تحت شعار"نحيي الأمل" ،إحتفلت جمعية الشبان المسيحية القدس يوم أمس السبت بيوم الجمعية العالمي في مركز التأهيل المهني التابع لها في بيت ساحور،وبعد ان رحب مدير عام البرنامج الأستاذ نادر أبو عمشا بالحضور من برامج الجمعية المختلفة،ألقى السيد اندريه بطارسة كلمة شاملة قال فيها " بأن الأمل وحده لا يكفي بدون عمل وإرادة تواكبه،وأضاف بأن الأحداث التي تجري في المنطقة تنعكس على الجمعية وبرامجها،والإحتلال سبب مباشر في مثل هذا الإنعكاس،حيث تتعطل أعمال وخدمات برامج الجمعية.
وفي كلمته الشاملة استعرض السيد بطارسة مراحل حياة الجمعية وتطورها،وقال بأن تاريخ الجمعية هو تاريخ فلسطين من نكبتها وحتى الآن،وشدد بطارسه على ان برامج الجمعية تستحدث وتتطور بناء على ما يحدث في الواقع واحتياجات المجتمع.
وقد بدأت الجمعية في فلسطين بمكتب داخل اسوار البلدة القديمة بالقدس عام 1880 وتطورت وتوسعت بدعم من مؤسسات جمعية الشبان المسيحية العالمي،لتقوم بشراء قطعة أرض عام 1935 والبناء عليها في شارع نابلس بالقدس ومن ثم توسعت لتصبح ما هي عليه الآن.
وفي المحطات الأساسية للجمعية أشار بطارسة الى أن الجمعية كرد طبيعي على نكبة شعبنا،مارست دورها تجاه شعبها بعمل اغاثي في مخيم عقبة جبر عام 1948، وكذلك تعليمي حيث افتتحت مدرسة ابتدائية صغيرة تحولت شيئا فشيئا الى مركز للتدريب المهني بعد ان أغلقت المدرسة بشكل نهائي عام 1960 ،والمركز خرج حتى الان 6600 طالب وطالبة،وهدفه تطوير قدرات الطلبة مهنياً،والمركز ليس فقط يعطي الطلبة المعلومة من خلال الدراسة بل بتطبيقات عملية،ويستفيد طلبته من برامج القروض الذي يقدمه المركز لهم بعد التخرج.
ومن بعد ذلك في عام 1955 وضع حجر الأساس لمركز بيت ساحور الترويحي،والذي أصبح الآن مركز بيت ساحور للتأهيل النفسي والمهني.
وقد تحولت جمعية الشبان المسيحية القدس من عام 1967 ولغاية عام 1987 كعنوان للحياة الرياضية ليس في القدس وحدها بل في فلسطين بمختلف المجالات كرة قدم،طائره،،كرة يد، سباحة وغيرها،وقد أغلقت الجمعية أبوابها من عام 1987 ولغاية عام 1989 بعد اندلاع الإنتفاضة الأولى – انتفاضة الحجر،تلك الإنتفاضة التي أصيب فيها الكثير من الفلسطينيين،وخلفت عدد لا بأس به من الإعاقات الحركية،وكرد طبيعي على ذلك قامت مجموعة من الغيوريين من أبناء الجمعية بتأسيس برنامج التأهيل النفسي والمهني،والذي أصبح أحد أبرز العناوين للصحة النفسية والإرشاد النفسي والمهني ليس في فلسطين،بل حتى عرباً،حيث يستعان بخبرة وتجارب طاقمه في العديد من البلدان التي تعاني حروبا ونزاعات للتدريب وكيفية التعامل مع الأوضاع الناشئة.
ولإيصال رسالة وصوت شعبنا وما يتعرض له من ظلم واضطهاد على يد الاحتلال افتتح برنامج المناصرة الدعم عام 1988 وفي عام 2001 أصبح تشاركيا ما بين جمعية الشبان المسيحية وجمعية الشابات المسيحية،وينشط في مجال كسب المناصرين والمؤيدين لقضيتنا الفلسطينية عبر النشرات والرسائل والمؤتمرات وكذلك احضار المتطوعين الأجانب الى فلسطين واطلاعهم على ما يتعرض له شعبنا ومشاركتهم له في حملات قطف الزيتون في المناطق التي تتعرض الى اعتداءات من المستوطنين والقريبة من جدار الفصل العنصري،وكذلك توزيع اشتال الزيتون على المزارعين لحماية ارضهم القريبة من الجدار او المهددة بالمصادرة.
وحول برنامج المرأة التابع الجمعية بين أنه تأسس عام 93 ،ويهدف الى الاهتمام بالمهمشات من النساء،وتطوير قدراتهن في العديد من المجالات،عبر دورات وندوات ومشاريع نسوية صغيرة ،برنامج توعووي وتمكيني.
الجمعية استمرت في تطوير برامجها وخدماتها لتفتح عام 2001 المركز الرياضي المجتمعي في بيت ساحور،وهو من أكبر المراكز الرياضية في المنطقة يقدم خدماته بشكل أساسي لاهالي منطقة بيت لحم والقدس،ففيه اكبر بركة نصف دولية ومركز"فتنس وجم" وملاعب خادمه للمشروع.وهناك مشروع مشابه وعلى نحو اضخم غير مكتمل حتى اللحظة في رام الله شرع العمل به في 2004 ،ومتوقع افتتاح اقسام منه في نيسان القادم.
وختم بطارسة بالقول بأن برامج الجمعية كجمعية غير ربحية تتأثر بالتمويل الدولي لها فتصعد حينما يكون هناك تمويل وتتراجع بتراجع التمويل،ولذلك برنامج التمكين الشبابي أغلق مؤقتاً لعدم توفر السيولة المالية.
وبعد ذلك جرت مسابقات "كسر الجليد" بين الموظفين ومباريات رياضية وليختتم النشاط بحفلة غداء على شرف موظفي الجمعية.