قراءة في معركة خطابات الجمعية العمومية للأمم المتحدة

بقلم: زهير الشاعر

لا أنكر بدايةً بأنني أشعر بخيبة أمل كبيرة بالقيادة الفلسطينية بعد أن إستمعت لخطاب الرئيس محمود عباس أمام الدورة ال 71 للجمعية العامة للأمم المتحدة، وذلك عدة مرات، ومن بعدها استمعت لخطاب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حتى أتمكن من وضع قراءتي هذه بين أيديكم بتجرد كامل حتى لو رأى فيها البعض جلدٌ للذات، حيث أنني وجدت بأن مصيبة الشعب الفلسطيني الحقيقية تكمن في سلوك قيادته وعنترياتهم ليس إلا!.
الرئيس محمود عباس الذي بدأ خطابه متلعثماً ولكنه اعتمد لغة التشويق وجلب الانتباه، حيث تطرق في خطابه إلى نقاط عدة مهمة ولكنها جاءت في سياق تحذيري واستجداء ولم يكن في الخطاب أي استراتيجية واضحة أو لغة صارمة أو سقف زمني محدد لتنفيذ النقاط التي تطرق إليها سوى كلمة سوف التي نكرر هنا وصفنا إياها بأنها مشؤومة تحمل دلالة التعبير عن المجهول بدون أي التزام محدد، وهي تذكرنا بمسرحية كأسك يا وطن التي سخرت من الحال العربي في حينه!.
أيضاً الرئيس عباس لم يكن موفقاً في طرحه حول الوضع الداخلي، بل كان باهتاً وبارداً وغير مقنعاً عندما مر مرور الكرام بحديثه عن المصالحة الفلسطينية الداخلية والانتخابات الرئاسية والتشريعية وإعمار غزة وتشكيل حكومة وحدة وطنية (نتمنى أن لا تكون من العجزة من لابسي الحفاظات الذين يحملون شهادات تاريخية مزورة في الثورة والبريستيج!).
حيث تلخصت نقاط خطاب الرئيس الفلسطيني محمود عباس بالتالي :
أولاً : عبر عن أنه لن يقبل باستمرار الوضع القائم أو بالحلول المؤقتة أو القبول باستمرار امتهان كرامة الشعب الفلسطيني.
ثانياً : أشار إلى أن إسرائيل تمارس الفجور السياسي حيث أنها تنكرت للاتفاقيات الدولية ولمح بأن البديل لذلك سيكون التوجه لحل الدولة الواحدة وما سيترتب على ذلك من خلط للأوراق من جديد!.
ثالثاً : تحدث عن مشروع قرار ينوي تقديمه إلى مجلس الأمن حول الاستيطان بدون تحديد سقف زمني لذلك وعبر عن أمانيه بأن لا يتم استخدام حق النقض الفيتو ضد هذا القرار ( مع إدراكه الأكيد بأن حق النقض الفيتو جاهزاً).
رابعاً : حذر من أن استمرار الاعتداءات الإسرائيلية على المقدسات الإسلامية والمسيحية هي لعب بالنار.
خامساً : طالب قادة العالم بالعمل على دعم مطلب توفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني.
سادساً : طالب بالاعتراف المتبادل حيث أشار إلى أن اعتراف منظمة التحرير الفلسطينية بإسرائيل ليس مجانياً وعليها أن تقابله باعتراف رسمي بفلسطين كدولة مستقلة وتنهي احتلالها.
سابعاً: عبر عن أمنياته بأن يتم عقد مؤتمر دولي للسلام قبل نهاية العام الجاري.
ثامناً : طلب من بريطانيا أن تتحمل مسؤوليتها عن نتائج وعد بلفور المشؤوم الذي مر عليه مائة عام وطالبها بالاعتذار للشعب الفلسطيني وتعويضه مادياً ومعنوياً وأن تعترف على الأقل بالدولة الفلسطينية.
تاسعاً : شدد على أهمية الرجوع إلى قرار التقسيم 181 الذي نص على قيام دولتين على أرض فلسطين التاريخية وفق خطة تقسيم محددة ، وأن إسرائيل قامت بانتهاك هذا القرار الأممي ، حيث قامت القوات الإسرائيلية بالسيطرة على أكثر مما خصص لها، وأوضح بأن ذلك يمثل انتهاكاً صريحاً للبنود 39، 41 ، 42 من ميثاق الأمم المتحدة.
عاشراً : أشار إلى أن محاربة الإرهاب والعنف تبدأ بإيجاد حل سياسي للقضية الفلسطينية ، كما طالب باعتماد عام 2017 عاماً لإنهاء الاحتلال.
