الرئيس عباس.... ومواجهة نتنياهو ليبرمان ومشاريعهم التصفوية

بقلم: وفيق زنداح

المشهد السياسي والإعلامي يطفح ببعض جوانبه بمجموعة من التصريحات ...التعليقات.... التسريبات .... والتي تجمع بمعظمها على مواجهة الرئيس محمود عباس وحركة فتح والسلطة الوطنية ومنظمة التحرير الفلسطينية ممثلنا الشرعي والوحيد ....اي ان المقصود ضرب الشرعية الوطنية الفلسطينية..... وعلى الأقل تفكيكها واضعافها وسهولة السيطرة عليها .
مواجهة الرئيس عباس والقيادة الفلسطينية بكافة مسمياتها وشرعياتها التاريخية الديمقراطية..... تستهدف من قبل نتنياهو وليبرمان .... وليس اخرها تصريحات ليبرمان بصحيفة القدس العربية .
مجمل التصريحات المعلنة لبعض الجهات تستهدف شخص الرئيس عباس باتهامات مغرضة ومحرضة .... .وفيها من الاكاذيب والافتراءات ما يجعل كشف زيفها بسهولة... لدى كافة ابناء شعبنا وامتنا والعالم اجمع ....اتهامات باطلة مغرضة... تستخدم اساليب التلفيق والصاق صفات الارهاب ودعم الارهابيين .... والتغطية على الفساد والمفسدين أي ان ما يجري من تصريحات تستهدف التشكيك وزرع بذور الفتنة ....وضرب مقومات الوحدة ....وتعزيز الانقسام واطالة امد الخلافات والاجتهادات .
تصريحات نتنياهو وليبرمان مخالفة للاتفاقيات الموقعة ....بل انها تصريحات متناقضة مع تلك الاتفاقيات .... كل ذلك من وجهة نظر الكيان الاسرائيلي وساسته والذين اتخذوا من الخطوات والاتجاه نحو اليمين المتطرف.... ما يجعلهم بخانة الارهاب وممارسته من خلال الاستيطان والمستوطنين وما يرتكب من ممارسات احتلالية من قتل وحصار واعتقال وغيرها .
الاتهامات التي يحاولون الصاقها بالرئيس محمود عباس على اعتبار انه من وجهة نظرهم ليس برجل سلام ....يأتي في اطار تضليلهم ...خداعهم ...اكاذيبهم ...التي ملأت سماء المنطقة والعالم وكان حكومة نتنياهو ملتزمة بالاتفاقيات الموقعة .... وتعمل على قدم وساق من اجل تنفيذ الالتزامات والسير على طريق المفاوضات .... والوصول الى حل الدولتين ....وحق الجميع بالعيش بأمن وسلام وضمن حدود امنة ومعترف بها .
محاولات اسرائيلية فاشلة بتوقيتها .....كما انها فاشلة بماضيها القريب والبعيد....بمحاولة تغيير الصورة الحقيقة لرئيس الشعب الفلسطيني في عهد الخالد الشهيد ابو عمار واليوم في عهد الرئيس محمود عباس ..وما جرى وما زال يجري من محاولات بث السموم والاكاذيب والافتراءات المكشوفة...... لأجل محاولة تغيير الصورة ومضمونها الا ان الفشل حصيلة ما يسعون لتحقيقه .
الرئيس محمود عباس يعتبر من اوائل الداعيين للسلام ....ومن اوائل المنددين بالإرهاب .....ومن اوائل المطالبين بالمفاوضات القائمة على قرارات الشرعية الدولية والاتفاقيات الموقعة.... ومن اوائل المطالبين بتدويل القضية وطرحها على طاولة مؤتمر دولي يشارك فيه الجميع لأجل انهاء أطول احتلال بالعالم .... ولأجل التخلص من الإرهاب المنظم الأول في هذا العالم .
محاولات نتنياهو وليبرمان لتجميل الاحتلال والحصار واطالة امد الانقسام وتعزيزه.... بمحاولة اطلاق التصريحات ...والسعي لإبرام الصفقات لأجل تنفيذ مشروع الميناء والمطار في اطار صفقة تسعى الى تجزئة الموقف الوطني الفلسطيني ....وطرح بدائل حلول حياتية اقتصادية لا علاقة لها بالمشروع الوطني التحرري ..... الذي ضحى من اجله عشرات الألاف من الشهداء والأسرى والجرحى والذي قدم فيه شعبنا نموذجا حيا بصموده ونضاله وتحديه .
