إحياء الذكرى الثامنة لرحيل المناضلة مها نصار

زار وفد من الجبهة الشعبية ضريح المناضلة والقائدة النسوية والوطنية مها نصار، بالمقبرة المسيحية في الماصيون بمدينة رام الله في الذكرى الثامنة لرحيلها، وكان في استقبالهم زوجها المناضل هاني نصار وأبنائها حنين، وديع، داليا، حسام، حيث وضُعت أكاليل من الزهور على ضريحها، وفاءً لدورها النضالي، وما رسخته من قيم ومبادئ إنسانية سامية.
وقالت حنين نصار ابنة المناضلة الراحلة في هذه المناسبة: " أنه مهما قلنا فلن نوفيها حقها، فهي أسمى من الكلام والوصف، ستظل نجمة ساطعة فوق جباهنا محلقة في سماء الوطن، تنير لنا الدرب والطريق، هي جهد بُذل ودمع سكب وتضحية مستمرة".
وأضافت نصار: " جسدت والدتي دوماً المبادئ بالأفعال لا بالأقوال فقط، علمتنا مقابلة الشدائد بالابتسام، وكيف نكون أصحاب قضية عادلة ننشد التغيير ونقبل الألم درباً للخلاص، فهي من قدّم نموذجاً في الكفاح لأجل سعادة فقراء هذا الوطن".
وأشارت نصار أن والدتها المناضلة الراحلة تحدت المرض سنين طويلة ليس من أجل ذاتها، وإنما من أجل بقاءهم، وأن تظهر كما كانت دوماً قوية وصلبة.
وعبّرت نصار عن فخرها واعتزازها بكونها واخوتها تربوا على يدي تلك المناضلة الصلبة والأم الحنون، معاهدينها أن تبقى ملهمة لهم، وأن يكونوا على قدر المسئولية التي تربوا عليها، وأن يحققوا ولو جزء بسيط من أحلامها التي لم تكتمل"
وطالبت نصار الجبهة وكل الوطنيين أن يحذو حذو والدتها، بالاستمرار على ذات النهج والدرب والمبادئ التي ناضلت وضحت من أجلها، ورصيدها النضالي الكبير الذي تركته لهم.
تجدر الإشارة، أن المناضلة الراحلة نصار شغلت عضوية اللجنة المركزية العامة للجبهة، ورئاسة اتحاد لجان المرأة الفلسطينية في الوطن، إضافة لعضويتها في كل من المجلس الوطني الفلسطيني،  والهيئتين الإداريتين للاتحاد العام للمرأة الفلسطينية وطاقم شؤون المرأة عدا عن مجلس إدارة مركز المعلومات البديلة، ومركز القدس للمساعدة القانونية، وأنها لطالما كانت مبادرة وأثبتت حضورها في ميادين الكفاح الوطني والتقدمي ليس على صعيد المرأة فحسب بل في كل مجال من مجالات الكفاح.
المناضلة الكبيرة من مواليد القدس عام 1954، بعد أن شرد والدها من حي القطمون في القدس الغربية اثر نكبة عام 1948.تعليمها المدرسي كان في مدارسها حتى التحقت بجامعة بيرزيت متخصصة في الفيزياء، وكانت من أوائل من أسس منظمة الجبهة الشعبية في هذه الجامعة وأسهمت في تأسيس أول لجنة عمل تطوعي فيها وانتخبت عام 1974 سكرتيرة لمجلس الطلبة.
وعملت الراحلة كمعلمة للفيزياء في مدرسة الرجاء الإنجيلية اللوثرية حتى استقالتها وتفرغها لقيادة العمل النسوي.
اعتقلت على يد سلطات الاحتلال أكثر من مرة وهي على مقاعد الدراسة الجامعية وبعد تخرجها واستمرار نشاطها الوطني. وخضعت للإقامة الجبرية والاعتقال المنزلي.
أسهمت في تأسيس اتحاد لجان المرأة الفلسطينية عام 1980، وانتخبت رئيسة له عام 1994، وأعيد انتخابها لمرتين بعد ذلك. كما أسهمت في تشكيل المجلس النسوي الأعلى كذراع من اذرع الانتفاضة الكبرى عام 1987.
أسهمت المناضلة نصار كما عرفت في اوساط الحركة النسوية، في رفع الصوت الفلسطيني عاليا من خلال علاقاتها الواسعة والمتميزة مع القوى التحررية والتقدمية في العالم وحازت على جائزة المناضلة النسوية التقدمية، (باسيوناريا) من منظمة اليسار الموحد في اسبانيا.
 

المصدر: رام الله - وكالة قدس نت للأنباء -