بالمقابل بدأ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو كلمته بثقة وهدوء وكأنه أمام تلاميذ مدرسة يعطيهم شرحاً وافياً عن إنجازات الأستاذ المدلل الذي يحاول أن يظهر تميزه حتى لو كان كاذباً ، حيث من الممكن تلخيص خطابه في عدة نقاط أهم ما جاء فيها :
أولاً : استخف بما جاء في خطاب الرئيس محمود عباس حول مطالبته محاكمة بريطانيا العظمى وقال عنه أنه أسير الماضي وقارن بين مطلبه وبين أول وثيقة لحقوق الإنسان وضعها الإمبراطور سايروس قبل 2500 عام كما جاء على لسانه وتساءل هل كان الرئيس الفلسطيني جاداً بطرحه وهل ستأخذ الجمعية العمومية كلامه على محمل الجد؟!.
ثانياً : هاجم بسخرية قرارات مجلس حقوق الإنسان وحاول التأكيد على أن الحرب ضد إسرائيل في الأمم المتحدة قد انتهت، وطالب بثقةٍ، كل الدول أن تستوعب ذلك وأن تتعاطى مع هذا الأمر كواقع جديد.
ثالثاً : قال بأن الصراع مع الفلسطينيين لم يكن أبداً حول المستوطنات أو إنشاء دولة فلسطينية وإنما كان دائماً حول الاعتراف بدولة يهودية ضمن أي حدود!.
رابعاً : تحدى بأن السلام لن يتم من خلال أي قناة إلا من خلال القدس ورام الله، وبأنه لن يكون هناك تفاوض أبداً حول حقهم في الدولة اليهودية الوحيدة التي تخصهم.
خامساً : عقد مقارنة بين الزعماء الفلسطينيين واليهود عندما قال بأن الفلسطينيين يحرضون ويدفعون رواتب لمن يقتل اليهود، في حين أن الزعماء اليهود يدينون أعمال العنف والإرهاب أي كان مصدرها، مدعماً كلامه بالاستعانة بتصريحات تحريضية أدلى بها كل من أعضاء اللجنة المركزية لحركة فتح جبريل الرجوب وسلطان أبو العنين، في الوقت الذي عبر عن إدانته هو والزعماء اليهود للإرهاب اليهودي الذي حدث مع عائلة أحمد دوابشة، كما تحدث عن الوحشية الإنسانية التي قال بأن حركة حماس الفلسطينية تمارسها ضد الأسرى الإسرائيليين، متجاهلاً الاف الأسرى في سجون الاحتلال والذين يواجهون البشاعة الإنسانية بكل معانيها!.
سادساً : التركيز على مكانة إسرائيل العالمية في مجال التكنولوجيا والفضاء والمياه والزراعة وأشار إلى أن المستقبل للذين يبتكرون فقط، لذلك قدم دعوة إلى دول العالم للتعاون مع بلاده لخلق مستقبل زاهر يبهر العقول وفيه سلام ورخاء ويبعث على الأمل للإنسانية كما قال!.
سابعاً : وجه اتهاما للرئيس الفلسطيني محمود عباس بأنه يقوم بالتحريض على العنف في مدينة القدس، لذلك دعاه بدلاً من ذلك، بأن يذهب إلى الكنيست الإسرائيلي في القدس لمخاطبة الشعب الإسرائيلي، على أن يذهب هو مقابل ذلك إلى رام الله للحديث أمام البرلمان الفلسطيني!، مع إدراكه المسبق بعدم إمكانية ذهاب أي زعيم فلسطيني للخطاب في الكنيست الإسرائيلي كونه في مدينة القدس محل النزاع وذلك قبل الحل النهائي!.
ثامناً : وفي سياق دعايته، حاول التركيز على أن الزعماء الفلسطينيين يعملون على نشر ثقافة الكراهية، لذلك أدخل اللغة العربية إل مناهج المدارس اليهودية حتى يتعلم الأطفال اليهود ثقافة التعايش مع جيرانهم الفلسطينيين كما قال.
تاسعاً : عمل على تحشيد الرأي العام الدولي ضد إيران وطالب الدول العربية للتحالف مع بلاده ، حيث أوضح بأن مصلحتهم تكمن في ذلك، وبأن إسرائيل هي القادرة على أن لا تسمح لإيران بتطوير صواريخها التي تهددهم ، وبأنها تبحث عن توفير الحياة الكريمة للمسيحين والمسلمين واليهود في المنطقة وستقيم سلام مع جيرانها، وستحارب التطرف الإسلامي الذي بات يهدد الجميع.
عاشراً : تحدث عن تطور في العلاقات الدبلوماسية والاستراتيجية والأمنية بين إسرائيل التي تباهى بجهاز مخابراتها وبين باقي دول العالم في كل من أسيا وأفريقيا وأميركا اللاتينية ، حيث أشار إلى تقدم مهم في العلاقات مع اليابان والهند والصين وروسيا وعدد من زعماء دول أفريقيا التي قال عنها بأن لديه علاقات متقدمة مع أربعة منهم وسيقابل سبعة عشر أخرين خلال تواجده الحالي في نيويورك للعمل على تطوير العلاقات الدبلوماسية بين بلاده ودولهم!.
