11-11 دعوة خبيثة لإفقار الفقراء ....ولتلبية مصالح الأعداء

بقلم: وفيق زنداح

لم ....ولن تكون دعوة 11-11 صادقة وأمينة ....بل ان حقيقة الدعوة اليها وعنوانها والحديث عن الغلابة والفقراء والتخفيف عنهم ....ورفع مستوي معيشتهم ....والتخفيف من اعباء الحياة عليهم ....محاولة مستمرة ومتواصلة في اطار حملة منظمة لإطلاق دعوة خبيثة ....كما الدعوات السابقة والتي تنم عن التحريض والتخريب وارباك شؤون البلاد ومؤسساتها ....ووقف عجلة الانتاج وادخال البلاد بأزمات أمنية اقتصادية اجتماعية .

هذه الدعوة الخبيثة لإرباك مؤسسات البلاد وأهلها ووقف أنشطة العمل والانتاج ....وادخال الناس بحالة توتر واستغلال مقصود .....بمحاولة مخاطبتهم في قوت يومهم وظروف حياتهم .....ومدخولاتهم ومصالحهم الذاتية بعيدا عن مصالح الوطن وأهدافه واستقراره .

هناك ازمات اقتصادية واجتماعية في مصر كما غيرها من البلاد.... فهذا ليس وليد اليوم بل منذ عقود وسنوات ولأسباب لها علاقة بخوض العديد من الحروب ....ومواجهة الكثير من الأعداء بمراحل تاريخية متعددة خاضتها مصر دفاعا عن أرضها وأمتها ....كما كانت دفاعا عن فلسطين وحريتها .....في اطار المشروع القومي الوطني التي تزعمته مصر ولا زالت في اطار خطابها ودفاعها عن الأمن القومي الوطني في اطار أمنها القومي المصري .

هذه الحروب ذات التكلفة العالية بالأموال والارواح وسقوط الألاف من خيرة الأبناء شهداء الواجب الوطني والقومي لتثبت مصر عبر تاريخها أنها دولة رائدة وقائدة لها مكانتها ودورها ومسئولياتها التاريخية والوطنية .

هذه التضحية وهذا السجل الحافل الذي قدمته مصر..... لا زال محفورا بذاكرة الأمة والفكر العربي ....كما لا زالت مسجلة بالتاريخ الحديث والذي يؤكد أن مصر لا زالت على مواقفها ومساندتها لدول المنطقة العربية وشعوبها .....ايمانا مصريا لا يتزعزع ....ولا يهتز أمام أزمات اقتصادية ....وهذا ما يشكل دافعا قويا للدول الشقيقة بتوفير سبل الدعم والمساندة لمصر واقتصادها وزيادة الاستثمارات على ارضها .

الأزمات الاقتصادية والاجتماعية نتيجة لازدياد تعداد السكان بمقدار أكبر من حجم الانتاج الفعلي ....والدخل القومي ....مما يقلل من مستوي دخل الفرد ومما يحدث خللا ما بين الدخل الفردي ....والاحتياجات اليومية والمعيشية .

الازمات الاقتصادية والاجتماعية التي تعيشها مصر تأتي في السياق الطبيعي للدول ذات الكثافة السكانية العالية....كما حال الدول النامية التي لا زالت على طريق التنمية المستدامة من خلال تطوير اليات انتاجها ....وزيادة معدلات الاستثمار بداخلها ....واقامة المشاريع الاستراتيجية الكبرى ....كما المشاريع المتوسطة والصغرى التي يمكن أن تعالج البطالة وانخفاض مستوي الدخل .

مصر ليست دولة منعزلة ومنفردة عن غيرها من الدول التي تعاني من أزماتها الاقتصادية والامثلة عديدة ....والأسباب متعددة ومختلفة ....فكافة دول الاتحاد الأوروبي تعاني أزمات اقتصادية ....كما ان الاقتصاد العالمي يعيش حالة من الكساد والتضخم المالي ....حتي ان أمريكا تعيش أزمات اقتصادية في ظل منافسة شديدة بميزان التجارة العالمي لصالح الصين الشعبية واليابان.

