توقيف شاب نشرفي غزة مقطع فيديو وهو يحرق علم الجزائري .هاذا الحادثة مشهد معيب، لا يعبر عن عمق العلاقة بين الشعبين الشقيقين الفلسطيني والجزائري، إنما عمل فردي صبياني وغير مسؤول، لا يمكن له أن يؤثر في العلاقة الاستراتيجية بين الشعبين .
رغم البعد الجغرافي ، فإن العلاقة التاريخية ظلت متوهجة بالمواقف التي قدمتها الجزائر من أجل فلسطين ، فيما الفلسطينيون ينظرون إلى الجزائر كأخوة في العرو
بة والإسلام والوطن الكبير.
كما اعتبر الفلسطينيون الثورة الجزائرية ، أعظم ثورة عربية نالت حريتها واستقلالها ، يُقتدى بها في الصراع مع الكيان الصهيوني.
وهنا نذكر ما إن الفلسطينيين جمعوا التبرعات دعماً للثورة الجزائرية ، كما حدث في كل فلسطين في خمسينيات القرن الماضي .حينما تعرض رمز المقاومة الجزائرية للنفي إلى دمشق ، وبدأت عائلات المناضلين معه بالهجرة إلى بلاد الشام ، والتي استقرت شمال فلسطين ، وفي عام 1948 أعادوا الهجرة كفلسطينيين إلى دمشق ، حيث شكلوا أبناء حي المغاربة في مخيم اليرموك ، وحملوا وثائق فلسطينية سورية مثل الفلسطينيين المهجرين.
وتجسدت المواقف التي وقفت إلى جانب فلسطين ، منذ عهد الأمير عبد القادر ، إلى الشيخ عبد الحميد ابن باديس رائد النهضة الاسلامية في الجزائر ، الذي أفتى بوجوب نصرة القضية الفلسطينية ، والمناضل بشير بومعزة كان يهرب الأسلحة إلى الحركة الوطنية الفلسطينية في ثلاثينيات القرن الماضي. أمّا المجاهد الشاذلي مكي فكان يشرف على تدريب وتوصيل المجاهدين إلى فلسطين عام 1948.
كانت الجزائر من أوائل الدول التي اعترفت بمنظمة التحرير الفلسطينية ، وساهم الرئيس الجزائري الراحل أحمد بن بلة ، في دعم الثورة الفلسطينية وافتتاح أول مكتب لحركة فتح في عام 1963، حيث تسلم المكتب الشهيد القائد خليل الوزير أبو جهاد .
كما جرت على أراضيها عملية تبادل للأسرى بين فصائل الثورة الفلسطينية وسلطات الاحتلال . كما استقبلت الجزائر آلاف الطلاب الفلسطينيين في جامعاتها ، وسمحت بالتدريب العسكري لطلاب فلسطينيين في الكلية الحربية الجزائرية بـ شرشال ، حيث تخرج منها الكثير من قيادات العمل الوطني المقاوم.
تلقب الجزائر بـبلد المليون ونصف المليون شهيد نسبة لعدد شهداء ثورة التحرير الوطني . وتلقب أيضاً تاريخيا بأرض الإسلام نظرا لتعلق شعبها بالإسلام وانطلاق الفتوحات منها نحو أوروبا الغربية وإفريقيا.
كثيرة هي القصص والحكايات التي من الممكن أن تروى عن هذا الشعب العظيم ،حيث تدل على أن هذا الشعب يختلف عن كل الشعوب العربية والشعوب المحيطة ، فإحترام كبارهم من الأمور المقدسة عندهم ، وخاصة أولئك الأبطال الكبار الذين شاركوا في الثورة الجزائرية ضد المستعمر الفرنسي .
أما المساجد فحدث ولا حرج فلأمانة لم أشاهد خلال زيارتي للجزائر أي مسجد لم يمتلىء عن بكرة أبيه بالمصلين ، أما صلاة الجمعة فطبعا المسجد والساحات المحيطة والشوارع تمتلىء كلها بالمصلين ، وهذا دليل قاطع كما قيل على أن أرض الجزائر كما تسمى هي فعلاً أرض الإسلام .
شعب الجزائري حبهم وولائهم وإنتمائهم لوطنهم ولفلسطين لا يمكن أن يختلف عليه إثنان ، ومن الممكن أن تثور ثائرة الجزائري إذا شعر أنك تحاول أن تنال من وطنه، وقد يتقبل منك كل شىء بكل صدر رحب ، أما الوطن فهو برأيهم من المحرمات والمقدسات والخطوط الحمراء .
فكما عرفت أن غالبية الشعب الجزائري يقفون خلف منتخبهم ، ومن النادر أن تجد الناس في الشوارع وهناك مبارة للمنتخب الجزائري ، وهم يؤازرة منتخبهم الجزائري ، الجمهور الجزائري من أكبر الجماهير العربية تشجع فلسطين.
الشعب الجزائري وللأمانة أهل نخوة وشهامة عربية أصيلة ، وهم يقدرون الضيف ويحترمونه ..
حقيقة مهما قلت ومهما تكلمت عن هذا الشعب العظيم فلن أعطيه حقه ، فهم والله أكبر من أن تصفهم الكلمات ، كيف لا وهم من قدموا قوافل الشهداء في معارك التحرير والإستقلال ، وعلموا العالم كيف تكون البطولات والتضحيات الجسام من أجل حرية الأوطان ، وهم ما زالوا يروون أن قضيتهم الأولى هي قضية فلسطين ولا بد أن يأتي يوماً لتحرر كلها من البحر الى النهر .
أخيراً كل الشكر والمحبة والتقدير لكل الأخوة الجزائريين الأحرار ، وكل الشكر والإحترام والتقدير والمحبة الى كل الأخوة الجزائريون ولأهل النخوة والشهامة أهل الجزائر أقول لكم بارك الله فيكم وبوطنكم وطن كل العرب الأحرار ، وجزاكم الله كل الخير وأدام عليكم الصحة والعافية والأمن والإستقرار .
بقلم/ جمال ايوب