انتفاضة القدس إرادة الانتصار

بقلم: محمد مصطفي شاهين

بعيدا عن أفكار الاستسلام والتطبيع التي يدعو لها البعض وبعيدا عن التنسيق الأمني مع الاحتلال الصهيوني الذي أضاع علي القضية الوطنية الكثير الكثير.... فان الخيار الحقيقي لكل الفصائل الوطنية و الإسلامية هو رعاية انتفاضة القدس وتنميتها ودعمها سياسيا وعسكريا وتطوير تكتيكاتها الميدانية لتصبح عمليات مقاومة أكثر تنظيما وتأثيرا من العمليات الفردية التي يقوم بها فرسان الانتفاضة.
ان المقاطع المصورة التي تظهر اعتداءات قوات الاحتلال علي المدنيين الفلسطينيين العزل الأبرياء وعمليات الإعدام الميدانية المتكررة التي يقوم بها جنود دولة الكيان الصهيوني شكلت دافعا جديدا وإضافي للشباب الفلسطيني للانخراط في أعمال انتفاضة القدس ومواجهة الغطرسة الصهيونية ،تعيش الآن المدن الفلسطينية المحتلة ومدينة القدس المحتلة نهضة نضالية وثورية ضد قوات الاحتلال ومستوطنيه،وتقف انتفاضة القدس اليوم كسد منيع أمام الاحتلال وسياساته التي تحاول محو المواطن الفلسطيني وانتزاعه من أرضه ومقدساته ،ان انتفاضة القدس دليل علي فشل محاولات السيطرة الأمنية الصهيونية علي إرادة الشعب الفلسطيني في نيل حقوقه ودليل جديد علي فشل العملية الوهمية للسلام المساه اتفاقية أوسلو ويأتي ذلك كبرهان ان العقيدة النضالية للشعب الفلسطيني ترفض التفريط بحبة تراب من الوطن وان الجيل الجديد أصبح علي يقين أن الحق ينتزع بالمقاومة والنضال في ظل الدلائل الدامغة علي استهانة العدو الصهيوني بالقانون الدولي وكل اتفاقيات حقوق الإنسان و إرهاب الدولة الذي تمارسه دولة الكيان الصهيوني في محاولات ممنهجة منهم للاستلاء علي مزيد من أراضي وحقوق الشعب الفلسطيني بالتزامن مع صمت دولي قاتل يصل لحد التواطؤ من بعض الدول الداعمة للكيان الصهيوني.
إن إرادة البقاء التي يتمتع بها المجتمع الفلسطيني جعلت الشعب الثائر يشرع في إدارة صراع استنزاف أمني لدولة الاحتلال الصهيوني وصراع عقول بين المقاومة الفلسطينية والعدو الصهيوني المحتل للأرض المستولي علي خيرات وطننا وقاتل أطفالنا .
تطورات فعاليات الانتفاضة يوحي للمتابع لأحداثها أنها إرادة بقاء لان تحركات شباب الانتفاضة أصبحت أكثر ذكاء واحتراف في التعامل مع الأحداث مما دفع بدولة الكيان الصهيوني بالدفع بالمزيد من القوات الأمنية والعسكرية لتعزيز الجبهة الداخلية التي باتت منهارة امنيا بفعل ضربات شباب الانتفاضة الذين نجحوا في ترسيخ الرعب في قلوب الاحتلال ومستوطنيه من خلال عمليات الطعن والدهس للمستوطنين وجنود دولة الكيان الصهيوني مما عزز صورة الحكومة الصهيونية أمام جمهورها بأنها عاجزة عن إيقاف عجلة عمليات انتفاضة القدس مما يدفعها لتوزيع التهديدات علي المواطنين الفلسطينيين الأبرياء في كل مناسبة وذلك نابع من حالة العجز الأمني عن التنبؤ بعمليات الانتفاضة الذي جعل الأجهزة العسكرية والأمنية الصهيونية لا تجد لها قدرة علي فهم وإدراك طبيعة العمليات الفردية التي يقوم بها المناضلين الفلسطينيين في مواجهة آلة القمع الصهيونية والتي تنفذ عمليات اعتقال إدارية بحق المواطنين الفلسطينيين إضافة لمحاكمة وسجن من يتعاطف وينشر دعما لانتفاضة القدس من خلال الإعلام واتهامه بالتحريض علي قتل الصهاينة والتواصل مع مواقع التواصل الاجتماعي وتعاونها مع دولة الكيان الصهيوني في حذف حسابات لمواطنين فلسطينيين يدعمون انتفاضة القدس يأتي ذلك ليؤكد علي فشل الإرهاب الصهيوني في قمع او كبح عمليات الانتفاضة التي باتت متصاعدة في العدد و الأداء مقارنة بالسابق.
ان حالة الفشل التي يعيشها المجتمع الصهيوني من غياب الأمن بالمنطقة رسخ في عقولهم إن الاستقرار في هذه المنطقة بات مغامرة كبري تستهدف وجودهم مما دفع بالعديد منهم للعودة إلي دولهم الأصلية التي قدموا منها أول مرة وهذه المعادلة الجديدة في الصراع الفلسطيني الصهيوني ستحسم لأصحاب الحق الأصيل في وطنهم وهم الفلسطينيين وان الانتصار مسألة وقت الأكثر و الشعب الفلسطيني برهن ولأكثر من مرة انه علي قدر التحدي والصمود حتى نيل كل حقوقه الوطنية وبالمقاومة.

بقلم: محمد مصطفي شاهين