مصر والإيكونوميست والحالمون والمؤامرة مستمرة

بقلم: طلال الشريف

نعم المسألة ليست في فراغ الثلاجة لعشر سنوات إلا من المياه ونعم صاحب التكتك عبر عن أزمة ليست الوحيدة في الشرق والغرب إذا ما تذكرنا نماذج الغرب في الأزمات الإقتصادية القريبة جدا مثل اليونان ودول أخرى كإيطاليا واسبانيا كانت على وشك التأزم بفعل الصراع الاقتصادي الذي كرسته عولمة مركزة رأس المال وإذا ما نظرنا بكل بساطة لدول ذات مردود نفطي كبير قد تدخل في أزمات حروب الأجيال كما أسموها.
مصر في أزمة اقتصادية نعم ولكن ما الذي حدث ويحدث ليتدافع كل من يكره مصر للاستنتاج غير المنطقي والنصيحة غير ذات العلاقة حتى بتحليلاتهم الاقتصادية وهنا تكمن خطورة ما تحدثت به صحيفة الايكونوميست وهذا اقتباس ممما قالته "" إن بعض متاعب الاقتصاد المصري يعود إلى عوامل خارج سيطرة الحكومة كتدني أسعار النفط والحروب وظاهرة الإرهاب، وأن السيسي يجعل الأمور أكثر سوءا. وتخلص الإيكونوميست إلى أنه لا مناص للغرب من التعامل مع السيسي "إذ ينبغي لدول الغرب أن تتعامل معه بمزيج من الواقعية العملية والإقناع والضغط".
وتؤكد المجلة أنه ينبغي على الغرب أن يتوقف عن بيع نظام السيسي "أسلحة باهظة التكاليف ليس بحاجة لها ولا يقوى على احتمال نفقاتها..".
.
وبرأي المجلة، فإن الضغوط السكانية والاقتصادية والاجتماعية التي ترزح مصر تحت وطأتها تتفاقم بلا هوادة حتى أن السيسي لن يستطيع إرساء استقرار دائم لها.
وختمت بالقول إن نظام السيسي بحاجة لإعادة انفتاح، والفرصة المناسبة لذلك تكمن في أن يعلن السيسي عن نيته عدم الترشح للرئاسة مرة أخرى بانتخابات عام 2018.

الرئيس السيسي والخبراء المصريون يدركون جيدا ما حدث وما يحدث وهو أي الرئيس السيسي أكد انه مسؤول عن الحفاظ على الدولة من السقوط وتوفير فرص العيش الكريم والصحة الجيدة وفرص العمل والاسكان للشباب وحذر من تحركات يمكن ان تهدم البلد ودعا للحوار ولكن من لا يحبون مصر ولهم أجنداتهم لا يذكرون كيف تُحارَب الدولة المصرية منذ سقوط حكم الإخوان وأن ما كان من حالة العجز والمديونية قبل ثورة الشعب المصري على حكم الإخوان وحسني مبارك حين كان الاقتصاد المصري يعاني من ما يقدر (بنصف أو بثلثي مجمل العجز الحالي) وأن ما فعله الإرهاب من تعطيل الانتاج والسياحة واشغال الجيش المصري العظيم وأجهزة الدولة الساهرين لحماية مصر التي ما انفك المتآمرون يخططون بهمة واستمرارية لتدمير الاقتصاد المصري للوصول إلى سدة الحكم من جديد هو من شكل (النصف أو الثلث الآخر في مجموع العجز والمديونية) ولعل توجيه الاعلام المضاد لتكبير الأزمة وتحريض الشعب المصري وكأن حكم الرئيس السيسي هو سبب الأزمة كلها وسبب التأخير في نهوض الاقتصاد المصري.
الرئيس السيسي والدولة المصرية كانت ولازالت مستهدفة من الغرب وأميريكا والاخوان وهم جميعا متضامنون باتفاق أو بدون اتفاق للبحث عن ثغرات اقتصادية ينفذون إليها لضرب الاقتصاد واسقاط الدولة المصرية بعد أن عجزوا عن اسقاطها سياسيا وعسكريا وتغيير نظام الحكم وهذه على ما يبدو خطتهم ولهذا هم يحرضون الشعب المصري للتظاهر على خلفية الأزمة الاقتصادية ويستخدمون المقالات والتقارير واللقطات المسجلة كما حدث مع صاحب التكتك لتكبيرها ومفاقمة التعبئة في الاعلام المسموع والمرئي ومواقع التواصل الاجتماعي.
الرئيس السيسي ليس سببا في أزمة اقتصاد مصر فالأزمة كانت من أيام حكم الرئيس السابق مبارك وامتدت لحكم الرئيس السابق محمد مرسي ولكن الرئيس السيسي يحاول بكل الطرق اصلاح ذلك وهناك أزمة لا تحل في وقت قصير ولا يستطيع أحد أن يحلها بسرعة حتى لو حكم مصر الاخوان من جديد ولكن الهدف والمؤامرة ليس الاقتصاد المصري الذي يستخدمونه كأداة بل الهدف اسقاط الدولة كلها كما حدث في العراق وسوريا وليبيا واليمن وعلى أبناء مصر الانتباه والوعي والتحمل قليلا للوصول إلى بر الأمان حفاظا على بلدهم ووليعلموا أن المعاناة الآنية تصغر كثيرا مقارنة بما سيحدث لو سقطت الدولة المصرية فمن هو جائع ومن لا يجد فرصة عمل ومن ليس في ثلاجته إلا المياه سيموت في الفوضى المطلوبة وأقول لهم أن معاناتهم وحالهم أفضل أو قد تشبه حال الكثير من الشعوب في دول الشرق ولكن لماذا تكبير وتضخيم وتحريض وتعبئة الشعب المصري دون الشعوب الأخرى ممن يحكمون بحكام هم أصدقاء أميريكا ؟؟!! هنا تعرف وتظهر المؤامرة على الدولة المصرية بوضوح فكل الشرق لديه أزمات اقتصادية ولديه بطالة تفوق بطالة الأخوة المصريين وغالبيتهم ثلاجاتهم فارغة ومنهم من لا يوجد لديهم ثلاجات ولا كهرباء أصلا ولديهم أزمة سكن وخريجين أكبر من أزمة مصر فلماذا لا نسمع التعليقات ولا نرى التقارير ولا يهتم بهم أحد لحلها .. إنها مؤامرة مستمرة لن تنجح فقد فهم كل المصريون الدرس إلا قليل منهم لهم مكاسبهم ولهم مصالحهم وثلاجاتهم ملآي من دم إخوانهم الذين يستشهدون يوميا في سيناء بما ينالونه من تمويل فيقفوا في مواجهة الدولة المصرية التي لن تسقط ولن يسقط قائدها فعقارب الساعة لن تعود إلى الوراء وإلى الأمام يا مصر فكل المؤامرات تتكسر أمام شجاعة واخلاص الجندي المصري لشعبه ودولته ورئيسه وابحثوا لكم عن قصة أخرى أيها الحالمون بدمار مصر.

د. طلال الشريف

29/10/2016