"الفصائل الفلسطينية في دائرة الصراع الداخلي"

بقلم: أشرف صالح

من المؤسف جدا أن نجد الفصائل الفلسطينية التي حملت  على عاتقها تحرير الأرض المغتصبة في دائرة مغلقة . دائرة الصراع والتناقض والتراجع والحسابات الخاصة والحيرة من الأمر . فلا نجد أمامنا كشعب مقهور إلا الشعارات الرنانة والخطب اللامعة التي لا تغني من جوع . فمن الأولى أن تجد الفصائل الفلسطينية حلا في مواجهة مخططات العدو الصهيوني الغاشم الذي لا يزال ينتهك الأراضي الفلسطينية في وضوح الشمس . عجز الفصائل أمام محططات إسرائيل المغتصبة هو ناتج عن خلافات الفصائل بين بعضها البعض وصراعها على المناصب .

في الإنتفاضة الأولى كان عدد الفصائل الفلسطينية محدودا وكان هدفها واضحا للجميع وأستمر الحال حتى وجود السلطة الوطنية الفلسطينية وبناء مؤسسات الدولة وسير عملية السلام في مصارها الطبيعي . وعندما جاءت الإنتفاضة الثانية بناء على مخطط صهيوني لهدم عملية السلام وهدم المؤسسات الفلسطينية وهدم الحلم في إقامة الدولة الفلسطينية إزداد عدد الفصائل الفلسطينية وازدادت معها الأهداف الشخصية والصراع على النفوذ والعمل لخدمة بعض الدول التي تلعب دورا على الساحة الفلسطينية لمصالحها الشخصية ونزع الثقة بين الفصائل الشقيقة التي لا تجتمع على هدف موحد وناجح . وأستمر الصراع بين الفصائل بالتزامن مع إزدياد عددها ومع إرتباطها مع الدول الإقليمية . ولا تزال الفصائل الفلسطينية في دائرة الصراع الداخلي وعدم القدرة على إدارة الصراع الحقيقي مع العدو . وفي ظل هذا الصراع الداخلي كان للتخطيط الصهيوني ضد مقدساتنا له الحظ الأوفر في إنتزاع الحلم الفلسطيني الأكبر من أدبيات الفصائل الفلسطينية المتصارعة . وهذا ما جعل المواجهة بيننا وبين العدو تقترب من الإنهيار وعدم الجدية والمنهجية الواضحة في إدارة الصراع . قد إقتربنا على السبعين عاما من المواجهة لتحرير الأرض المغتصبة دون أن يحصل نتائج إيجابية .

يجب أن تتوحد الفصائل الفلسطينية في مواجهة العدو الصهيوني ويجب أن تعلم جيدا أنه بدون المصالحة الوطنية الشاملة لا تتحقق مطالب الشعب الفلسطيني .

إن العدو الصهيوني عدوا شرسا وهو في حالة تخطيط مستمر من أجل إنتزاع الحلم الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف .

 

بقلم الكاتب الصحفي : أشرف صالح