أي أن الاقتصاد المصري وما يعانيه لا يجب ان يكون دافعا لاختلاق الازمات وتأجيج الاوضاع ...واعطاء الفرصة لقوي الشر بمحاولة تخريب البلاد ....واسقاط نظام الدولة وادخال الوطن المصري بحالة من الفوضى وعدم الاستقرار ....في ظل النتائج التي من حولنا.... والتي أسفرت عنها مثل هذه الأهداف الخبيثة من خلال أوضاع العديد من الدول ....التي تعيش أزمات أمنية واقتصادية ومعظم أهلها قد هجروا منها الي دول عديدة ...ويعيشون الفقر الحقيقي داخل معسكرات الايواء ....كما يعيشون انتهاك حقوقهم الانسانية ....وما يتعرضون له من ايذاء جسدي ونفسي ....يصل الي حد انتهاك أعراضهم وشرفهم .

العيش بالوطن ومواجهة أزماته ....وتحمل كل انسان لمسئولياته..... يأتي في سياق العمل والعطاء الملزم لكل انسان ....كما يأتي في اطار التكاتف والوحدة لخلق ارادة العمل في اطار التخطيط العلمي والمشاريع المتعددة في ظل زيادة الاستثمارات ....وازدياد معدلات الانتاج بأكبر من معدلات رأس المال المتداول .

حالة التضخم المالي الحالي جزء منه مفتعل ومصنع ومدروس ومنظم من قبل قوي الشر التي لا تريد الخير لمصر ولأهلها .....والجزء الاخر يأتي في الاطار الطبيعي لتفاعل قوي السوق والانتاج في ظل ازدياد الاسعار العالمية ....وما يعيشه الاقتصاد المصري من نسبة تضخم مالي نتيجة الظروف التي عاشتها مصر في الآونة الاخيرة منذ 25 يناير .....والتي يجري معالجة الكثير من الأزمات والأسباب خلال العاميين المنصرمين منذ تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي يبذل جهود كبيرة اطلع عليها الجميع من خلال تحركاته المستمرة والمتواصلة في اسيا وافريقيا وأوروبا وجنوب شرق اسيا...حركة مستمرة ....واتفاقيات توقع ...ومشاريع تنفذ ...واصلاحات اقتصادية جري ترتيب البعض منها.... ولا زال البعض يحتاج الي تشريعات وقرارات في ظل نسبة عالية يتم صرفها من الدخل القومي المصري لحساب الدعم لمساعدة الفقراء وذوي الدخل المحدود ....وهذا ما يحتاج الي اعادة صياغة هذا الدعم وتكثيفه للفقراء والمحتاجين وهذا ما يجري العمل عليه داخل اروقة صناع القرار السياسي والاقتصادي في مصر .

لغز المعالجة الاقتصادية للازمات المتراكمة يأتي في سياق العمل ....و تفاعل قوي الانتاج وزيادة معدلاتها التنموية ....وهذا لن يتأتى الا بالمزيد من روح العمل الجاد والملتزم وازدياد حجم الاستثمارات المالية بالمشروعات الانتاجية.... وزيادة مدخولات السياحة من خلال تهيئة اجواء ومناخ الجذب السياحي الذي يمكن توفره .....كما تهيئة وتشييد البنية التحتية والقانونية لتوفير عوامل الجذب الاستثماري ....وتعزيز ثقافة ترشيد الاستهلاك ...وزيادة الوعي على تنشيط روح العمل والانتاج ....وانهاء أي شكل من أشكال الاتكالية على الدولة وحدها ....لأن الدولة بمفهومها العام هي عبارة عن مجموعة الأنشطة والتفاعلات والجهود التي تبذل من شعبها ....وهذا ما يجب ادراكه ومعرفته والعمل عليه.

مصر تعمل بجد والتزام ونشاط ملحوظ من خلال العديد من المشاريع الاستثمارية والمرافق العامة وتشييد البنية التحتية ....وما تم معالجته على أرض الواقع من أزمات الكهرباء والطاقة والطرق وبناء المدن الجديدة وازدياد عدد الشقق السكنية المتاحة لقطاع الشباب ...واستصلاح المزيد من الاراضي ...واختراق الاراضي الصحراوية.... وما يجري التخطيط لها من تعبيد الطرق الواصلة بينها وبألاف الكيلو مترات....كما وتشييد المرافق والبنية التحتية لتسهيل عملية اسكان المواطنين وتوفير سبل معيشتهم ....وانهاء المناطق العشوائية وتقليص عددها ....والي حد كبير .

