ودون مقدمات فتشخيص الحالة الفتحاوية لا يختلف في أذهان الفتحاويبن والوطنيين كثيرا في خطوطه العامة رغم اختلافات في بعض التفاصيل البسيطة غير الاستراتيجية والتشخيص هو حالة "حراك فتحاوي اجباري بفعل المتغيرات الجديدة" وأهم المتغيرات الجديدة هو طرح المبادرة الرباعية العربية التي تسعي لإنهاض الحالة الوطنية الفلسطينية عبر المصالحة الفتحاوية مرورا بالمصالحة الوطنية الشاملة ودخولا في تجديد الشرعيات بإجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية وتطوير منظمة التحرير نحو استيعاب كافة الفصائل والاحزاب الوطنية والاسلامية وانتهاء بالاتفاق علي استراتيجية فلسطينية واحدة وموحدة لمباشرة ادارة الصراع من جديد بعد استجماع كل عناصر القوة للموقف الفلسطيني وتعزيز الدور العربي كعنصر وجيه وداعم في أي أداة نضالية نتفق والعرب علي ممارستها لتحقيق التحرر والاستقلال واقامة الدولة الفلسطينية العتيدة وعاصمتها القدس.
من هنا كان الحراك الاجباري داخل حركة فتح والدعوة للاجتماع الموسع في 29 أيلول الجاري لكافة هيئاتها التمثيلية وهذا موقف مسئول قد يكون بناء اذا شابته روح البحث عما يوحد فتح وينهي خلافاتها الداخلية ولن يكون بناء اذا أدخلت فتح من جديد في وضع تصفية الحسابات وتجاوز النظام الداخلي التي تعاني منه فتح منذ الفصل التعسفي والخارج عن النظام الداخلي للنائب محمد دحلان وقيادات فتح في قطاع غزة ونتمني لهذا الاجتماع الموسع أن يحافظ علي وحدة فتح ويستعيد كل الفتحاويين لصفوفها بدء من النائب عضو اللجنة المركزية للحركة محمد دحلان وانتهاء بآخر عضو تم التعسف في فصله وابعاده عن الحركة ..
ونتمني ألا تهيمن علي هذا الاجتماع الموسع نوايا الاستئصال والاقصاء والابعاد والفصل من جديد ونتمني أن يسمو كل الطامعين في خلافة الرئبس عباس علي رغباتهم وعدم سيطرة تلك الرغبات علي قرارت قد تتخذ نتيجة للصراع علي الخلافة فيوقعون الحركة من جديد في خلافات لم تشفي منها الحركة بعد وعليه فإن انفجار الحالة الفتحاوية الأخيرة كان علي خلفية نشر المبادرة الرباعية العربية وكانت القراءة المغلوطة والمتعمدة في اتجاه تصفبة الحسابات والتي طغت علي النظرة الموضوعية المسئولة تجاه المبادرة العربية لإصلاح الشأن الفلسطبني وحقيقة الأمر لا يختلف كل الفتحاويون علي مبادرة العرب لولا التصريحات المتعمدة من بعض القياديين أصحاب المآرب لخلافة الرئيس عباس ولا يختلف كل الفتحاويون في تمسكهم بالقرار الفلسطيني المستقل والدفاع عنه ولا يختلف الفتحاويون جميعهم علي الرغبة في المصالحة الوطنية الشاملة ولا يختلف الفتحاويون في حزنهم علي حركتهم وهي تتآكل بفعل الخلافات والصراعات وكلهم أمل في استعادة فتحهم القوية العزيزة الموحدة ..
نتمني أن يسموا الفتحاويون صغيرهم وكبيرهم علي الجراح ويستعيدوا فتح الجامعة رغم تربص المناوئين وانتظارهم للإطاحة بفتح في هذا الوقت فالواقع الفتحاوي خطير ويحتاج قائد ومعاونين يحبون فتح وكل الفتحاويين ... ولا نريد أن نسمع في هذا التجمع الفتحاوي الكبير بأن فتح موحدة ولا حاجة للمصالحة الفتحاوية الداخلية مكابرة وتغييب المصالحة واعادة المفصولين فتضيع فتح بقصر نظر وحقد وطموحات تزيد الطين بلة ... فهل تفعلون وتتأكدون بأن لا مؤتمر سابع بدون مصالحة فتحاوية داخلية وإلا فأنتم أيها المجتمعون تسعون لدمار فتح وليس الاعداء أو المنافسين والمناوئين اذا أقدمتم علي مؤتمر سابع دون مصالحة داخلية فتحاوية. 27/9/2016م
د. طلال الشريف