""" عنجهية واستخفاف وابتزاز ""
ليس بمكان الان التحدث عن مفردات خطاب الرئيس عباس في الجمعية العامة ولكن ما لفت نظري نقطتين اساسيتين الاولى تساؤل الرئيس عباس "" هل اسرائيل تريد الدولة الواحدة " وهنا اضع تحذيرات لفني واليسار الاسرائيلي بان سياسة نتنياهو تمضي قدما نحو الدولة الواحدة ، اما النقطة الاخرى هو نبش التاريخ القريب في ذكرى وعد بلفور ومطالبة بريطانيا بالاعتذار للشعب الفلسطيني ، اعتقد نقطتين اساسيتين في كل ما تحدث به الرئيس عباس والتي قد تفتح المجال للقيادة الفلسطينية ان تغير اوراق اللعبة السياسية في ظل فشل حل الدولتين وعدم التعلق كثيرا بالمبادرة الفرنسية ن وما طالبنا به مرارا من طرح احدى المساقين ببرنامج سياسي ونضالي جديد
1- الدولة الواحدة لاعتبارات ديموغرافية وجغرافية
2- او قرار التقسيم الذي اشار له محمود عباس في خطابه"" 181""
لقد ادرك نتنياهو خطورة هذين الطرحين ان ادركت القيادة الفلسطينية مقدار ذعر اسرائيل من تلك الاطروحات ان تبدلت السياسة الفلسطينية برنامج اخر يخرج عن عملية انعاش ميت وهو حل الدولتين .
ولذلك اتى خطاب نتنياهو متشنجا لا يخلو من ردات الفعل المصحوبة بعنجهية فائقة ، وكان اسرائيل تمتلك اقدار العالم ومقدراتها ووجودها ، بل يصور للعالم بان اسرائيل هي حامية الانظمة وهي القدرة الخارقة في محاربة الارهاب وهي التي تثبت خرائط وتغير خرائط.
بالتاكيد ان لاسرائيل قدرات اتت من اتقان الصهيونية العالمية لفن استغلال الانظمة من خلال لوبيات اقتصادية وعلمية وهذا لا يأتي تقديرا وامتيازا بقدر ان كثير من الانظمة المهتزة لدى شعوبها تحتاج قدرات اللوبيات واسرائيل ، ففلسطين المحتلة لا تحتوي الكثير من الثروات بل قامت الصهيونية باستغلالثروات الشعوب الاخرى في اوروبا وافريقيا واسيا وامريكا لصالحها عبر اللوبيات الاقتصادية والعلمية وهذا ليس قوة في اسرائيل بل ضعف في ماهية الحكم في الدول التي يعنيها نتنياهو .
تحدث نتنياهو عن القيمة التاريخية لوجود اليهود في فلسطين مزورا بعض الحقائق بان سيدنا ابراهيم الذي هو اب المسلمين والمؤمنين بانه ا شترى بيتا في الخليل ..في حين ان اهل الخليل قد استضافوه في البلاد ضيفا ولم يوافق اهل الخليل على ابتياع بيت لانها تخص الكرم والشهامة لاهالي الخليل ، وفي كل الاحوال لو كان طرح نتنياهو صحيحا تاريخيا فامتلاك البيت لا يعني السيطرة على الارض .
والقيمة التاريخية للارض وهويتها ليس للرحل والعابرون على ارض فلسطين بل القيمة لاهلها الاصليين
اما لغة الاستخفاف بالامم المتحدة ومؤسساتها وهي التي لا تنطق عن الهوى بل تعتمد مواقفها على حقائق وادلة وسلوك اسرائيل والتي هاجمها نتنياهو واتهمها باستصدار عشرين ادانة لاسرائيل حول التمييز والعنصرية والقتل واحتلال حقوق واراضي الغير فهي تكشف الهنجهية لدولة اسرائيل التي تحتمي في اوروبا وتستغلها لصالحها والتي يتوافق وجودها مع الاوروبيين لاغراض اقتصادية وسياسية وامنية لتفتيت منطقة الشرق الاوسط .
هذا الاستخفاف بالامم المتحدة وقراراتها والذي جعل اسرائيل لا تلتفت لاي من القرارات الصادرة من الامم المتحدة منذ قرار التقسيم والقرار 191والقرار 194 و 242و338 وكافة القرارات التالية .
بالتأكيد ان الرعب المغلف بالاستقواء وتمدد اسرائيل في افريقيا والذي اتى نتيجة فراغ من القيادات العربية ومسؤلياتها نحو افريقيا وما تركه العقيد القذافي من فراغ بعد قتله والتامر عليه هو من اتاح لنتنياهو اللعب في افريقيا فمن مسببات القضاء على القذافي هو نشاطه في افريقيا واستهتاره بميثاق الامم المتحدة فهل يفعل المجتمع الدولي وبالتحديد امريكا وبريطانيا وفرنسا وايطاليا بالقضاء على نتنياهو الذي استخف واستهتر بالامم المتحدة وعلى منبرها ..... افرقيا التي كانت محل اهتمام فائق من الزعيم الراحل عبد الناصر تلك الفراغات التي مكنت نتنياهو بان يغزو افريقيا ويجتمع مع اربعة +17 من رؤسائها على هامش اجتماعات الجمعية العامة .
بالتاكيد ايضا ان نتنياهو يمارس الغباء كما وصفه اليسار الاسرائيلي فهو يريد الدولة اليهودية وفي نفس الوقت يمارس الخلط الجغرافي والديموغرافي والتشابك الاقتصادي والامني مع الفلسطينيين ويتجه نحو ان تكون الدولة الواحدة هي الحقيقة على الارض وان كانت الان القوانيين والسلوك الاسرائيلي يتعامل مع الكيان الفلسطيني ككيان محتل بامر القوة والتمييز .
وماذا عن دعوة نتنياهو لعباس ليلقي كلمة امام الكنيست لا يكفي نتنياهو اعتراف منظمة التحرير باسرائيل في عام 1993 وباتفاق اوسلو والتطبيع والتنسق الامني وتجميد كل الانشطة المقاومة للاحتلال من قبل السلطة ... هل يريد اعتراف اخر امام السلطات التشريعية لاسرائيل وما هو المقابل لذلك ، في حين انه يدعي ان المستوطنات ليس عاقا للسلام وان الانشطة العدائية التي يمارسها الشعب الفلسطيني في التعليم والثقافة والمقاومة هي سبب عدم التوصل للسلام ولكن بغباء نتنياهو ماذا يتوقع نتنياهو من شعب محتل..!!
خطاب نتنياهو لا يعطي أي امل لامق للسلام وما تحدث عنه الرئيس عباس بان عام 2017 هو عام اقامة الدولة في غزة والضفة واسرائيل ماضية في تكريس سلطة البلديات والحل الاقتصادي الامني والاستيلاء على القدس وكما يقولون """ اورشليم """ يهودا والسامرى """ وعلى القيادة الفلسطينية ان تطرح حل الدولة الواحدة بموجب الحقوق التاريخية والقانونية والسياسية والاقتصادية والانسانية لمفهوم المواطنة .
بقلم/ سميح خلف