يتطاولون ...ويصفونهم بما ليس فيهم وأخيرا ...يعتذرون لهم !!

بقلم: وفيق زنداح

على مدار العقود الماضية ...وحتي عبر صفحات التاريخ وتجاربه واستخلاصاته.... قرأنا واستمعنا للكثير من المواقف المؤيدة..... والمنددة..... بهذا الزعيم أو القائد أو الرئيس وكنا في حينها لا نمتلك من قدرات الوعي ...والخبرة والثقافة .....ما يجعلنا بقدرة امتلاك الفرز والفصل ...التأكيد او النفي ...وحتي التأييد أو المعارضة ....لأننا نقف أمام من يمتلكون قدرة الكلام ...وتمرير المواقف..... ومن لديهم قدرة ونفوذ....وسطوة لا نمتلكها .
ليس بكلامي تعبير عن قضية واحدة ....أو ملف واحد ...ولكنني أتوقف أمام محطات عديدة ....لمراحل مختلفة ...أحاول فيها المراجعة والتقييم..... لحقب زمنية تاريخية ....استمعنا فيها للكثير ...كما غيري من أبناء شعبي وامتي ....استمعنا لجملة من الاكاذيب والشعارات..... كما استمعنا لصدق المنطلقات والتوجهات والمواقف التي لا تنتهي كلا بحسب عنوانه والمتحدث باسمه ...وعبارات شتم وقذف ومقولات وعبارات خارجة عن المألوف والسياق الطبيعي الاخلاقي الوطني والقومي .....خروجا عن أداب الحديث واللباقة والكياسة ....لأقزام يتطاولون على زعماء وقادة يتحملون بصبر ومسئولية ...وقادة يداسون ويقتلون ... تحت شعارات الاصلاح والديمقراطية ...وثورات الأكاذيب الشعاراتية الممولة ....والموجهة ...والمخطط لها بمؤسسات استخباراتية .
استمعنا الي الكثير وكان يمر علينا بعض ما يقال ....لأننا لم نكن نمتلك قدرة الوعي وخبرة الفرز والفصل ...ولم نكن بذلك الوقت لدينا من الخبرة والثقافة .....وامكانيات أدوات التحليل الموضوعي والعلمي..... للأحداث ومجرياتها .....ولم نكن نمتلك القراءة المتأنية ....ولكن كان يحكم تصرفاتنا ومواقفنا جملة من العواطف والاحاسيس والمؤثرات الصوتية ....التي تحركنا دون ادراك ووعي .
كان يؤثر على معنوياتنا وقناعاتنا بعض الاحاديث ....لكننا اليوم ربما تختلف الصورة باختلاف التجربة والوعي والادراك ....مما جعلنا أكثر دراية ومعرفة على كشف الزيف من الحقائق .....وكشف الاكاذيب من مهدها .
ما كان يقال عنه بالأمس دكتاتور ودكتاتوريات ....يقال عنهم اليوم عكس ما قيل عنهم بالأمس ....وتاريخنا العربي تاريخ أنظمتنا السياسية ....يدلل على صدق ما نقول ....وما تم استخلاصه .
منطقتنا شهدت حملات مسعورة وخداع للرأي العام ...وكان هناك من يصدقون ويهتفون ...وهناك من يكذبون ولا يواجهون .
ماذا قال البعض بالزعيم العراقي صدام حسين ....وماذا يقال عنه اليوم ؟!.....ماذا قيل بالرئيس السوري حافظ الاسد وماذا يقال اليوم ؟!....ماذا قيل بالرئيس الزعيم العربي القومي جمال عبد الناصر وما يقال اليوم ؟!...ماذا كان يقال بالزعيم الفلسطيني الفدائي ياسر عرفات وماذا يقال اليوم ؟!....ماذا كان يقال بالزعيم القائد الليبي معمر القذافي وماذا يقال اليوم ؟!....ماذا كان يقال بالزعيم التونسي الحبيب بورقيبة...والزعيم الجزائري أحمد بنبلا ...وجلالة الملك حسين وجلالة الملك فيصل ....ماذا قيل حول هؤلاء الزعماء وهم أحياء ؟؟! ...وماذا يقال عنهم اليوم بعد أن رحلوا عنا ؟؟!!....زعماء وقادة كثر الحديث عنهم.... وتطاول البعض عليهم ....واتهموا بما ليس فيهم ...وتم تجريحهم والتشهير بهم ..... واليوم يكتب عنهم شعرا ونثرا ليس محبة بهم .....من وجه نظر من يتطاولون.... ولكنها محاولة وضيعة ورخيصة للنيل ممن يتقلدون مقاليد الحكم والقيادة .