عشرات المشاريع الكبرى والاستراتيجية والمئات من المشاريع ذات الجدوى الاقتصادية والعائد المالي ....والتي تؤكد أن عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي قد شهد تطورا ملحوظا ...كما شهد تطورا لا زال على طريق التنفيذ وما الاكتشافات البترولية وما يجري العمل عليه من جديد من اكتشافات.... سيجعل من الاقتصاد المصري اقتصادا حيويا وفعالا بمدخولته العالية والقادرة على مواجهة الازمات ....وهذا ما يحتاج الي بعض الوقت والصبر وما يتميز به أهل مصر الطيبين من صبر وعزيمة ورضي وقبول ... من اجل وطنهم واستقراره وأمنه .

مصر تتقدم بصورة ملحوظة ومستمرة على صعيد مشاريعها الاستثمارية والاستراتيجية ....وعلى صعيد ما تشهده من بنيه تحتية ومرافق خدماتيه وعلى رأسها قناة السويس الجديدة وما جري تشييده من مدن جديدة .....وما تشهده العاصمة الادارية من امكانيات ومستلزمات ستوفر المزيد من الخدمات..... وتسهل على المواطنين قضاء احتياجاتهم ومعالجة أزمات المرور والازدحام .

هذا التطور العمراني الاستثماري ...الصناعي الانتاجي الزراعي السكاني والاداري ...داخل مصر وحالة التعاون الدولي والعربي مع مصر سواء على صعيد القطاع الحكومي أو الخاص وبداية عودة السياحة الي مصر على عكس ارادة الارهاب الأسود ....وقوي الشر المتربصة بمصر واستقرارها ....والتي جاءت الدعوة على أرضيتها انطلاقا من رغبة خبيثة لوقف عجلة التقدم والانتاج.... كما وقف السياحة وعوامل الاستقرار وأمن وسلامة المواطنين داخل منازلهم وأحيائهم ومدنهم .

مخطط حاقد..... يريد ارباك مؤسسات الدولة وادخال اهلها بأزمات مضاعفة ....بمحاولة زيادة النظرة التشاؤمية.... وحالة عدم الثقة ....بكل ما يسمعون ويشاهدون.... وكأن هذا البلد العربي يريدون له أن يكون كباقي الدول التي تعاني ويلات الحروب وعدم الاستقرار ....وهذا لن يكون بإرادة المصريين ووعيهم ويقظتهم واصرارهم على الحفاظ على وطنهم واستقرار بلادهم .

دعوة 11-11 .....تأتي في اطار الدعوات السابقة والمكررة والفاشلة بحكم الواقع والتي تولد خيبات الأمل للداعيين لها ....كما تولد لديهم مزيدا من التفسخ والتلاشي .

كما أن مثل هذه الدعوات المكررة تولد لدي أبناء الشعب المصري المزيد من الاصرار والتحدي والوعي واليقظة وعدم المخاطرة بأمن بلادهم واستقرارهم فلا يمكن لمصر الحضارة والتاريخ أن تنزلق في متاهات من يخططون ضدها بمحاولة النيل منها وحرفها عن مسارها ودورها ومكانتها .

 

مصر ولقد أسقطت الاقنعة ....وكشفت زيف وخداع من حاولوا التلاعب بها من خلال السنتهم وكلماتهم..... وحتي مؤسساتهم وشعاراتهم ....كما ومحاولة دغدغة عواطف البعض بمحاولة استغلال احتياجاتهم التي لا يريدون حلها ....لكنهم بحقيقة الأمر يريدون زيادة حدتها وتأثيراتها من خلال دعوات الخراب والتخريب .

مصر باقية على عهدها ....مكانتها ...ودورها.... باقية على ما جاء بقرائننا الكريم (ادخلوا مصر ان شاء الله أمنيين ) فأبناء شعب مصر العظيم.... لن يكونوا الا مدافعين عن وطنهم ومؤسساتهم وقيادتهم السياسية من خلال شعب عظيم ....والقوات المسلحة الباسلة ...ومؤسسات واجهزة فاعلة لا زالت على يقظتها وفعلها ...ولن يكون 11-11 كما التاريخ والدعوات المكررة ....التي ستبرز فشل الداعيين ....وانتصارات المحافظين عن مصريتهم ...كرامتهم حرية وأمن بلادهم من ايناء شعب مصر العظيم ....ومؤسسات دولته .

بقلم/ وفيق زنداح