عقدت وزارة الثقافة وبالتعاون مع جامعة فلسطين ندوة ثقافية بعنوان "التنوع الثقافي وصناعة المثقف"، وذلك ضمن فعاليات أسبوع فلسطين الثقافي ليالي فلسطين.. جسور نحو الجذور، والذي تستمر فعالياته حتى الخميس القادم، وحضر الندوة عدد من المدراء العامين بالوزارة، ولفيف من الشخصيات الأكاديمية والمثقفين، وحضور مميز لطلاب الجامعة.
وشارك في الندوة د.محمد المدهون وزير الثقافة الأسبق، حيث تحدث حول صناعة المثقف وآثره الحضاري، مبيناً أن المجتمع العربي بشكل عام والفلسطيني على وجه الخصوص يشهد أزمة واضحة في صناعة المثقف، مضيفاً أن المجتمع الفلسطيني يشهد انحسار واضح لدور المثقفين لصالح النخب السياسية، وأن المتغيرات السياسية تفرض على الفلسطينيين الكثير من الوقائع الطارئة.
وأشار أن وجود قاعدة ثقافية قوية يعني وجود مجتمع واعي يحمل منظومة فكرية راسخة، مؤكداً أن العمل الثقافي الفلسطيني يلزمه عملية إعادة اعتبار لإحياء دور المثقفين وتمكينهم من اداء دورهم الرائد والمؤثر في خدمة المجتمع والرقي به، مشيراً أن الجامعات والمعاهد تلعب دوراً بارزاً في صناعة المثقفين.
وأوضح أن سلطات الاحتلال تحاول من خلال سياساتها تكريس بعد ثقافي خطير لتزوير الوعي الوطني الفلسطيني، مؤكداً أن العمق الثقافي سلاح مهم للغاية في الصراع السياسي مع الاحتلال والانتصار في معركة الوجود.
من جانبه تحدث أ.يسري درويش رئيس الاتحاد العام للمراكز الثقافية حول مزايا التنوع الثقافي الفلسطيني وآثره على المشهد الثقافي الوطني، مشيراً أن الثقافة الفلسطينية تمثل امتدادا طبيعيا للوجود الفلسطيني على أرض فلسطين، وهي جزء أصيل من الامتداد العربي والإسلامي في المنطقة العربية.
وأضاف أن الثقافة العربية كانت تشكل تهديدا حقيقيا على القوى الاستعمارية الكبرى ومصالحها وهذا ما أكدته اتفاقية كامبل بنرمان 1907 والتي اعتبرت منطقة شرق البحر المتوسط تتوفر لديها كافة المقومات للسيطرة على العالم، الأمر الذي يتطلب زرع جسم غريب في هذه المنطقة تكون مهمته زعزعة استقرارها، ومنع اتحادها، وخلق زعامات تأتمر بأوامر الاستعمار، وهو ما تمثل بالمشروع الصهيوني على أرض فلسطين، مشيراً أن الحروب التي تعرضت لها المنطقة العربية كانت لها أبعاد ثقافية أكثر من كونها حروب سياسية أو عسكرية.
وأكد أن إعلان منظمة اليونيسكو بأن المسجد الأقصى تراث إسلامي ولا يمت لليهود بصلة يعتبر ضربة قاضية للمشروع الصهيوني بأكمله كونه يقوم على فكرة الهيكل المزعوم ووجوده أسفل المسجد الأقصى.
وشدد على ضرورة إجراء حوار ثقافي وطني فلسطيني شامل على أسس واضحة تجمع كافة أطياف الشعب الفلسطيني لتنحية الخلافات السياسية بما يخدم المصلحة الوطنية الفلسطينية ويوحد الجهود الثقافية لمواجهة المشروع الصهيوني واستنزافه وإبقاءه في خطر دائم.
وأدار الندوة أ.وائل المبحوح مدير وحدة الثقافة المجتمعية بالوزارة، حيث أكد أنه في ظل التطورات الحديثة في وسائل الاتصال، تتوسع عمليات التبادل العديدة التي تجري في العالم، مما يعني زيادة الاتصال بين الثقافات المختلفة التي عليها أن تتعايش في نفس الرقعة الجغرافية وهذا هو التنوع الثقافي في أبسط معانيه.