لو ان هذه الأقوال العنصرية التي تفوه بها المتطرف والعنصري مائير ترجمان نائب رئيس بلدية الإحتلال ضد سكان القدس الشرقية العرب،صدرت عن أي مسؤول او حتى مواطن مقدسي عربي لتجندت حكومة الإحتلال بكل مستوياتها وأذرعها واجهزتها مطالبة بمحاكمته وطرده من مدينة القدس،ولكن نحمد الله بان هذا اليميني المتطرف قد كشف بشكل سافر عن حقيقة مواقف بلدية الإحتلال وعنصريتها تجاه سكان القدس الشرقية،فلم تعد سياسة المداهنة والرياء والنفاق مجدية لهم،لقد أزفت ساعة الحقيقية،يغرقون القدس العربية بالمستوطنات ومصادرة الأراضي والعقوبات الجماعية والتنكيل اليومي والذي يصل حد المس بالكرامة والمشاعر الوطنية والدينية ويريدون منهم ان يصفقوا للإحتلال،وان يستقبلوه بالورود والرياحين،إنها قمة الوقاحة...!!
كم ملعباً واستاداً رياضياً عملت في القدس الشرقية يا ترجمان...؟؟....وكم حديقة عامة او متنزه أقمت..؟؟....وكيف هي حال البنية التحتية في قرى مدينة القدس العربية...؟؟؟وهي شاهد على أن بعض هذه القرى من حقبة القرووسطية..؟؟ وليست في القرن الواحد والعشرين،كم غرفة صفية أقمت،رغم قرارات المحاكم..؟؟، حيث لا يزال النقص أكثر من 2000 غرفة صفية..؟؟،كم أرض صادرتها باسم المنفعة والمصلحة العامة،وتتضح المنفعة والمصلحة العامة،بانها خدمة للمشاريع الإستيطانية....؟؟ كم مخطط تنظيمي وهيكلي للعرب صادقت عليه...؟؟ كم رخصة بناء منحت..؟؟ لماذا تمنح رخص بناء وانت تقول بانك موجود في هذه البلدية الإحتلالية من اجل هدم منازل المقدسيين لا بنائها..؟؟ ،على العالم المسمى بالحر والديمقراطي الذي لا يرى الأمور إلا بعيون إسرائيلية،أن يعرف حجم المأساة التي يعيشها المقدسيون العرب،من مثل هؤلاء العنصريون والمتطرفون،الذين ينغصون عليهم حياتهم،ويطاردونهم في أدق تفاصيل حياتهم الإقتصادية والإجتماعية،فهذا المتطرف بعظمة لسانه يقول إن" دوافعه الحقيقية لإيقاف مخططات بناء للفلسطينيين،إذ أن بلدية "القدس"،مثل سلطات الاحتلال تمارس سياسة هدم بيوت وليس بناءها: "الأمور لا تسير باتجاه واحد،ولا يمكن إزالة مخططات بناء في مستوطنتي غيلو ورمات شلومو بسبب مطالب كهذه أو تلك (يقصد ضغوط دولية)،وأن نعطي سكاكر دائما لمن يريدون القضاء علينا. لقد انتهى هذا الحال، وسأتحمل المسؤولية ومن لا يعجبه فليقيلني".
