اسطنبول: "نصرة القدس" عنوان رئيس في ورشة الشباب والإعلام الجديد

على هامش أعمال ملتقى رواد العالم الإسلامي الثامن المنعقد في اسطنبول، وضمن فقرات اليوم الثاني للملتقى السبت 8/10، عقدت " ورشة الشباب والإعلام الجديد من أجل القدس"، بحضور مجموعة من الإعلاميين والشباب من مختلف الدول العربية والإسلامية.
وأشار مدير الورشة الإعلامي يونس أبو جراد ، خلال افتتاحه اللقاء عن دور الشباب والإعلام الرقمي في الدفاع عن القدس وفلسطين، وأهمية دور الإعلام الجديد ولا سيما من فئة الشباب المواكبة لكل جديد، في نصرة القدس وفلسطين.
وتضمنت الورشة تقديم ورقتي عمل، الأولى ( القدس في الإعلام الجديد) قدمها المدرب في الإعلام الرقمي عبد اللطيف نجم، والورقة الثانية ( التسويق الالكتروني) للأستاذ طه عبد الرحمن مسؤول التسويق الالكتروني لصفحة القدس على شبكة الجزيرة نت.
وشرح عبد اللطيف نجم خلال ورقته، عن دور الإعلام الرقمي في خدمة القدس، مؤكدا ضرورة أن يمتلك الناشط في هذا الاختصاص المهارات اللازمة له.
موضحا أهمية دور الإعلام الرقمي بما يحويه من إمكانيات وقدرات منحته التأثير الكبير على الجمهور، مؤكدا اتساع هذا المجال بشكل مستمر، مع ارتفاع أعداد المسجلين فيه أضعاف مضاعفة كل عام.
ودعا نجم المهتمين بهذا الاختصاص لحجز مقعدهم قبل فوات الأوان واصفا الحالة السابقة "بجنون سوشيل ميديا" على حد وصفه، ومستدركا القول: " للأسف أذا ما قمنا بعملية رصد للإعلام الرقمي المدافع عن القدس فهي غير مبشرة، و بالغالب تبحث وتهتم بالأخبار التي تجلب مشاهدات أكثر" .
واعتبر الإعلامي نجم أن الشق الثاني المهتم بالإعلام الرقمي يركز على جوانب من القدس ويهمل أخرى، والمطلوب دعم صمود القدس عبر الاهتمام بكافة جوانب المدينة المقدسة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية وغيرها.
ولم ينفي نجم نجاح بعض الجهود الشعبية في عدد من المشاريع بمجال الإعلام الرقمي، والتي لم تكن بالمستوى المطلوب، كتجربة الجامعة الأردنية، ولجنة القدس فيها بإدخال مادة "القدس على مقربة" وتدريسها.
هل السوشال ميديا الخيار الجيد لخدمة القدس؟ هذا السؤال طرحه نجم على الحضور.
وفي معرض أجابته تحدث قائلا: "هناك ما يشبه الدولة اسمها " الفيسبوك" هل تعلمون كم عدد سكانها أكثر من 3 بيليون شخص"، كما أشار إلى ضرورة التركيز على قنوات ومنصات التواصل التالية " الفيس بوك، التويتر، اليوتيوب، الانستغرام، والتلغرام"،باعتبارها الأكثر فاعلية وتأثيرا على الشباب والأسهل استخداما، دون إلغاء ما تبقى من المنصات.
ونوه المدرب نجم إلى ضرورة اتباع عدد من الضوابط لضمان نجاح الجهود من خلال الإجابة على الأسئلة التالية، متى انشر المادة؟ ومن الجمهور المستهدف، وكيف نصل لهم؟. وهل أنا خبير في مجال التسويق الإلكتروني خاصة عبر السوشل ميديا؟
ووضح نجم أن ما يميز الإعلام الرقمي عن غيره من وسائل الإعلام وطرق التواصل، " مجانية الخدمة، وإمكانية صناعة الجمهور من الجمهور، عبر ألية إعادة النشر، وتنوع الأدوات كالفيديو والنص والمقطع الصوتي...، والانتشار الواسع بين الشباب، وسرعة التواصل وقربه إلى الجمهور وأثره الرجعي السريع".
وأشار نجم إلى دور صحافة المواطن في مدينة القدس، عبر استخدام ناشطيها الإعلام الرقمي، قائلا "وفي بعض الأوقات يضاهي عمل القنوات والمؤسسات الكبيرة"..
وفي نصائح قدمها المدرب نجم للإعلاميين والناشطين، دعاهم فيها إلى التعاطي بطريقة الأسلوب الإنساني مع الحدث وفي كل قصة، هذا الأسلوب الذي بات يدرس في كافة المدارس وجامعات الإعلام، لما يحمله من زيادة التأثير والتفاعل من قبل المتلقي، وعدم الاكتفاء بالأخبار السياسية رغم أهميتها، و متابعة القدس وقضيتها إعلاميا من عدة زوايا كدعم صمود تجار القدس وتوضيح معاناتهم " والذين يعتبرون عصب صمود أهلها".
ودعا إلى الاستفادة من شباب وشابات القدس لجعل كل واحد منهم مراسلا ، ليكونوا مصدرا للأخبار ، ولا سيما شباب القدس مستعد لهذه المهمة.
وأكد نجم على ضرورة عدم الاكتفاء بالأخبار العاجلة، والغوص عميقا في الواقع بما يحتويه في مدينة القدس، والميل أكثر فأكثر لمنصات تخصصية في مختلف الجوانب وبأساليب عديدة.
وقدم عبد اللطيف نجم في ختام ورقته مقترحات لتفعيل ملف القدس وفلسطين في الإعلام الرقمي لملتقى الرواد والقائمين عليه منها:
1- التركيز على القدس بتخصيص زاويا معينة، مثل "زاوية أزقة القدس".
2- استثمار الشباب المقدسي. بما لديهم من إمكانيات وقدرات. ويتم ذلك بتوفير العون لهم والإمكانيات.
3- التركيز على القصص الإنسانية التي تحصل في شكل يومي في القدس.
4- توفير الميزانيات اللازمة لدعم القدس عبر المشاريع التي تخدم القدس وأهلها .
5- التدريب والتطوير للكوادر الإعلامية المختصة في هذا المجال والناشطين فيه.

