وقفت كثيرا عند ابجديات الرئيس محمود عباس في لقاءة مع ابناء الجالية الفلسطنية فبفنزويلا وفي جزيرة مارغريتا، وما حمل من ابجديات بناءة تدل اولا عن احترام المؤسسة وبالتحديد مؤسسة القضاء التي قامت بوقف الانتخابات بقرار قانوني كما عبر عنه مع ابداء اسفه لذلك مستطردا بانه ينتظر قرار المحكمة العليا بذلك.... بالاضافة الى ما جاء على لسانه من تراجعه عما قال في سنوات سابقة بانه لا ينتظر العودة الى صفد ... قائلا بانه لاجيء ومن حقه ان يطالب بحقه مثله كمثل 6 مليون لاجي ، ومرسلا اابجديات الغزل لحماس قائلا : نختلف مع "حماس" ولكنها جزء اصيل من الشعب الفلسطيني. نختلف ولكننا نعيش سوياً. نختلف في السياسة والأفكار ولكننا في بلد واحد ونريد أن نتعايش في هذا البلد، وما يحكم بيننا الديمقراطية والانتخابات. ومضيفا لا وطن بدون غزة وحماس جزء اصيل من هذا الشعب، وفيما يتعلق بالعملية السياسية مبديا التزامه بالعملية السياسية والسلام على قاعدة حل الدولتين . اما في مجال الحريات فيبدو ان الرئيس ديمقراطي جدا قائلا : : لا أستطيع أن أقصي أحداً من الشعب الفلسطيني. أنا لا أستطيع ولا أقبل أن أمنع فلسطينياً من الدخول إلى فلسطين، ولا أستطيع ولا أقبل أن أخرجه فهذا وطنه، فالوطن للجميع ولنحافظ على الوطن ونتعايش فيه، ففي كل العالم هناك أحزاب وهناك يمين ويسار ولكنهم يتعايشون سوياً.
هذا ما جاء في كلمة الرئيس عباس
بعد التمحص في تلك الحروف والجمل فالرئيس يبدو مثاليا جدا ، ولكن هل هذه المثالية التي اتى بها لها مكان على ارض الواقع ....؟؟؟؟!! ولذلك سنطرح ما يلي :-
1- بخصوص الانتخابات المحلية وقرارها وبند القدس الم يكن يعلم السيد رامي الحمد الله وسيادة الرئيس بواقع القدس .... وهل الانتخابات الماضية كانت بوجود القدس ..؟؟؟؟ وهي اصول الدعوى المقدمة من المحامي للمحكمة الدستورية العليا ...؟! وهل فعلا القضاء مستقل وعير مرتبط بقرار سياسي وخاصة من سيادة الرئيس...؟؟ وكما فهمنا من طرح ملفات سياسية بتظليل اخر تجاه بعض القضايا والافراد وبعض القيادات ..... ام ان قرار المحكمة لن يخرج عن قرار الرئيس وتصوراته.
2- بخصوص اللاجئين ومطالبته بحقه مثله كمثل أي لاجيء : هل الحق بناء على المبادرة العربية ام الحق بالعودة ياريت السيد الرئيس اوضح ذلك كعادته كل مره ..... وهنا مربط الفرس
3- اما حماس ورسائل العزل والمبادرة القطرية : حقيقة ما دام هذا الشعور لدى الرئيس لماذا الانقسام استمر عشرة سنوات وما دام يؤمن بقواعد الخلاف في الافكار ويؤمن بوحدة التراب .. لماذا تلاقي غزة الاهمال وعدم توظيف ابنائها وتتعرض لاقصى القرارات من السلطات التنفيذية التي تطال كل شيء في حياة الشعب الفلسطيني الذي يقطن غزة ....... كلام كثير يمكن ان يقال في هذا الجانب ولسنا بصدد فتحه في هذا المقال .
4- اما قصة الاقصاء وما ادراك ما الاقصاء ، فالمتطلع لتلك العبارات الشفافة وكان الرئيس بريء من كل عمليات الاقصاء وقطع الرواتب التي تمارس ضد ابناء فتح من قطاع غزة واذا كانت حماس جزء اصيل من الشعب ونتفق في ذلك اليس ابناء فتح الذي تم اقصاؤهم وقطع رواتبهم هم جزء اصيل من فتح والشعب الفلسطيني ...؟؟!! اليس ترتيب البيت الفتحاوي اولا على قاعدة قبول الاخر في داخل فتح هي مفتاح القبول التالية للمصالحة مع حماس ...؟؟ ولماذا القفز عن المهم اولا ..؟؟؟
السيد الرئيس ما دامت تلك مشاعركم الشفافة الديموقراطية جدا فانتبه لما هو مهم وتجاوب مع الاطروحات الاقليمية التي تنادي بترتب البيت الفلسطيني والتي تبدأ بترتيب البيت الفتحاوي ومن ثم ترتيب البيت الوطني ... والنمذجة لا تكون هكذا والربط بين الابجديات والواقع من المهم والا الشمش لا تتغطى بغربال .
بقلم/ سميح خلف