عباس يغرد خارج السرب

بقلم: طلال الشريف

الخطوات تتسارع في تحريك المياه الراكدة في فلسطين

أول أمس أفرجت حماس عن قائد كتائب شهداء الأقصى زكي السكني بتدخل النائب محمد دحلان والقائد الفتحاوي سمير المشهراوي والقائد الفتحاوي ماجد أبو شمالة واليوم تتناقل الأخبار عن قرب الافراج عن عناصر حماس الذين فقدوا منذ عام فإن صحت هذه الأخبار فإن ترتيبات حسن نوايا وترطيب الأجواء بين مصر وحماس وفتح بقيادة القائد دحلان قد دخلت حيز التنفيذ فما الذي يجرى ؟

الحالة الاستاتيكية التي ترفع مستوى المعاناة للشعب الفلسطيني وخاصة أهالي قطاع غزة بسبب الانقسام وارتباك وضعف النظام السياسي والخارطة السياسية الفلسطينية وتصرفات السلطة المركزي مع الجمهور والتي فشلت في لم الشمل واستعادة وحدة الفلسطينيين بجهودهم الذاتية أو بجهد إخواننا العرب والتي تكثفت خلال عام من الآن والتي بدا واضحا في آخر محاولاتها وهي المبادرة الرباعية العربية أن المعطل لذلك كله هو الرئيس عباس.

عباس الذي لم يدرك الجيوبوليتكس على الأقل في مأساة الشعب الفلسطيني فذهب في اتجاه التصعيد في الخفاء وفي العلن تجاه مصر حاضنة القضية الفلسطينية وحاملة الملف الفلسطيني التي كلفتها به الجامعة العربية نفسها التي جددت الشرعية للرئيس عباس بعد انتهاء ولايته الرئاسية حين تعذر اجراء انتخابات جديدة بتعطيله المصالحة ليبقى الرئيس في سدة الحكم أكبر وقت ممكن.

الذي يجري أن عباس أخرج نفسه من المشهد السياسي الفلسطيني والعربي ولم يصدق العرب ومصر بأنهم جادون في انهاض النظام السياسي الفلسطيني وحل مشاكله ومشساكل الشعب الفلسطيني للتصدي للمرحلة القادمة من الصراع مع اسرائيل وخاصة وأن هناك مبادرة فرنسية مطروحة وأن هناك مؤتمر دولي يحضر له للانعقاد في نهاية هذا العام واعتبر ذلك بتبريره الواهي بالتدخل في القرار الفلسطيني .

الفراغ السياسي الذي أحدثته سياسات الرئيس عباس بالمراهنة على الوقت في المصالحة وادارة الحكم كما كانت تراهن عليه حماس قد صنع مشهدا فلسطينيا دراماتيكيا على ما يبدو كانت حماس أذكي علي ما يبدو فالتقطت اللحظة السياسية ووجدت أن مخرجها من الأزمة هي بالتعاطي مع المبادرات العربية للحفاظ على وضعها ومصالحها من التحرك القادم ولو بطريقة دبلوماسية جديدة بعكس عباس الذي أخرج نفسه بعناده في خلافه مع النائب محمد دحلان وبطش سلطته البوليسية علي الشعب وترك الشعب الفلسطيني واقفا على رجل واحدة في أزماته المتصاعدة.

الفراغ الذي أحدثه عباس متعمدا من أجل قضية وخلاف تكتيكي أفقدة الموقع الاستراتيجي في أن يبقى المسؤول الأول عن السياسة الفلسطية وقدم خدمة مجانية ليتجاوزه الآخرون ونقل الدور الفتحاوي الكبير لمحمد دحلان ليصبح المسؤول عن القرار السياسي الفلسطيني والقائد الأول المتربع علي عرش حركة فتح حيث تأثير الكبير والمتصاعد سريعا في أوساط فتح وقد بدأت خطوات عملية لإنقاذ الحالة الفلسطينية بقبادة الرئيس القادم.

بقلم/ د. طلال الشريف