حركة فتح ...تكتب تاريخها....تستنهض قوتها .... عازمة على تحقيق أهدافها

بقلم: وفيق زنداح

عندما نكتب عن التاريخ الوطني للشعب الفلسطيني .... نجد أنفسنا أمام محطات تاريخية لا بد من التوقف أمامها ...لدراسة أبعادها ... ومسيرة فعلها النضالي الممتد والمستمر منذ الأول من يناير 65 .... وما قبل الانطلاقة وما بعدها....ثورة فلسطينية قامت في ظل أجواء عربية ودولية رفعت من خلالها خيار الكفاح المسلح ومناهضة المحتل الإسرائيلي ... في ظل الساحة الفلسطينية المليئة بالعديد من الأفكار والأيديولوجيات .... بدايتها الشيوعيين .... وليس نهاية بالإخوان المسلمين....وما بينهما من البعثيين والقوميين والناصريين .

وحتى يكتب التاريخ بشفافية عالية ....وبمصداقية كبيرة .....فلقد عمل أصحاب التوجهات والأيديولوجيات بقدر ما يستطيعون ....وبقدر الإيمان والالتفاف من حولهم .....حتى جاءت فتح بفكرها الوطني ....وبما تمتلك من مقومات الجذب الوطني ....وما تحمله الفكرة الفتحاوية الوطنية من فكر وحدوي .... وطني ... كفاحي.... فكر وطني فلسطيني مؤمن بالقضية وعدالتها .... وبالفكرة التي يجتمع الجميع عليها ....فكر يجمع ولا يفرق ....يوحد ولا يشتت ....فكر يضبط الإيقاع الفلسطيني ..... على أنغام الصوت العربي من المحيط الى الخليج .... وليس نشازا أو خروجا عنه.

كانت الانطلاقة بالأول من يناير65 في ظل اجواء عربية لا تقبل بخيار الكفاح المسلح .... كما لا تقبل بوجود تنظيم فلسطيني كفاحي وطني لاعتبارات داخلية عربية ولأبعاد دولية ...ولأسباب أخرى ليس مجال طرحها ....إلا أنها كانت البداية ...والانطلاقة ....والتي لم تأخذ اذنا او تصريحا من أحد ... كما لم تأخذ اذنا باستمرار مسيرتها النضالية باعتبار انها ثورة شعب المستحيل ....شعب الارادة والثورة المستمرة حتى النصر ....وقيام الدولة الفلسطينية بعاصمتها القدس .

حركة فتح التي سجلت تاريخها وكتبته عبر صفحات التاريخ الحديث بأحرف من دم ... ورسمت معالم طريقها من خلال الوديان والسهول والجبال .... من نهر الاردن الى سهل البقاع وساحل المتوسط ....ومن مرتفعات جبل الشيخ الى العرقوب والليطاني وقلعة شقيف ....من جبال نابلس والخليل ورام الله وجنين إلى الجنوب الثائر بقطاع غزة .

حركة وطنية ...وثورة فلسطينية امتدت بفكرها وجماهيرها الملتفة من حولها حتى سجل لفتح الشعبية الأكبر ....والالتفاف الجماهيري الواسع الذي فاق الجميع .

حركة فتح التي كتبت تاريخها بسواعد رجالها وبفكر قادتها ومؤسسيها .....وبعزيمة منضاليها ....والدماء التي سالت وبالتضحيات الجسام لعشرات الألاف من خيرة قادتها وكوادرها ومنضاليها .... والذين لازالت أرواحهم الطاهرة تملئ سماء الوطن والساحات العربية والدولية ....فتح التي كتبت تاريخها هي الأقدر والأكثر حرصا على المحافظة على فكرتها .... انطلاقتها .... مسيرة كفاحها .... وما تحقق من انجازات لسواعد رجالها وقياداتها ومؤسساتها التنظيمية.

حركة فتح لا يخاف عليها ....ولكن يخاف على من يقترب منها أو من يحاول العبث بداخلها....أو حتى تمرير ما لا ينسجم مع تاريخها ومسيرتها النضالية .

فتح عيلبون ...والكرامة ....والشونة البقاع وجبل الشيخ والبداوي ونهر البارد عين الحلوة وبرج البراجنة صبرا وشاتيلا فتح نابلس وجنين والخليل ورام الله وحتى رفح... فتح المتواجدة بكافة المدن والقرى والمخيمات وبكافة الساحات واحدة موحدة ....بداخلها وخارجها ....وبكافة ساحاتها ومواقعها تجتمع على كلمة واحدة وعلى موقف واحد وعلى أهداف واحدة .

كافة أبناء فتح بكافة جماهيرها الواسعة التي اجتمعت بكافة المناسبات .... وليس اخرها ذكرى انطلاقة فتح بساحة السرايا بمدينة غزة.... وما قبلها من ذكرى استشهاد القائد الرمز ابو عمار بساحة الكتيبة.... انما تؤكد أن الجماهير الفلسطينية قد توحدت على فتح ...وستنتصر بفتح ....وستواصل مسيرتها بفتح .

حركة فتح التي كتبت تاريخها ... ولا زالت تستنهض قوتها لمواجهة تحدياتها .... عازمة على تحقيق مستقبل أهدافها ... ولن يثنيها أحد .... ولن يؤخر وصولها الى محطة النصر وتحقيق الأهداف كل ما يمكن أن يعترضها ...لأنها فتح الإصرار والتحدي الماضية بطريقها.... مهما كانت وعورتها ومصاعبها .

فتح التي نكتب عنها والتي كتبت عن نفسها بهذا التاريخ الطويل والممتد ....وبهذه الجماهير الواسعة والملايين الملتفة حولها والمؤيدة لبرنامجها والملتفة حول قيادتها ..... وعلى رأسها الرئيس محمود عبا س رأس الشرعية الوطنية الفلسطينية..... يتطلب منا جميعا أن نحذر ونحذر من بعض وسائل الإعلام التي تحاول ادخالنا بمتاهات ومنزلقات حول تسريبات خفية .... ومصادر مطلعة .... ومصادر خاصة وحول الاحاديث الدائرة في اروقة صناعات القرار ... ومن داخل هذ الغرفة الفندقية أو تلك .... بمحاولة تمرير بالونات اختبار يراد من ورائها ايقاعنا بدائرة ردة الفعل والاستفزاز والردود بأفعال غير مدروسة.

ان التعامل الاعلامي لبعض وسائل الاعلام مع الشعب الفلسطيني يحتاج من تلك الوسائل الاعلامية احترام عقلية وثقافة وتاريخ شعبنا ..... احترام مسيرته النضالية الوطنية .... وليس محاولة تسطيح وتبهيت وتجاوز الحقائق الثابتة بتاريخنا ..... والتي لا يمكن تجاوزها او القفز عنها او حتى محاصرتها .

ستبقى فتح تكتب تاريخها بكل ثقة وقدرة واقتدار .... ولن تسمح لغيرها بالكتابة عنها.... وستستنهض مقومات قوتها وهي عازمة ..... على تحقيق أهدافها الوطنية الثابتة .

الكاتب/ وفيق زنداح