ما اوقح هذا العنصري ..؟؟،يتجاهل كل التنكيل بنا ومصادرة أرضنا واعتقال اطفالنا وفرض كل أشكال العقوبات الجماعية علينا...ويجني 28% من الضرائب التي يدفعها سكان القدس منا،ويقول بانه آن الاوان ان يصحو من الحلم الكاذب،بانهم اعطونا ولكن لم نغير من سلوكنا..؟؟،هل يريد منا ان نستمر حطابين وسقائين له ولأمثاله..؟؟ ونقول له بان هذا إحتلال "سوبر ديلوكس"...؟؟
إنهم جميعاً هؤلاء المتطرفون والعنصريون يحملون نفس العقلية الإستعلائية الإقصائية والأمنية،بأن العرب والفلسطينيون والمقدسيون لا يخضعون إلا بالقوة والمزيد من القوة،والحل يكمن في وضعهم في باصات وترحيلهم الى قطاع غزة او خارج فلسطين،لا يتحدثون سوى عن طردنا وترحيلنا من مدينة القدس،سبعون عاماً من الإحتلال وخمسون على ضم مدينة القدس،لم تجعلهم يراجعون سياستهم قيد انملة،بأن الصراع لا يمكن لهم حسمه لا بطردنا ولا ترحيلنا،فنظرياتهم التلمودية والتوراتية،وأقوال منظريهم وقادتهم،سقطت في أرض الواقع،كبارنا ماتوا صحيح ولكن صغارنا لم ينسوا،وفرية "شعب بلا أرض لأرض بلا شعب" لم تعد مقنعة لأصغر طفل،ومن يقود النضال ضدكم ليسوا جيل النكبة او حتى النكسة،بل جيل ما بعد "اوسلو"،هذا اوسلو" الذي قال عنه ثعلب ومهندس سياستكم الراحل "بيرس" انه النصر الثاني لدولة اسرائيل،لم تلتزموا بتطبيقه،كيف ستصنعون معنا سلاماً،وأنتم تتنكرون لأبسط حقوقنا في العيش بحرية وكرامة وإنعتاق من الإحتلال..؟؟ كيف وأنتم عندما تريدون إزالة بؤرة إستيطانية تسكنها عائلة او عائلتان تقيمون الدنيا ولا تقعدوها،وبدل إخلائها تبنون عشرات،بل مئات الوحدات الإستيطانية..؟؟.
في كل مرة تقع فيها عملية في مدينة القدس،يعلو صراخكم بضرورة الإنفصال عنا،وكاننا نحن نترجاكم او نمسك بكم إستمروا في إحتلالنا،إبقوا جاثمين على صدورنا،فانتم تريدون الإنفصال عنا،ليس عن قناعة ورغبة في السلام معنا،بل لكم إعتباراتكم الأمنية والديمغرافية،من اجل أن تكون لكم"قدس" يهودية نقية لا ينغص عليكم فيها العرب حياتكم.
قولوا لمن اعتقل الأطفال قبل يومين على خلفية عملية الشهيد مصباح أبو صبيح،هل مثل هذه التصريحات العنصرية لنائب رئيس بلدية عنصري ومتطرف كترجمان لا تستحق التحقيق والطرد من البلدية والمحاكمة،عندما يقول ل "راديو يروشالايم": "وصلنا إلى ساعة الحقيقة. دعونا نضع كافة الأوراق على الطاولة، فسكان شرقي القدس هم الذين يريدون قتلنا والقضاء علينا. لماذا علينا أن نمنحهم كل يوم فرصة من جديد؟"...؟؟ أليس هذا تحريض على طرد وقتل سكان القدس العرب..؟؟ ولذلك أرى بانه على المؤسسات الحقوقية ضرورة التوجه الى المستشار القضائي،من اجل فتح تحقيق مع هذا العنصري وطرده من البلدية واعتقاله على خلفية التحريض على القتل،وليس فقط على خلفية إسقاطه لمخططات البناء لسكان القدس العربية.
في ظل هكذا تصريحات عنصرية تصدر عن أشخاص يحتلون مكانة رسمية،يتوجب على المجتمع الدولي العمل على توفير الحماية الدولية المؤقتة لشعبنا الفلسطيني في مدينة القدس،آن الآوان لهذا المجتمع الدولي الظالم،أن يوفر لنا الحماية من هذا "التغول" و"التوحش" العنصري ضدنا،وعلى الرباعية الدولية والإتحاد الأوروبي الإضطلاع بدورهم بشكل عملي في القدس،وليس فقط في مجال المراقبة والإدانة والإستنكار ورفع التقارير.
بقلم/ راسم عبيدات