تحذير في قطاع غزة من منخفض قطبي قادم يهدد بغرق خيام مئات آلاف العائلات النازحة

أغرقت الأمطار الغزيرة العديد من خيام النازحين الفلسطينيين في مخيم النصيرات، وسط قطاع غزة (17).jpg

حذر المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة من تداعيات منخفض قطبي متوقع دخوله القطاع بدءا من يوم الأربعاء الموافق 10ديسمبر/كانون الأول 2025 وما يحمله من "مخاطر حقيقية " تتمثل في غرق خيام النازحين التي تأوي مئات آلاف العائلات الفلسطينية خلال الـ72 ساعة القادمة.

وقال المكتب في بيان يوم الثاثاء 9 ديسمبر/كانون الأول 2025"نتابع بقلق بالغ الآثار والتداعيات المتوقعة للمنخفض الجوي الذي سيدخل قطاع غزة بدءا من يوم غد الأربعاء وحتى مساء الجمعة وما يحمله من مخاطر حقيقية تتمثل في غرق الخيام واجتياح مياه الأمطار لمناطق النزوح العشوائي".

وذكر البيان أن المنخفض سيحمل فيضانات وسيول نتيجة هطول كميات كبيرة من الأمطار المتوقعة، إلى جانب هبات رياح قوية ستقتلع خيام النازحين، وأمواج بحر عاتية وعواصف رعدية وهي معطيات تشير بوضوح إلى أن قطاع غزة مقبل على تداعيات مناخية خطيرة.

وحذر من أن آلاف الأسر ستواجه خطر الغرق والانهيارات والفيضانات، مؤكدا أن هذا الواقع المناخي يضاعف من حجم الكارثة الإنسانية الناتجة عن الحرب والحصار المفروض على الشعب الفلسطيني.

وحمل البيان إسرائيل المسؤولية الكاملة عن تعريض النازحين لمخاطر المناخ في ظل إغلاقه المعابر ومنعه إدخال المواد الإغاثية ومواد الإيواء، بما في ذلك منع إدخال 300 ألف خيمة وبيت متنقل وغياب الملاجئ البديلة، ما يكرّس حرمان مئات الآلاف من حقهم في السكن الآمن وفق القانون الدولي الإنساني.

وطالب البيان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والوسطاء والضامنين لاتفاق وقف إطلاق النار والجهات المانحة، بالضغط الفوري على إسرائيل لفتح المعابر والتحرك لتوفير مستلزمات الطوارئ وتعزيز قدرات فرق الإنقاذ والإغاثة وتأمين الحماية للعائلات النازحة خلال فترة المنخفض.

من جهته، حذر الناطق باسم حركة"حماس" حازم قاسم في بيان من تداعيات المنخفض الجوي الجديد الذي سيؤثر على قطاع غزة، مؤكدا أن الخيام الحالية المخصّصة لإيواء النازحين غير صالحة لتحمّل الأمطار أو برد الشتاء، ولا سيما في ظل قيود إسرائيل على إدخال الوقود.

وقال البيان إن "الأوضاع الإنسانية الكارثية في القطاع تستدعي إطلاق عملية إغاثة عاجلة وتوفير مراكز إيواء حقيقية ولائقة من جميع الأطراف المعنية"، مشددا على ضرورة إلزام الاحتلال بتطبيق بروتوكولات الإغاثة الإنسانية والتي جرى التأكيد عليها في اتفاق أكتوبر.

ووفقا لبيان لدائرة الأرصاد الجوية الفلسطينية، ستتأثر الأراضي الفلسطينية بمنخفض جوي قطبي مصحوب بكتلة هوائية باردة يبدأ من يوم غد ويستمر حتى يوم الجمعة المقبل.

بدورها ذكرت دائرة الأرصاد الجوية الإسرائيلية أن العاصفة "بايرون" وصلت المنطقة وستمتد على ثلاثة أيام من الطقس العاصف، متوقعة أن ترافق العاصفة رياح قوية قد تصل سرعتها إلى نحو 80 كيلومترا في الساعة.

وتسببت منخفضات جوية تعرض لها قطاع غزة مؤخرا بغرق عشرات الخيام التي تؤوي نازحين وتسرب المياه إلى كثير من مراكز الإيواء.

وتشكو مؤسسات فلسطينية والسكان المحليون من أن الأوضاع الإنسانية تزداد صعوبة في القطاع الساحلي الذي يقطنه زهاء مليوني نسمة في ظل نقص مواد الإغاثة ومحدودية القدرة على التنقل بسبب الدمار الواسع.

ويتخوف سكان قطاع غزة أكثر من المرات السابقة من وصول المنخفض الجوي القطبي الجديد "بايرون"، الذي تبدأ أمطاره الغزيرة بالهطول الأربعاء، مما يهدد بغرق خيام النزوح ومراكز الإيواء، والكثير من المناطق في القطاع بالمياه التي تتجمع في الشوارع والأحياء، بسب الدمار الكبير الذي أحدثته إسرائيل في البنى التحتية.

وشرع الأهالي في تدعيم خيام النزوح وشدّ أوتادها، وتغطيتها بقطع بلاستيكية على أمل عدم تسرب مياه الأمطار، فيما قام آخرون بوضع أكياس مملوءة بالتراب لإبعاد قنوات المياه التي تتشكل من غزارة الأمطار من الدخول إلى خيامهم.

وفي المنخفضات الجوية السابقة، تشردت آلاف الأسر التي تقطن خيام النزوح، وأخرى من التي تضررت منازلها جراء الغارات الإسرائيلية خلال الحرب، بعدما غمرت مناطق سكنهم مياه الأمطار، وأتلفت طعامهم وثيابهم، ويقيم النازحون في خيام مهترئة جراء منع الاحتلال دخول مئات آلاف الخيام الجديدة والغرف المتنقلة لإيواء النازحين

 

المصدر: وكالة قدس نت للأنباء - غزة