مما سبق ذكره نجد أن الخِطَابين كانا متناقضين ولم يلتقيا في الحديث حول نقاط الخلاف الرئيسية والمتمثلة في الأساس بالتوافق حول طريقة الجلوس على طاولة المفاوضات ومتطلباتها!، كما أن الصياغتين كانتا مختلفتين تماماً في الجوهر والهدف ، حيث أن ما جاء في خطاب الرئيس محمود عباس كان يدور في محور الشكوى والتعبير عن الضجر من الظلم الذي تمارسه قوة الاحتلال، ومحاولة دغدغة مشاعر الرأي العام الفلسطيني وذلك بالتلويح بكلام إنشائي لم يعد ذو قيمة لأن المستمعين يدركون بأنه لن يقترن بأي أفعال حقيقية عند الأخذ بعين الاعتبار أن الرئيس الفلسطيني بات لا يملك مقومات التنفيذ ويعاني ضعفاً أساسياً في ظل ضعف الوضع الفلسطيني العام الذي تجاهله وفككه، مما أدى إلى خلق فجوة كبيرة بينه وبين أبناء شعبه الذين إمتهن كرامتهم ومن ثم فقدانه السيطرة الحقيقية على مجمل الوضع الفلسطيني نتيجة الظلم الذي تمارسه منظومته في حق أبناء شعبه ، لذلك فهو لا زال يدور في فلك قتل الوقت واستهلاكه بدون القدرة على تقديم أي خطة وطنية ذو استراتيجية شاملة وفاعلة تتعاطي بجد وحكمة واقتدار مع التحديات القائمة وبمنطق يحاكي تعقيداتها!.
كما أنه لا يمكن إنكار أن رئيس الوزراء الإسرائيلي نجح في تقديم صورة بلاده كأنها نموذج يحتاج إليه العالم، وأن شعبه ضحية يعانون كما يعني الأخرين من همجية الإرهاب والتطرف الذي يجتاح المنطقة وليسوا سبباً فيه!، وبأن مصلحة الجميع باتت واحدة، كما أنه استطاع أن يعمل دعاية لبلاده من خلال لفت الأنظار إلى مكانتها في الابتكار والإبداع وتذليل العقبات التي كانت تقف عائقاً أمام تقدمها في العلاقات الدبلوماسية بينها وبين العديد من دول العالم بما فيها تطوير العلاقات الأمنية مع بعض الدول العربية تمهيداً للإعلان عن علاقات كاملة كاد أن يعلن عنها بأنها موجودة بالفعل !.
خلاصة الأمر ، أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس نجح بإتمام المهمة الموكلة إليه وبأداء دوره بامتياز ولربما ينطبق المثل القائل في هذه الحالة "خربها وجلس على تلها"، حيث أنه لم ينجح بالمقابل في تغيير القناعات التي تولدت لدى المراقبين والتي تتلخص في أنه لا زال يبيع وهماً لشعبه وأنه لم يعطي الشباب عماد الوطن فرصة للنهوض والابتكار والإبداع بل أفسح المجال لرجالاته لطمس قدراتهم على الابتكار ولتحطيم طموحاتهم وإغلاق الأبواب أمام إبداعاتهم وتسكير بيوتهم العامرة، فكانت النتيجة المزرية التي وصل إليها الوضع الفلسطيني طبيعية وغير صادمة! ، وكانت الفضيحة مدوية والتي أظهرت ضعف الأداء الدبلوماسي الفلسطيني وإهداره للمال العام طوال السنوات الماضية بدون تحقيق أي نجاحات حقيقية راسخة ضمن تواطؤ بات مفضوحاً!، وذلك عندما تباهي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالتقدم الحاصل في العلاقات الدبلوماسية بين بلاده وبين دول أمريكا اللاتينية وأسيا وأفريقيا، كما أنه تم الإعلان عن أنه عقد عدة اتفاقيات مهمة خلال تواجده في نيويورك لحضور اجتماعات الجمعية العمومية مع عدة دول أخرى في عدة مجالات، كما استغل هذا المنبر ليقدم بلاده بلغة الواثق من إمكانياتها، بأنها رائدة في مجال تدوير المياه المستهلكة وبأنها تملك مقومات الاستثمار في التكنولوجيا والفضاء والمياه والزراعة، وبإمكان العالم الذي يعاني العطش أن يستفيد من خبراتها التكنولوجية في هذا المجال كما في مجال الفضاء أيضاً!.
