لا أدري من ذا الذي يقدم الأفكار للرئيس ويصورها علي أنها حلا يمكن أن يخرجه من المأزق ويعيد الثقة للسير إلي الأمام فالمصور ليس استراتيجي التفكير والصورة مهزوزة لا تظهر بوضوح إلا رجلا هائجا يحمل سيفا ينقط دما يحتاج إلي جرعة سريعة من مهدئ قوي المفعول كي يهدأ لتظهر الصورة بوضوح ويري ما فعله بسيفه المجنون. ماذا تري في الصورة إذا ما هدأ الهياج؟ نري فتح تتفتت ويجري تقطيعها وتقسيمها لتسجل في الطابو السياسي الفلسطيني من جديد ولكن القسمة والتقسيم ليس عادلا كما يراه الهائجون بهياج السياف وليس ورديا كما يراه القاصرون لكنها قسمة مأزومة ومهزومة وكلما دققت في الصورة تري أفخاذ فتح قد بني كل فخذ سورا حول أرضه وأغلقها وبدأ حالة استنفار لمعارك الغد فكل الكانتونات لديها إحساس بظلم الآخرين .. إنها حرب البسوس أو داحس والغبراء كما في الجاهلية الأولي وارتداد عن عقيدة الوحدة والتوحيد بعد الايمان.. المؤتمر السابع ليس حلا ناجعا لمن يريد قيادة السفينة الفلسطينية إلي بر الأمان فالسفينة الفلسطينية مليئة بالثقوب في قاعها ومليئة بالكراكيب علي سطحها وكل من علي ظهرها من بشر غير كاف لإزالة الكراكيب وسد الثقوب. كيف ومن سبسد ثقب الانقسام الأوسع مساحة؟ وكيف ومن سيسد ثقب النظام السياسي الواسع التهريب؟ وكيف ومن سيسد ثقب العلاقات العربية الذي يتسع بمرور الوقت؟ وكيف ومن سيسد خرم السلام المبهوق؟ وكيف ومن سيزيح كراكيب الوطني والمركزي والتشريعي؟ وكيف ومن سيفرغ كراكيب الفقر وغياب خدمات الصحة والتعليم ومعاناة السفر وقهر البطالة والعنوسة ومضاعفات الإدمان وغياب الاستقرار وقناعة الهجرة وازالة آثار الحروب لكي يضاف عليها تقسيم أراضي فتح؟ الحل لن يكون بعقد المؤتمر السابع لأن المؤتمر السابع الآن ليس وصفة صحيحة ومضمونة النجاح بل هو دمار فتح والوطنية الفلسطينية لأنه يحمل نفس الثأر ويحمل نفس الاستئصال ونوايا الإقصاء وتستخدم فيه كل أدوات العنف من العصي وقطع الرواتب ومصادرة المراتب وتشويه السمعات وتكبير الفجوات وهو وصفة الانتحار الكبري لضياع مركز الوطنية الفلسطينية إلي غير رجعة فانتبهوا وأوقفو السياف الهائج أيها العقلاء وليس الهيجان لهيجانه.
د. طلال الشريف