وفي الشق الثاني من الجلسة ضمن ورشة الشباب والإعلام الجديد من أجل القدس، قدم طه عبد الرحمن المدير التنفيذي لشبكة مسار ومسؤول التسويق الالكتروني لصفحة القدس على شبكة الجزيرة ، ورقته المتضمنة أساسيات التسويق الالكتروني مسقطا ذلك على تجربة دعم القدس وصمود أهلها.
وشرح طه عبد الرحمن الأنواع السبعة للتسويق، مخصصا الوقت الأكبر للحديث عن التسويق عبر البريد الإلكتروني الذي اعتبره الأكثر فاعلية حسب رأيه وتجربته، مستعرضا صفحة القدس على الجزيرة نت وما لاقته من تفاعل مرجعا ذلك للتسويق الالكتروني الناجح.
واتفق الحضور في مداخلاتهم على ما تقدم به المحاضران، لا سيما ضرورة استغلال الإمكانيات والتسهيلات الكبيرة التي يوفرها الإعلام الرقمي وتسخير كل ذلك خدمة للقدس.
وطالب الإعلامي يحيى ولد أبو بكر من موريتانيا في مداخلته بعدم الاكتفاء باستهداف الجمهور العربي فحسب بقضية القدس وفلسطين، بل التوسع أكثر إلى المسلمين غير العرب والشعوب الأجنبية والانفتاح عليهم، كباكستان والهند وغيرها، وتوسيع نشاط الإعلاميين مستخدمين الإعلام الرقمي لتحقيق ذلك وعبر كافة اللغات.
واقترح أبو بكر أن يتم تخصيص يوم من كل شهر وجعله للقدس والأقصى والتعريف بهما، لعرض حصيلة الأوضاع والأحداث خلال الشهر واعتماد مواده كمرجعية يقوم بإعادة بثها ونشرها الإعلاميين عبر الإعلام الرقمي.
من جانبه الإعلامي طارق تلمس من ماليزيا ركز في مداخلته على أهمية استخدام المادة المرئية في صناعة الأخبار بشكل عام، وخاصة في مدينة القدس لما تملكه الصورة من تأثير كبير على أذهان المشاهد، وإمكانية إيصال الفكرة عبر الصورة متجاوزين عائق اللغة.
واقترح الإعلامي ماهر حجازي دعم الإعلاميين والناشطين في مدينة القدس، مما يؤدي إلى مزيد من صمود أهلها، وتقديم الدعم المادي من قبل المؤسسات والجهات المنضوية ضمن ملتقى الرواد العالم الإسلامي لهم.
ودعا القائمين على صفحة القدس على الجزيرة نت، إلى أن يكون للمواطن المقدسي والناشط الإعلامي فيها دور في هذه الصفحة، وأن تعود عليه بالفائدة المادية كأحد أساليب دعم صمود المقدسيين، وكذلك تسويق المشاريع الداعمة لصمود أهالي القدس عبر صفحة القدس.
كما جرت مداخلات عديدة من قبل إعلاميين يمثلون مختلف المناطق العربية والإسلامية كالجزائر والمغرب، وتونس والسودان، وموريتانيا وغيرها من الدول..
وفي مداخلة للإعلامية غدوري أبراهيم من موريتانيا طالبت بتشكيل شبكة إعلامي رواد العالم الإسلامي وتطوير وتدريب أفراد هذه الشبكة وتقديم كل الدعم لها، وجعلها نواة لعمل إعلامي شامل لنصرة القدس وفلسطين، بالإضافة إلى مقترح إنشاء قناة فضائية للمعارف المقدسية.
وفي ختام الورشة أقرت التوصيات التالية:
توصيات ورشة الشباب والإعلام الجديد:
1- تعزيز الاهتمام بالإعلام الرقمي لنشر القضية الفلسطينية عموما، وقضية القدس والأقصى خصوصا، والعمل على الإفادة من الميزات التي يقدمها هذا النوع من الإعلام.
2- الاهتمام بتدريب وتطوير الناشطين الإعلاميين والإفادة من ميزات التدريب الإعلامي الإلكتروني عبر المواقع الافتراضية.
3- إطلاق مجموعة من الحملات الإعلامية باللغات الأجنبية، والعمل على نشرها في المجتمعات الإعلامية المحلية لكل منطقة بلغتها.
4- الاهتمام بالتسويق الإلكتروني للوصول إلى جمهور جديد، وتعزيز الخطاب الإنساني في المنشورات والمادة الإعلامية.
5- إنشاء شبكة إعلاميي الرواد وتهدف إلى تعزيز النشر عن القدس والأقصى وإطلاق حملات إعلامية دورية.

من محمد أبو ماضي  ....  تحرير ماهر حجازي

المصدر: اسطنبول - وكالة قدس نت للأنباء -