تخطيء حماس.....

بقلم: سميح خلف

ثمة ما يجب تقييمه وفعله قبل المضي قدما في المصالحة مع عباس ومنظومته، ولابد لحماس ان تقف وبتفكير جاد عن الاسباب التي دعت الرئيس عباس ومنظومته وبعد رحلة لتركيا وقطر ان يقدم بعض التنازلات كان يرفضها سابقا وتعطلت اجواء المصالحة عشرة سنوات وتلقى قطاع غزة ازمات جمة والتي ما زال يعاني منها من حصار وفقر وبطالة كان هو احد مسببيها الرئيسيين وباستخدام قوته الشرعية الممنوحة له من الجامعة العربية كوسيلة ضغط على انظمة الاقليم والشكوى الدائمة منها لامريكا واسرائيل والاوروبيين ان قامت تلك الانظمة بفعل شيء في اتجاه تخفيف الحصار عن القطاع.

والسؤال هنا : هل فعلا عباس صادق النوايا في اجراء مصالحة ناضجة تلبي حاجيات البرنامج الوطني ووحدة اراضي ما تبقى من ارض الوطن التاريخية ....؟؟؟؟ ام هناك من المستجدات دعت عباس ليهرول للقاء قيادة حماس في قطر ....؟؟ عباس الذي تجنح بفتح وهتك الحركة الوطنية هل هو صادق...؟؟؟ بالتاكيد ان حماس لديها الجواب الاكيد.... والمشكلة اعتقد تتجاوز ازمة الموظفين والرواتب ن بل ماهو اعمق في البرنامج السياسي والامني .... ونتذكر تصريحان ليبرمان وقادة اسرائيل الذين وضعوا شروطا لانشاء ميناء ومطار لغزة بمقابل الاعتراف باسرائيل ونزح سلاح حماس وهو ما يطالب به السيد عباس ايضا ..... هل تقبل حماس بنهج وبرنامج الرئيس الفاشل ...!!! وهل سيقبل الجناح المتطرف المقاوم هذا السلوك من قيادة حماس السياسية ...؟؟؟ تعلم عماس ان ازمات قطاع غزة من اهم مسبباتها الرئيس وسياساته تجاه قطاع غزة وبحقد دفين مساقه ان قطاع غزة قد عطل كل مشاريعه وتجنحاته السياسية والامنية .... حماس هل تعي ذلك ... بالتاكيد. وهل حكومة الوحدة المزمع تشكيلها ستحل الازمة الوطنية وتحل الازمة الانسانية في القطاع...؟؟؟ وهل مثل تلك الحلول ستقبل بها دول الاقليم مصر بثقلها والاردن باهميتها ..؟؟؟

ولكي نقطع الطريق على من سيصف مواقفنا باننا ضد المصالحة ... نحن مع المصالحة الناضجة التي تشمل وضع المعالجات بدء من المصالحة الداخلية في فتح لنصل الى المصالحة الوطنية الشاملة وبدون ذلك سيبقى ضلع هام واساسي في المربع الوطني ناقص ، وهي ما سعت له الرباعية العربية في مبادرتها وعلى رأسها مصر .

وهل المشروع القطري التركي الذي على بعد الالاف الاميال من حدود غزة وفلسطين سيكون مجديا بدون مصر التي امنها القومي مرتبط بالامن الفلسطيني ..؟؟؟؟ وهل قطر بموقعها ووجودها ..... هي بديل عن قوة مصر وتاريخا ورصيدها .... اشك في ذلك ..... بالقطع لا ......

يبدو ان عباس ارتعدت فرائصه فهرول الى الدوحة ، وعندما احس ان الاخوة المصريين جادين في تخفيف المعاناة عن قطاع غزة ....... وربما ايضا قد راى من قوة حماس على الارض استغلالها بحكومة الوحدة وما تسمى الشرعيات بتضييق الخناق على قاعدة عريضة من الفتحاويين المعارضين لعباس وملاحقتهم وزجهم في السجون ...... وهو الذي لم يستطيع بكل اجراءات الفصل وقطع الرواتب ان يوقف المد الشعبي والفتحاوي تجاه التيار الاصلاحي ومحمد دحلان.

تخطي حماس ان كانت خياراتها مع محمود عباس المنتهي والراحل والمخرب والمدمر ..... بل يجب ان ترى بعين ثاقبه القاعدة العريضة في الضفة وغزة والشتات المعارضة للسيد عباس وجوقته .... تخسر حماس اذا وقفت في خياراتها مع المشروع التركي القطري بعقدة الاخوان ضد المشروع المصري والرباعية العربية ......

المشروع التركي القطري التي تعمل فيه قطر في غزة بضخ اموال كبيرة لمشاريع الطرق والعمران والبنية التحنية ليس لسواد عيون سكان غزة بل يصب في اتجاه ترتيب العلاقات بكافة احوالها السياسية والاقتصادية تجاه شمال غزة واسرائيل وليس في اتجاه الجنوب والعمق العربي ومصر .

بالتاكيد ان المشروع التركي القطري يهدد الامن القومي االمصري .... فهل ستسمح مصر بتمرير هذا المشروع وتمرير هذه المصالحة الممنهجة ......؟؟

حماس اخطأت في موقفها مما يسمى الربيع العربي بعقدة الاخوان ..... وخسرت في سوريا بنفس العقدة ...... وخسرت ايران الداعم والممول لها من اجل تركيا وقطر ....... وهي الان تخسر مصر ..... وتخسر قاعدة عريضة من اغلمكون الوطني في الضفة وغزة والشتات وهي القاعدة الفتحاوية التي ايقنت ان بمعارضتها لعباس ونهجه هو الطريق الامثل لتصحيح فتح وبرنامجا........ حفرة عباس وتنازلاته ..... يجب ان تعيها حماس ودى خطةرتها ومرحلياتها .........والمحاصصة وعلى بنية فاسدة ..... من اجل الاحلال والاطماع في المنظمة والسلطة وغيره وببرنامج انتم تفهموه جيدا سيخرجكم من ثوبكم ويعريكم وبنفس الخندق..... وفي النهاية انحازواللشرفاء في غزة ولبنان وبلاطة وعسكر وجنيين ابقى لكم واشرف

بقلم/ سميح خلف