نقابة الصحافيين الفلسطينيين تدعم شبكة المحققين الاستقصائيين في فلسطين وتعتبرها خطوة نحو ترسيخ ألصحافه الاستقصائية

بقلم: علي ابوحبله

في خطوة متقدمه في مجال ترسيخ ألصحافه الاستقصائية ،أُعلن رسميا، اليوم السبت الواقع من الثامن من شهر أكتوبر 2016 ، في مدينتي رام الله وغزة، عن تأسيس شبكة المحققين الاستقصائيين في فلسطين، وتشكيل هيئة تنسيقية واحدة للشبكة على مستوى الوطن،
وقد أعلن فيه نقيب الصحفيين الفلسطينيين ناصر أبو بكر، عن دعم النقابة لتأسيس الشبكة التي ستباشر عملها تحت مظلة النقابة.
وجرى عقد الاجتماع التأسيسي لشبكة المحققين الاستقصائيين في مقر مؤسسة ائتلاف "أمان" في رام الله وغزة، بمشاركة 35 صحفيا وصحفية من العاملين في مجال التحقيقات الاستقصائية، وسط إجماع المشاركين على أهمية أن تتحمل نقابة الصحفيين مسؤوليتها في رعاية عمل الشبكة وتوفير الحماية للصحفيين، مع ضمان الاستقلالية المهنية لقيادة الشبكة.
وهذه ألشبكه للمحققين الاستقصائيين تعد الأولى من نوعها في مجال التحقيقات الاستقصائية التي يتم تأسيسها في فلسطين، بهدف تعظيم دور الصحافة الاستقصائية في خدمة المجتمع الفلسطيني وتعزيز الدور المهني لمهنة الصحافة في ممارسة المساءلة والرقابة على الأداء العام والخاص للمؤسسات، وتصويب السياسات والأخطاء في عملها بما يعود بالفائدة على تحسين ظروف حياة المواطنين.
وقال ناصر أبو بكر رئيس نقابة الصحافيين ، الذي شارك في الجلسة الافتتاحية للاجتماع، "إننا نرحب باسم النقابة بهذا الجهد المهني بتأسيس هذه الشبكة، والنقابة مستعدة لتقديم كافة التسهيلات لعملها ودعمها وإسنادها مع ضمان استقلاليتها المهنية"، مشددا على أن النقابة تعتبر بيت الصحفيين وتحرص على خدمة كل الصحفيين ورعاية وإسناد العمل التخصصي في مهنة الصحافة.وأشار ناصر أبو بكر إلى حرص النقابة على الارتقاء بدور ومهنية الصحفيين في فلسطين، ورعاية الإبداعات في هذا المجال، إضافة إلى عمل النقابة على تطوير التشريعات والقوانين الضامنة لحرية الصحافة والإعلام.
وقال: "لا يمكن الحديث عن الصحافة الاستقصائية دون الحديث عن قانون حق الحصول على المعلومات، لأن الصحافة الاستقصائية تقوم بالأساس على المعلومات والوثائق وهذا الأمر يجب حسمه بإقرار قانون حق الحصول على المعلومات، دون إسقاط مبدأ مهم في العمل الصحفي وهو مبدأ المسؤولية الأخلاقية والمهنية والوطنية في عرض ومناقشة القضايا المرتبطة بالمسائل الحساسة في المجتمعات بشكل عام.
والصحافة الاستقصائية بمجملها تتعامل مع أدله خاصة ومصادر غير معلنة أو تسريبات وحقائق غير كاملة. وجعل هذا النوع من الأدلة مادة صحفية مؤثره ليس بالأمر السهل. هذا ما تتحدث عنه هذه الفئة مع التركيز على الكيفية التي يتم من خلالها تناول الفكرة ومعالجتها، ثم الاستعداد، فالبدء في الإنتاج، وأخيرا تنفيذ العمل على نحو يجعل منه منتجا صحفيا متميزا متعدد الأبعاد.
تنبع أهمية الصحافة الاستقصائية من الوظيفة التي تؤديها، فهي تعد:
١ - جزء من العمل الرقابي التخصصي ، الذي ممكن أن يصنع رأي عام بين الجمهور خاصة إذا تبنى
نتائجه بعض الجهات السياسية ووسائل الإعلام .
٢ - أرشفة لجرائم وفضائح وفساد الساسة والمسئولين، ويقال في الغرب: (أن للصحافة الاستقصائية
قدرة لا تضاهى على ربط مسئولين بجرائم معينة).
٣ - أداة للوصول للحقيقة (من مصدرها الأصيل)، والوقوف على صدقها من آذيها، تضخيمها من
تحجيمها، أداة تعمق فهم الحدث.
٤ - بوابة مهمة لشروع أجهزة الدولة في فتح التحقيقات في جرائم المال والإدارة.
٥ - تشكل مرآز معلومات المؤسسة، وقاعدة بياناتها.
٦ - تمثل صحافة العمق، وهو مستقبل الصحافة الحية الناجحة المؤثرة مستقبلا، آما يقول الصحفي
الأمير آي الذي يعتبر من الصحفيين الاستقصائيين في العالم سيمور هيرش: (مستقبل الصحافة في
صحافة العمق). لذا فأن الصحافة الاستقصائية ضرورة لنهوض صحافة مؤسساتنا الإعلامية تحديداً،


