وبرنامج جديد لحماس يمكنه التعامل مع المرحلة ومن ثم تاكيد الرئيس عباس على ان يكون البرنامج السياسي الموحد للشعب الفلسطيني على قاعدة الارض مقابل السلام وحل الدولتين والالتزام بجميع الاتفاقيات التي وقعتها السلطة سواء مع الاحتلال او غيره.
وبالاضافة للعوامل السابقة لتجنح الرئيس عباس بفتح ومنظمة التحرير من عمل ونشأة ومشاريع في قطر فقد فضل الرئيس محمود عباس قطر عن مصر في حوارات ترتيب البيت الفلسطيني للاسباب الاتية :-
1- مشروع الرئيس عباس ومنذ 2006 هو مشروع لاخراج فتح كطليعة للبرنامج الوطني وما تلاه من سيناريوهات مرتبة وممنهجة للانقسام وفوز ساحق لحماس والخروج المرحلي المرتب والممنهج من غزة.
2- ادارة الحوار الفتحاوي الحمساوي والقفز والهروب من استحقاقات وطنية طرحتها المبادرة العربية برئاسة مصر والتي في مقدمتها الوحدة الداخلية الفتحاوية كأساس للوحدة الوطنية
3- تمتلك قطر التأثير على حماس بحكم الولاء للمشروع التركي القطري الذي يمتلك من التاثير على حكومة نتنياهو مما يعتبره عباس مفتاح للخروج من دائرة الفشل وانسداد الافق السياسي
4- في حال اجراء الانتخابات الرئاسية وخروج الرئيس عباس من السلطة ومنظمة التحرير بالمشروع البديل قد تكون قطر تركية توفر له الحماية والخروج الامن بدون مسألة وهذا ما لا تستطيع توفيره مصر والرباعية .
5- اللجوء لقطر كبديل لمشروع الرباعية العربية مرتبط استبعاد القائد الوطني والفتحاوي وشريحة عريضة من فتح والتي يرى الرئيس انها تمثل خطورة على نهجه ومن سيناريوهات قادمة قد تتم من خلال تركيا قطر في تجميد للنظرة الاستراتيجية لحل القضية الفلسطينية واستخدام معادلات التباديل والتوافيق الرياضية كأسس للحل والتفاوض بمشاريع بديلة قد استبقهم فيها ليبرمان ونتنياهو .
قد نستطيع ان نستقريء ونفهم طبيعة هذا التوقيت المشبوه واستثناء مصر بثقلها وقوتها وطروحات الرئيس السيسي التي تتعارض مع التفكير الاسرائيلي والامريكي والاوروبي الذي يركز على الحل الاقتصادي الامني للضفة والقطاع واعطاء الاولوية للانتخابات المحلية في قفز له مدلولاته السياسية لما هو قادم .
بقلم/ سميح خلف