أصبح مستقبل سيارة "غوغل" ذاتية القيادة مهدداً بعد أن أصيبت بحادث خطير وجدي، في الوقت الذي يجري فيه تجربة هذه السيارة منذ شهور تمهيداً لحصولها على الموافقات اللازمة من أجل طرحها في الأسواق، بينما يتوقع أن تكون سيارة "غوغل" أول مركبة بدون سائق يتم بيعها في الأسواق خلال السنوات المقبلة.
وتعمل العديد من الشركات على تطوير سيارات ذاتية القيادة بدون سائق، إلا أن "غوغل" التي تمتلك خرائط لكل العالم وتمتلك أحدث أنواع تكنولوجيا الكمبيوتر تبدو الأكثر نجاحاً في هذا المجال، كما أن فترة التجربة الماضية كانت ايجابية حيث يُجمع أغلب المراقبين على أن السيارة نجحت في أداء عملها بأمان وبشكل عملي.
وتحدثت العديد من التقارير مؤخراً عن أن شركة "آبل" الأمريكية تعتزم الدخول في منافسة ساخنة مع "غوغل" في مجال صناعة السيارات ذاتية القيادة، وأنها تعمل بصمت على تطوير التكنولوجيا اللازمة لذلك، إلا أن الشركة لم تعلن رسمياً أنها بصدد انتاج سيارات ذكية أو الدخول في منافسة مع "غوغل" التي بات السكان العاديون في الولايات المتحدة يشاهدون سياراتها في بعض شوارع ولاية كاليفورنيا.
ورغم أن الحادث الذي أصيبت به سيارة "غوغل" مؤخراً خطير وجدي، إلا أن الشركة سارعت الى التأكيد بأن المتسبب فيه كان سيارة "فان" كبيرة يقودها شخص ما، وأن سائق سيارة النقل الكبيرة تجاوز الاشارة الضوئية وهي حمراء ما أدى الى الحادث الذي تسبب في أذى كبير لسيارة "غوغل" التي يبدو أنها أتلفت بالكامل، أو أن الشركة اضطرت على الاقل لرفعها عن الطريق، إما بشكل مؤقت أو بشكل دائم. وقالت الشركة إن سيارتها من نوع (Lexus) تضررت من جانبها الأيمن عندما تجاوز سائق سيارة "فان" كبيرة الاشارة الحمراء فارتطم بها، مؤكدة أن الاشارة الضوئية كانت خضراء عندما عبرت سيارة "غوغل" وظلت خضراء لمدة ست ثوانٍ على الأقل قبل أن يقع الحادث وتصطدم السيارتان ببعضهما البعض.
وأكدت "غوغل" أن الحادث الذي وقع في منطقة "ماونتن فيو" في ولاية كاليفورنيا لم تنتج عنه أي اصابات بشرية، إلا أنه أسوأ حادث تصادم تكون سيارة "غوغل" ذاتية القيادة طرفاً فيه منذ اختراعها وطرحها في الشوارع في الولايات المتحدة لتجربتها.
ورغم أن سيارة "غوغل" ليست المتسببة في الحادث إلا أن كونها طرفاً فيه قد يشكل تهديداً كبيراً لمستقبلها، خاصة أنها باتت تحت المراقبة من قبل مختلف منتجي السيارات وواضعي القوانين المرورية، كما أن خبراء السيارات والتكنولوجيا يقولون إن السيارات ذاتية القيادة قد تكون الجيل المقبل من السيارات في العالم، وقد نجد شوارع العالم يوماً ما خالية من السائقين.
يشار الى أن سيارات "غوغل" ذاتية القيادة هي مشروع قامت به شركة "غوغل" العالمية وينطوي على تطوير التكنولوجيا للسيارات ذاتية التحكم، والسيارات الكهربائية بشكل خاص، ويجري حالياً المشروع بقيادة مهندس غوغل سيباستيان ثرون، المدير السابق لمختبر الذكاء الاصطناعي في جامعة ستانفورد ومخترع تقنية "غوغل ستريت فيو".
وتمكن الفريق التابع لشركة "غوغل" من تطوير السيارة الروبوتية "ستانلي" التي فازت في التحدي الكبير لمشاريع البحث المتقدمة عام 2005، وتبلغ قيمتها مليوني دولار أمريكي من وزارة الدفاع للولايات المتحدة الامريكية. احتوى الفريق الذي عمل على تطوير النظام على 15 مهندساً يعملون بغوغل، ومن ضمنهم كريس يورمسون، مايك مونتميرلو وأنتوني ليفاندوسكي الذين عملوا في وكالة الدفاع لمشاريع البحث المتقدمة والتحديات الحضارية.
وفي نيسان/ أبريل عام 2014 أعلن فريق العمل في "غوغل" أن سياراتهم سجلت ما يقرب من 700 ألف ميل (1.1 مليون كم) في السير على الطرق، ولاحقاً كشفت "غوغل" نموذجاً جديداً من سياراتها بدون سائق ولا دواسة بنزين ولا فرامل، وقالت إنها تمكنت من ابتكار سيارة فريدة من نوعها وتعمل دون مساعدة أي أحد بشكل كامل ومطلق.
وكانت سيارة "غوغل" قد واجهت حادثاً في عام 2010 عندما بدأت تجربتها، لكن الشركة قالت حينها إن الحادث كان سببه سيارة بسائق، وفي آب/ أغسطس عام 2011 كانت سيارة بدون سائق تابعة لغوغل طرفاً في حادث تحطم طائرة قرب مقر الشركة في ماونتن فيو بكاليفورنيا؛ وزعمت الشركة حينها أن السيارة كانت تسير يدوياً في وقت وقوع الحادث.