ليس هناك حدود لصحافة الاستقصاء خاصة إذا كان مهنيا وقانونيا ويصب في خدمة الصالح العام ولا يقوم على نوايا مبيتة وعواطف شخصية ومن الناحية الزمانية بالإمكان الاستقصاء في الماضي والحاضر والمستقبل للوقائع والأحداث السابقة وبإمكان الصحفي المستقصي استخدام كل الطرق المشروعة والأساليب التقنية الحديثة لكشف الستار عن كل الجرائم وتعتبر شبكة المعلومات الدولية (الانترنت) والبريد الالكتروني والكاميرات الرقمية مصادر تقديم خدمات جلية في هذا المجال،وعملت الدول على وضع نظم حديثة لمواجهة الفساد ومنها الصحافة الاستقصائية التي تبدأ بخبر او تقرير ويمتلك المفسدون الكبار الحصانة والمال مما يصعب كشفهم وهذه الصحافة تساهم بكشف الفساد ولابد من توافر المهنية والحرفية في ممارسة هذا النوع من الصحافة وتساهم في توفير المعلومات والأداء الحكومي والإداري للجمهور من خلال العمل بالشفافية ، قد تؤدي الصحافة الاستقصائية إلى خلق إحساس خاطئ لدى الجمهور بان هناك دائما تصرفات خاطئة وجرائم مفترضة ويمكن أن تؤدي بالصحف إلى نشر اتهامات غير مدعومة بأدلة قوية إلى نتائج مدمرة لسمعة الأفراد (انتهاك خصوصية) والمؤسسات وهنا تبرز أهمية أخلاقيات الصحافة الاستقصائية لابد من التزام الإعلاميين بالمعايير الأخلاقية وفي الممارسات الإعلامية فساد يتمثل بقبول الصحفيين للرشاوى مقابل امتناعهم عن نشر تقارير معينة أو دفعهم الأموال لمصادر المعلومات ، وعليه فأن الصحافة الاستقصائية هي العمل الصحفي الذي يحارب الفساد والخطوة الأولى هي الحصول على المعلومة التي تخدم الصحفي وتمكنه من الوصول للملفات الرئيسية وبعدها تأتي الخطوات الأخرى للتحقيق الاستقصائي الذي تعرفه الدراسات الحديثة بأنه التقرير الصحفي القائم على تقصي الحقائق والمعلومات والكشف عن سوء السلوك أما الخطوات الأخرى للاستقصائية فتتمثل بالعمل على توفير الدعم للتحقيق وتثبيت المصادر والمحافظة عليها كذلك جمع المعلومات بصورة كافية والبحث عن المستندات والوثائق الأصلية والخروج من المكاتب إلى البحث الميداني وتقييم المشروع مرارا وتكرار والتحقق من صحة المعلومات وتأكيدها والحصول على الحصانة القانونية للعمل المنجز.