يؤسفني القول بأنني كفلسطيني ، شعرت بغيرة كبيرة عندما تحدث رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن مكانة المرأة في بلاده والتي وصلت إلى مراكز متقدمة في عدة مجالات قيادية وإلى محكمة العدل العليا، في الوقت الذي أرى فيه أن المرأة الفلسطينية حوصرت وامتهنت كرامتها وجرحت مشاعرها وباتت تتسول شيكل وتتعرض للابتزاز لتستر نفسها، كما أصبحت رهينة لتتسول تحويلة للعلاج لتقي نفسها من مرضها أو تتسول مكاناً يحميها من برد الشتاء أو حر الصيف، لأنهم أرادوا لها أن تكون عارية في هذا الزمن البائس وهذه المرحلة اليائسة! التي ظنت بعد الوعود الوهمية بأنهم سيبنوا لها الجنة كأم وكإنسانة بإمكانها الإبداع والمشاركة في بناء وطنها لتعيش مُنَعَمة لا مهانة ولا ذليلة!.
لم أستطع أن أكمل تحليلي وأتوقف عند كل النقاط التي جاءت في الخطابين ، فاختصرتها تحت بند خير الكلام ما قل ودل حيث أن الجميع كانوا ينتظرون أي بارقة أمل أو أي جديد في خطاب الرئيس محمود عباس ولكن المفاجأة كانت تتلخص في المثل القائل إجت الحزينة تفرح ما لقت لها مطرح!.
أخيراً لابد من طرح سؤال مهم ألا وهو ، في ظل هذا التواطؤ المفضوح والترهل في الأداء الدبلوماسي الفلسطيني الذي حذرنا منه كثيراً، وضعف الموقف العربي العام، وانحياز المجتمع الدولي لمصالحه على حساب تحلله من مبادئه وأخلاقياته، ما الذي سيضير الجانب الفلسطيني إن أعلن عن استعداده للاعتراف بيهودية الدولة كما يطلبها بيبي نتنياهو ولكن ضمن شروط ملزمة للجانب الإسرائيلي أهمها عدم المساس بقضية اللاجئين الفلسطينيين وبالتوازي مع ذلك يجب أن يكون هناك اعترافا واضحاً بالدولة الفلسطينية المستقلة بعاصمتها القدس الشرقية؟!.
ملاحظات :
مطلب يهودية الدولة قديم ووُلد مع ولادة العقيدة اليهودية، ولم يكن أبداً وليد هذه الحقبة الزمنية ، ويرى البعض خطورته الآن في أن الاعتراف بهذه الدولة سيفتح الباب أمام العودة إلى التاريخ القديم وصراعاته الدينية المدمرة خاصة فيما يتعلق بالتخوفات من الطموح بالتوسع لبناء دولة إسرائيل الكبرى التي يقال بأن حدودها ستقع حسب التصور المرسوم لها بين الفرات والنيل وما سيترتب على ذلك بالمفهوم الشمولي الذي يخص الأرض والإنسان من أصحاب العقائد الأخرى.
وعد بلفور الذي يوصف بأنه "وعد من لا يملك لمن لا يستحق" ، وهو الاسم الشائع المطلق على الرسالة التي أرسلها آرثر جيمس بلفور بتاريخ 2 نوفمبر 1917 إلى اللورد ليونيل وولتر دي روتشيلد، وقد أشار فيها إلى تأييد الحكومة البريطانية إنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين. حيث كان تعداد اليهود في فلسطين حين صدور ذلك الوعد لا يزيد عن 5% من مجموع عدد السكان، وقد أرسلت تلك الرسالة قبل شهر من احتلال الجيش البريطاني لفلسطين.
حكاية سايروس ، يقول بعض المؤرخين أن إمبراطورية الفارسية الأخمينية لإيران القديمة قامت بإرساء مبادئ لحقوق الإنسان ليس لها مثيل في القرن السادس قبل الميلاد تحت قيادة الإمبراطور العظيم سايروس، حيث قام بإنشاء أسطوانة سايروس بعد احتلاله بابل في عام 539 قبل الميلاد، والتي تم اكتشافها في عام 1879م حيث تعتبر اليوم أول وثيقة لحقوق الإنسان وقد تم ربط الوثيقة من قبل المعلقين بمراسيم صادرة عن سايروس، مسجلة في كتاب تسجيل الأحداث: "نهيميا، وعزرا"، والتي تنص على أن لليهود أو على الأقل بعضاً منهم حق العودة إلى الوطن الأم بعد فترة السبي البابلي.
دبوس : أستغرب كيف بالإمكان معاتبة بريطانيا والطلب منها الاعتذار والتعويض، في الوقت الذي ترعى فيه عاصمتها الجميلة لندن قناة مفاوضات خلفية بين الطرفين بمعرفة وموافقة ومباركة المتحدثين أنفسهم!.

م . زهير الشاعر