المتتبع لواقع السلطة وسياساتها يفهم ان السلطة ومن خلفها منظمة التحرير """اذا كانت موجودة في واقع السلوك والقرارات" تشهد حالة تخبط لا مثيل لها في المشهد الفلسطيني منذ عام 48م ،يأتي هذا التخبط من اهمال دور المؤسسة واهمال مبدأ القيادة الجماعية واختصار المؤسسة والقيادة والقرار في شخص الرئيس ولا سواه وما على باقي هياكل المؤسسات ان تعتمد تلك القرارات والتوجهات بل تتبناها ... ومن هنا تاتي منطقة الفشل وفي ظل عدم وجود برنامج دليلي للتحرك الفلسطيني سواء على الصعيد الخارجي او الداخلي ، في حين ان اسرائيل تعمل وبشكل مبرمج سواء على المدى القريب او البعيد وتفهم ما تريد وما حققته من خلال الاستيطان بما تدعيه من مقولة تاريخية في حلمها بيهودا والسامرى ، لعل الجانب الفلسطيني وما يدعيه من اطمئنان بالموقف الدولي من الاستيطان وعدم شرعيته هو محور الاستناد للدبلوماسية الفلسطينية . ولكن من خلال التجربة التاريخية في الصراع مع المشروع الصهيوني قد يكون الاطمئنان ليس في محله وليس صائبا امام ماهية وجود اسرائيل وطريقتها وسلوكها في الاستيلاء على الارض وتوسيع مشاريعها الهادفة كأمر واقع بنسف مقولة حل الدولتين وفرض خيارات اخرى تجد من يتعاون معها في ذلك وبمشروع ان يصبح حلم الوحدة الجغرافية والسياسية على الارض مجرد حلما بين الضفة وغزة ، وان كانت هناك محاولات نظرية وخطابية وحسابات رقمية للمصالحة بين فتح وحماس ، ودخول المشروع التركي الاسرائيلي ومشروع القطري التركي مع حماس وامكانيات قطر وانشطتها السياسية والاقتصادية الواضحة في غزة ودهم البنية التحتية وخاصة منظومة الطرق وغيرها من المشاريع ، وقد يكون هناك تصور اخر للضفة الغربية اعلن عنها ليبرمان والكابينت الاسرائيلي من التعاون مع العشائر والوجهاء والبلديات وخلق سلطات امنية في نطاق البلديات واقتصادية ايضا "" وربما روابط القرى "" نيو لوك"
اعتقد امام تلك السيناريوهات والظواهر التي تبرز تحديات قائمة امام للمشروع الوطني كان ومازال من المهم تفعيل المؤسسات الوطنية وترابطها وحياء للمبادرة العربية وان كان عليها عدة اعتراضات ولكن امام سيناريوهات اتية يمكن ان تكون مخرج من مازق فرض حلول بامر الواقع ، ولكي نتبنى بشكل قوي وفاعل تلك المبادرة كان يجب تعزيز البنية الوطنية الداخلية وخلق وتوفير عوامل الوحدة لكي تستطيع الايقونة الفلسطينية اسقاط أي مشاريع بديلة للمشروع الوطني المختزل في دولة في الضفة وغزة .
يبدو ان الرئيس عباس يبتعد كثيرا عن المهم والاهم سويا وضروريات ولبنات التعامل مع المرحلة بمقتضيات الحاجة للوحدة الداخلية التي لا يمكن ان تنطلق للامام الا بوحدة حركة فتح الداخلية وهو المنظور الصائب لدى تصورات الرباعية العربية للوحدة الشعب الفلسطيني ، وعلى ما يبدو ان الرئيس عباس ابتعد عن هذا التصور الحتمي لطبيعة وحدة الشعب والوحدة الوطنية ، ولاسباب ذاتية وعناد شخصي ليهمل المبادرة العربية وما جاءت به من بنود بناءة ومتزامنة لتحقيق وحدة الحركة الوطنية والبرنامج ، ولذلك الرئيس الذي لم يستثمر اعتراف الجمعية العامة بدولة فلسطين غير عضو في محكمة الجنايات وفي الاستيطان والاسرى والعدوان على غزة في المحامل الدولية ومؤسساتها لم يستثمر الوقت والزمان في اعادة قدرات حركة فتح وبنائها الداخلي والذي انعكس ضعفها وضعف قيادتها لان ينعكس على الحركة الوطنية الفلسطينية .
ولكن هل الرئيس عباس يتخبط ..؟؟ ام هو يخدم نهج بلوحته الحالية والمستقبلية ... وان ينهدم المعبد من بعده .... هذه الاسئلة قد تفتح المجال في التفكير والسلوك الذي يستخدمه الرئيس بردات الفعل .
ماجد فرج في زيارته الاخيرة للقاهرة والتي تلت زيارة وفد من مركزية فتح للتباحث في في المبادرة للرباعية العربية ، ربما سمع من المصريين ما لم يود الرئيس سماعه حول وحدة فتح والوحدة الوطنية ،، ولذلك خرج الرئيس عن طور التوازن والاتزان ليهجم دول الاقليم وتحت ذريعة القرار الفلسطيني المستقل """ والتحدث بصفتنا فلسطينيين"" ولا احد يعترض ان تنفتح دائرة موسعة للحوار الفلسطيني الفلسطيني " وهذا ما اكده محمد دحلان بالدعوة لمؤتمر وطني شامل اما دول الاقليم فاننا جزء لا يتجزء من المنظومة العربية الاقليمية بتأثيراتها ومؤثراتها ومساندت تلك المنظومة بحكم عدة عوامل للحركة الوطنية الفلسطينية ، تهرب من المبادرة العربية ليقفز عن المهم ويرسل رسائل الغزل لحماس في تجاوز للمصالحة الفتحاوية وبخبث ودهاء يتوفر عند الرئيس ليحاول العزل بل محاولة القضاء على تيار واسع ومساند للاصلاح بقيادة محمد دحلان في غزة ان تصالح مع حماس ولو بواقع المحاصصة والتقاسم والاعتراف بكل الاجهزة السيادية لحماس وبمقابل ان تصرح حماس انها مع مشروع منظمة التحرير وحل الدولتين .
يتصرف الرئيس محمود عباس ومن معه وفي دائرته على تقديم تنازلات لواقع قوة حماس وقوة تركيا ونفوذها مع اسرائيل في ان واحد والدعم القطري ويتصرف بردات فعل """ انا وبطانتي وبعدها فل يكن الطوفان""
فل ننتظر اجتماع المركزية في 29 /9 القادم وما اعلن من جدول اعمالها لمناقشة الوضع الداخلي في فتح والمفوضات والمصالحة مع حماس وما ينتج عنه من قرارات والتي نأمل ان يعود الجميع لرشدهم واخذ القرارات السريعة والحاسمة نحو اعادة وحدة فتح والغاء وابطال كل القرارات الاقصائية السابقة وان تسود العدالة التنظيمية والجغرافية في حركة فتح واحداث مراجعات سياسية للتعامل بامان مع المرحلة وضرورياتها وفرضياتها .... وعلى طريق خلق واقع وطني وحدوي وبرنامج مشترك يفوت الفرصة على سيناريوهات قادمة قد يكون الواقع الفلسطيني ليس في مأمن منها فالمنطقة باسرها مقبلة على متغيرات وخرائط جديدة .""
بقلم/ سميح خلف