قال حنا عيسى الأمين العام للهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات، "إن العملية التربوية ليست حكرا علي أحد ولا هي مهمة إنسان دون آخر، فهي عملية تكيفية عملية تتكيف مع الحياة وتتأقلم مع البيئة المحيطة سواء كانت البيئة طبيعية أو اجتماعية أو ثقافية أو اقتصادية".
وأضاف عيسى في تصريح له، "التربية عملية فردية اجتماعية تتعامل مع فرد في مجتمع تنقل إليه معارف ومهارات ومعتقدات ولغة الجماعة من جيل إلي جيل، وتعنى بسلوك الإنسان وتطويره ولكن ليس بمعزل عن الجماعة لأن الذات الإنسانية لا تتكون إلا في مجتمع إنساني وبقدر ما يتوافر للتربية من وضوح وعمق في المفاهيم والأسس التي تستند إليها تكون قوتها وفعلها في حياة الأمم والشعوب".
ونوه، "العملية التربوية تكسب الفرد حضارة الماضي وتمكنه من المشاركة في ممارسة حضارة الحاضر وتهيئة للتطوير وإضافة واختراع وتقدم حضارة المستقبل".
وتابع، "إن التربية تشتمل على تعليم وتعلم مهارات معينة، والتي تكون أحيانا مهارات غير مادية أو ملموسة، ولكنها جوهرية، مثل القدرة على نقل المعرفة، والقدرة الصحيحة على الحكم على الأمور، والحكمة الجيدة في المواقف المختلفة، ومن السمات الواضحة للتربية هو المقدرة على نقل الثقافة من جيل إلى آخر".
وأشار، "أهداف التربية منها الهدف المحافظ وهو الهدف الذي كان سائدا في المجتمعات البدائية، حيث كان الأهل يربون الناشئة على ما كان عليه الراشدون، وكان الأطفال يتعلمون ما إن ينتظر القيام به حين يصبحون راشدين، بالإضافة للتربية لإعداد المواطن الصالح، فقد كانت أهداف التربية في الدول السابقة هي إعداد الفرد لذاته وتنمية الصفات المطلوبة والمرغوبة".
وأوضح، "المعرفة وطريقة البحث هدف أعلى للتربية بدأ توسع العلوم واضحاً منذ مطلع القرن السابع عشر، وكان من نتائجه وقوف الفكر الإنساني أمام هذا الاتساع وقفة حائرة تتمثل في كيفية الإحاطة الكاملة بهذه المعارف، وإيجاد طريقة كوسيلة لازمة للوصول إلى المعرفة".
وقال، "الأهداف الأرستقراطية والديمقراطية في التربية ولقد كانت أهداف كوندورسية بجملة عامة حين يقال إن هدف التربية هو إنماء الملكات الجسمية والفكرية والخلقية في كل جيل، مما يؤدي إلى المشاركة في التحسين التدريجي للجنس البشري، وهناك التربية كنمو فردي متناسق، فقد تركت الأهداف التربوية لروسو أثرا بالغا في الفكر التربوي المعاصر، وهي تشديدها على النمو الذاتي الداخلي للطفل نموا يحقق له وحدة شخصيته وتناسقها وانطلاقها وإن اختلفت معه في التفاصيل".
ولفت، " لا نغفل عن أهداف التربية التقدمية والتي لا بد لها من جعل حياة الطفل في المدرسة غنية زاخرة بالجديد والمتنوع، وبالمشاكل التي تشبه مشاكل الحياة العامة، وجعل تربيته مبنية على طريقة حل المشكلات، وللتربية القومية أهداف بحيث تتفق الدول المتعاقدة على أن يكون هدف التربية والتعليم فيها بناء جيل عربي واع مستنير يؤمن بالله وبالوطن العربي ويثق بنفسه وأمته ويستهدف المثل العليا في السلوك الفردي والاجتماعي ويتمسك بمبادئ الحق والخير، ويملك إرادة النضال المشترك وأسباب القوة والعمل الايجابي متسلحا بالعلم والخلق لتثبيت مكانة الأمة العربية المجيدة، وتأمين حقها في الحرية والأمن والحياة الكريمة".
وتابع، "من سمات التربية أنها عامة لكل الناس، وشاملة جوانب الحياة المختلفة، ومؤدية إلى التوازن والتوافق وعدم التعارض بين الجوانب المختلفة، بالإضافة لكونها مرنة مسايرة لاختلاف الظروف والأحوال والعصور والأقطار، وصالحة للبقاء والاستمرار ومناسبة للكائن الإنساني، موافقة لفطرته وغير متعارضة مع الحق، كما أنها متوافقة غير متصادمة مع المصالح المختلفة وواضحة الفهم للمربي والطالب، وواقعية وميسرة في التطبيق ومؤثرة في سلوكهما".