والصحافة الاستقصائية هو مصطلح عمره يزيد على نصف قرن في دول العالم المتقدم، وتحديدًا في الولايات المتحدة وأوروبا، وهو يعني: سبر أغوار الظواهر المجتمعية المختلفة سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية، ومحاولة الوصول إلى عُمقها عن طريق الاستبيان أو دراسة البيانات المتوفرة أو التحقيقات الجنائية أو الحسابية، ابتغاء تجلية حقيقتها أمام الرأي العام وصُنَّاع القرار، أيًّاً كانت هذه الحقيقة..
وأيًا كان مَن يوافقها أو يجافيها. وقد تأسَّست شبكة الصحافة الاستقصائية العالمية في سنة 2001، في شكل منتدىً لتبادل أفضل الممارسات في مجال الصحافة الاستقصائية. وسرعان ما تطوَّر إلى ظاهرة مُـدهشة، إذ ظهر أنَّ أسلوب التحقيق الصحافي الاستقصائي القائم على حكاية ما تنطلق من فَـرَضية، كان منهجاً بصدد التجريب في عدة بلدان.
ومن الأعضاء المؤسِّسين، البروفسور مارك هنتر في جامعة باريس الثانية، وبياثوردسون عضو مجلس إدارة جمعية الصحافيين الاستقصائيين في الدانمارك، ونلز ميولفاد من المعهد الدانماركي للتغطية الإعلامية، وبرانت هيوستن من منظمة «محرِّرون وإعلاميون استقصائيون».
وتعزّزت هذه الشبكة بتأسيس مركز لندن للتغطية الاستقصائية ومدرسته الصيفية السنوية، التي ساعدت على تمثل طرق جديدة في الصحافة الاستقصائية. وتشير أدبيات الإعلام أنَّ مفهوم الصحافة الاستقصائية انطلق منذ الستينيات مع الرئيس تيودور روزفلت، وفريق المنظفين أصحاب الحملة ضد الفساد والرشوة، وأصبح اليوم عملاً مؤسَّسياً، له أصوله ومبادئه يساهم في تغيير الأوضاع..
وهو عمل بحثي كالذي يتطلبه أي تحقيق صحافي لكن في العمق، يشمل كما يرى المؤلِّف عيسى الحسن كشف أمور خفية للجمهور، أخفاها عمداً شخص ذو منصب في السلطة أو اختفت صدفة خلف ركام فوضوي من الحقائق والظروف التي أصبح من الصعب فهمها، وتتطلب استخدام مصادر معلومات ووثائق سرية وعلنية، باتباع أسلوب منهجي وموضوعي بهدف كشف المستور وإحداث تغيير للمنفعة العامة. وإنَّ ما يميِّز الاستقصاء كأسلوب من أساليب جمع البيانات عن باقي الأساليب الأخرى كالملاحظة والمقابلة أنَّ المستبين هو سيِّد الموقف وليس الباحث كما في الأساليب الأخرى.
ولعب المراسلون أدواراً حاسمة في كشف ما يُعرف في ما بعد بأخطر فضيحة في فترة ما بعد الحرب الثانية، حيث تابع الصحافيون في واشنطن قرائن خلَّفتها سرقة في مبنى للمكاتب في «ووترغيت» أدَّت في نهاية الأمر إلى استقالة الرئيس الأميركي ريتشارد نيكسون.
وكما يقول الصحافي الأميركي الذي يُعتبر من أكفأ الصحافيين الاستقصائيين في العالم سيمون هيرش: «مستقبل الصحافة في صحافة العمق، لذا فإنَّ الصحافة الاستقصائية ضرورة لنهوض صحافة مؤسَّساتنا الإعلامية تحديداً، وهي مبرر لوجودها».
شبكة الصحفيين الاستقصائيين خطوه مهمه على طريق النهوض بالعمل الصحافي الهادف للنهوض بالمجتمع وان نقابة الصحافيين الحاضنه لهذه الشبكه هو دليل ان نقابة الصحافيين تخطو خطوات مهمه على طريق دعم استقلالية الصحافه وكما قال نقيب الصحفيين ناصر ابوبكر ان النقابة مستعدة لتقديم كافة التسهيلات لعملشبكة الصحفيين الاستقصائيين ودعمها وإسنادها مع ضمان استقلاليتها المهنية"، مشددا على أن النقابة تعتبر بيت الصحفيين وتحرص على خدمة كل الصحفيين ورعاية وإسناد العمل التخصصي في مهنة الصحافة.وأشار إلى حرص النقابة على الارتقاء بدور ومهنية الصحفيين في فلسطين، ورعاية الإبداعات في هذا المجال، إضافة إلى عمل النقابة على تطوير التشريعات والقوانين الضامنة لحرية الصحافة والإعلام.
 

المحامي علي ابوحبله