محاولة طرح المشاريع التي تذهب بنا الى حيث محاولة ارضاء المصالح الذاتية الضيقة ....على حساب المصالح الوطنية العامة محاولة فاشلة ولن يكتب لها النجاح ...ولن ترى النور.... بل اكثر من ذلك لن يستطيع احد ان يتجرأ من اتخاذ خطوة واحدة ... خارج الاطار الوطني الفلسطيني وخارج سياق المشروع الوطني ....وخارج مضمون الحل السياسي الذي تم التوافق عليه بمؤسسات الشرعية الوطنية الفلسطينية .
ما يجري اليوم اعادة لصياغة سيناريو قديم جديد .....اطرافه ذات مصالح معروفة.... يريدون من خلال مشاريعهم ان يحدثوا الارباك حول المؤتمر الدولي المنوي عقده في باريس ...كما احداث الارباك بعد ان صدموا بقرار اليونسكو حول القدس وبعد ان صدر العديد من القرارات الاممية التي تقربنا يوما بعد يوم باتجاه الحصول على حقوقنا وانجاز مشروع دولتنا المستقلة .
أحاديث اليوم ....وإن كانت كلاما للاستهلاك .... ولا مانع من احداث الهلاك ....وزيادة حدة الخلاف والشقاق ....وتفكيك الموقف الوطني العام بما يخدم مصالح اسرائيل واستمرار احتلالها... واستيطانها ...وحصارها .
الشعب الفلسطيني وثورته وقيادته ومسيرة نضاله الكفاحي منذ عقود طويلة وبكل التضحيات الجسام ....والدماء التي سالت ....وعذابات الأسرى وانين الجرحى ....وحرمان الملايين من ابناء فلسطين بالعيش بحرية وسيادة ...لم تكن كل تلك التضحيات من اجل حل اقتصادي ...ولا من اجل حلول ترقيعيه .... ولا من اجل حلول جزئية مؤقتة .....فلقد تجاوزنا كافة المشاريع التصفوية ....كما تجاوزنا كل تلك الاحلام الصهيونية التي لا زالت تعشعش في عقول وفكر نتنياهو وليبرمان .... ومن على شاكلتهم ومن يؤمنون بنهجهم وفكرهم ومأربهم .
محاولة التلاعب بنا من خلال تلك المشاريع التي خبرناها منذ عقود ....والتي لا تحرك بداخلنا الا المزيد من القناعة والايمان ....ان طريقنا التي نسلكه هو الطريق الصائب ...وان خياراتنا التي ننتهجها هي الاقرب الى ايجاد الحل لقضيتنا .....وفق برنامج الحد الادنى ومشروع السلام الفلسطييني وقرارات المجالس الوطنية .....ومجمل القرارات الاممية ذات الصلة والعلاقة بالقضية الفلسطينية ...ان خيارات القيادة الفلسطينية قد عزلت اسرائيل وحاصرت حكومتها ... وجعلت من نتنياهو وليبرمان يتخبطون ولا يدرون الى اين يتوجهون.
حديث ليبرمان مع صحيفة القدس العربية يجب ان يقرا من خلال ان ليبرمان ليس عاجزا عن ايجاد وسيلة اعلامية يحاول من خلالها ايصال خطابه ورسالته ....لكنها محاولة خبيثة لزرع بذور الفتنة واحداث الارباك واختلاق الأزمات ...وتكرار ما قيل وما سوف يقال .....وما حمله توني بلير.... منذ فترة ليست بالطويلة... وما حمله غيره لأجل محاولة الضغط للعودة الى طاولة المفاوضات .....في ظل الاستيطان والاحتلا ل الجاثم على صدورنا وعلى ارضنا... وكأنهم يريدون منا أن نجمل الإحتلال وممارساته وان يفككوا مواقف عزل اسرائيل التي بدات بالتبلور من خلال العديد من المواقف الدولية التي تدين الاحتلال والاستيطان.
الرئيس محمود عباس وما يتعرض له من حملات تضليلية اعلامية وتصريحات سياسية تهديدية..... انما تزيد من اصرارنا الفلسطيني وتمسكنا بشرعيتنا كما تمسكنا بسلطتنا الوطنية ....وبمنظمة التحرير الفلسطينية ممثلنا الشرعي والوحيد .
فالعنوان الفلسطيني واضح ومعلوم ....والطريق اليه لا زالت مفتوحة ....لكل من يريدون صنع السلام الحقيقي والعادل الذي يحقق لشعبنا ....حلم الدولة والاستقلال بعاصمتها القدس .
الكاتب: وفيق زنداح