"اتصالات سرية" و "عروض مغرية"لضم "المعسكر الصهيوني" إلى الحكومة

على رغم نفي حزبي "ليكود" و "المعسكر الصهيوني" رسمياً الأنباء عن تقدم الاتصالات بينهما لضم الأخير إلى الائتلاف الحكومي وتشكيل حكومة "وحدة وطنية" بدلاً من الحكومة الحالية الأكثر يمينية في تاريخ إسرائيل، تصر أوساط رفيعة في الحزبين، أن الاتصالات السرية بين زعيم "ليكود"، رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو وزعيم "المعسكر الصهيوني" المعارض إسحق هرتسوغ سجلت تقدماً خلال عطلة رأس السنة العبرية، وأن نتانياهو قدم اقتراحاً مغرياً لهرتسوغ بتولي وزارة الخارجية وبسبع حقائب وزارية أخرى لأعضاء حزبه وأنه أعرب عن أمله في أن ينجح في توسيع ائتلافه الحكومي حتى بدء الدورة الجديدة للكنيست بعد انتهاء الأعياد اليهودية أواخر الشهر.

وطبقاً للقناة العاشرة، فإن هرتسوغ التقى في الأيام الماضية عدداً من نواب حزبه المعارضين الانضمام بهدف إقناعهم بأهمية الالتحاق بالحكومة، وادعائه أن ثمة "سيرورة سياسية ذات مغزى في الشرق الأوسط تتبلور في الفترة الأخيرة"، وأنه لا يجب تفويت الفرصة، بل على "المعسكر الصهيوني" أن يكون جزءاً منها.

ونقلت القناة عن مصدر في "ليكود" قوله إن نتانياهو يريد "المعسكر الصهيوني" المحسوب على يسار الوسط الصهيوني، إلى جانبه في توسيع قاعدته البرلمانية ليتمكن من المشاركة في المؤتمر الدولي للسلام، وأنه يخشى أن تؤدي هذه المشاركة إلى انسحاب حزب "البيت اليهودي" الذي يمثل المستوطنين من الحكومة، وعليه يريد أن يوفر "المعسكر الصهيوني" حائلاً دون انهيار ائتلافه الحكومي وتبكير الانتخابات. وأضاف المصدر أن نتانياهو يريد أيضاً ائتلافاً ثابتاً لا تهتز أركانه في حال أقدم على هدم مستوطنة "عمونه" المقامة على أراض فلسطينية خاصة، وكانت المحكمة العليا أمرت بهدمها حتى موعد أقصاه نهاية العام.

من جهة أخرى، قال النائب من "ليكود" يوآف كيش للإذاعة إن نتانياهو جاد في مسعاه إلى ضم "المعسكر الصهيوني"، لكن الأمر غير ممكن "حيال إصرار المعسكر على تنازل ليكود عن أيديولوجيته وتبني أيديولوجيا اليسار".

ويواجه هرتسوغ معارضة واسعة داخل حزبه "العمل" ولدى شريكه، حزب "الحركة" بزعامة تسيبي ليفني. واتهم أحد أقطاب "العمل" إيتان كابل زعيم الحزب وأنصاره بالزحف نحو الحكومة، محذراً من أن ذلك سيكون بمثابة "انضمام الحزب الذي ترعرعت فيه إلى جهنم، وأنا لا أريد أن أكون شريكاً في هذا الانتحار". وقال النائب حيليك بار إن "المعسكر الصهيوني" يجب أن يعمل على إسقاط الحكومة اليمينية الحالية ليكون بديلاً لها.

ولا يستبعد معلقون حصول انشقاق في حزب "العمل" في حال أصر هرتسوغ على الانضمام إلى حكومة نتانياهو، وتشكيل كتلة برلمانية تبقى في المعارضة. من جهتها، تدعي ليفني أن هرتسوغ ليس مخولاً التحدث باسم "المعسكر الصهيوني"، إنما فقط باسم "العمل".

نتانياهو يتلاعب بهرتسوغ؟

ويرى نواب في حزب "العمل" أن التسريبات عن تقدم في المفاوضات تأتي من أوساط نتانياهو بهدف حرف اهتمام الإسرائيليين عن التحقيق المتواصل مع نتانياهو وزوجته في قضايا جنائية، خصوصاً بعد التحقيق الذي أجرته الشرطة مطلع الأسبوع مع رئيس الكونغرس اليهودي العالمي الأميركي رون لاودر القريب من عائلة نتانياهو. ويضيف هؤلاء أن نتانياهو "يتلاعب بهرتسوغ" تماماً كما فعل قبل أربعة أشهر حين أوهمه بأنه معني بانضمامه إلى الحكومة، لكنه آثر في نهاية المطاف ضم "إسرائيل بيتنا" وزعيمه أفيغدور ليبرمان إلى الحكومة.

المصدر: الناصرة – أسعد تلحمي -