ليس هناك من زعيم أو رئيس أو قائد لم يخطئ طوال فترة حكمه على قاعدة أننا بشر ...والخطأ وارد لكل من يعمل ويتحمل المسئولية ويصدر القرار .
زعماء العرب وقادته وحكامه .....كما زعماء العالم .....لكن الفرق الواضح والشاسع في ثقافة الوعي والتعاطي والحديث ...والتقييم واستخلاص التجربة .
مثال زعماء العالم روز فلت ...هتلر ...تشرشل.... ديجول ..موسليني ...لنين ...ماوتسي تونج ...فيدل كاسترو...وغيرهم قيل فيهم الكثير في اطار ما يحكم شعوبهم من ثقافة وأدبيات ....كان لها انعكاس واضح على اعلامهم .....وابداعاتهم الادبية والفنية ..... بما يعزز ديمقراطيتهم ....ومفاهيم حريتهم .....والنتائج واضحة وكاشفة حول قدرات تلك الشعوب ... ومقومات قوتها واقتصادياتها ....واستقرارها ...ورسوخ وثبات أنظمتها .
لكننا بعالمنا العربي تخطينا وتعدينا على حدود المقبول والمعلوم .....والمسموح ...لأننا نعيش بحالة فلتان أخلاقي .....وغياب قانوني لمحاسبة من يتطاولون..... وكأن الامور متاحة والطريق ممهدة..... لكل من يخطئ ويقذف ويشهر .....وهذا ما ينعكس بالسلب على المجتمعات برمتها..... وعلى الانظمة بكاملها ....هذه المواقف والسلوكيات التي تتكرر عبر كافة المراحل التاريخية..... تحتاج الي اعادة صياغة فكرية ثقافية أخلاقية ....حتي نتوازن في اقوالنا أفعالنا ...منهجية فكرنا..... باستخدام كلماتنا ومفرداتنا التي نحترم بها أولا أنفسنا ....ومن ثم نحترم من نتحدث عنه دون أدني تطاول .....أو محاولة للهمز واللمز والتعدي..... وأن لا نعطي لأنفسنا ما ليس حق لنا ....ونحترم الاخرين بحقوقهم ....كما احترام الاخرين لحقوقنا .
مخاطبة الناس ليس بالأمر السهل كما يعتقد المتحدثين.... بل أنها مهمة صعبة ومعقدة ....اذا ما كان المتحدث يريد ان يصدق.... لأن الكلام الصادق والمجمع عليه .....له مفرداته المعروفة كما له توازناته واستدراكاته .... ومضامينه....وهذا على عكس من يمتلكون التلاعب وقدرة الخداع واطالة اللسان .
سياسة قديمة جديدة لا طائل منها ......الا المزيد من خلق مناخات اليأس والاحباط واستمرار التلاعب بمصالح الشعوب وحقوقها .
مخطط أمريكي لا زال يجري تنفيذه .....وان اختلفت شخوصه ومؤسساته والقائمين على تنفيذه..... وما شهدناه بالفصل الاول من هذا المسلسل المحزن والمخزي..... وما أسفر عنه من نتائج تشريد الملايين ...وتهجيرهم عن أوطانهم ....كما قتل عشرات الالاف ....وانتهاك حقوقهم وأدميتهم ....بلاد تقسم وتدمر ...وارهاب ينظم ويتحرك..... بفعل قوي الشر المنظمة لهذا المخطط الجهنمي..... بمحاولة نشر الفوضى والخراب ونشر الاشاعات ...وتعزيز حالة عدم الثقة بكل ما يقال ويشاهد .
مخطط أمريكي أساسه فكرة بسيطة للغاية .....قائمة على التشكيك ونشر عدم الثقة ....وغياب الاحترام للقادة والزعماء والتطاول عليهم ...وتقزيمهم واعلاء شأن من ينافقون ويكذبون .....ومن يمتلكون قدرة دغدغة العواطف والتلاعب بمصالح الناس .....وقوت يومهم ومصالحهم .
لقد باتت الامور واضحة..... ولم يعد هناك ما هو خافي ...وكل منا وصل الي مرحلة الحقيقة الساطعة ....منا من فتح أعينه ليري ....ومنا ما زال يغمضها ...ولا يريد أن يري الحقيقة..... حتي لا يصدم بما سوف يراه ....وحتي لا يصل البعض منا .....الي مرحلة تقديم الاعتذار .
الكاتب : وفيق زنداح