مخيمات اللجوء الفلسطيني أينما وجدت كانت علي الدوام المعبر الحقيقي عن القضية الوطنية معنويا وبالملموس فهي المواقع االاجتماعية المتفاعلة مع الثوو رة بشقيها الكفاحي والثقافي التي ترفد البعد السياسي وأدوات النضال لإدارة الصراع مع المحتل ولأنها تمثل طليعة التفاعل وأصل القضية نري فعلها واستجاباتها لكل جديد يصيب القضية الفلسطينية من فعل سواء كان ايجابيا أو سلبيا وسجل التاريخ ذلك منذ انطلاق الثورة الفلسطينية المعاصرة في منتصف الستينات في غزة والضفة الغربية والاردن ولبنان وسوريا فكانت الرائدة في العمل الفدائي والتعبوي وكانت تدفع الثمن الأكبر في العدوان الاسرائيلي وعندما تتعرض القضية الفلسطينية لمؤامرات التصفية وامتد عطاؤها في الانتفاضات الشعبية جميعها وعمليات الثورة والفدائيين قبل السلطة وبعدها وعندما تشكلت السلطة الوطنية الفلسطينية كانت المخيمات أيضا الداعمة والمتفاعلة معها والحاضنة لها وانخرط أبناؤها كما كل الفلسطينيين في بناء سلطتهم الأولي علي الأرض الفلسطينية والآن والفشل والفساد يلف سياسات هذه السلطة تتقدم المخيمات الصفوف لتصحيح المسار وتقف سدا منيعا في وجه تغول السلطة التنفيذية وأجهزة الأمن وبولسة الدولة وشططها وقمع واعتقال المواطنين الفلسطينييين القصرية وهي الآن تقف في وجه الاقصاء والاستئصال من سلطة عباس للمعارضين والمختلفين معه في الرأي فهبت في مواجهة قمع الاجهزة الأمنية وتعديها علي بيوت المخيمات وعلي أبنائها ونوابها لحماية انجازات الشعب الفلسطيني الديمقراطية وصونا للقانون الذي ينتهكه الرئيس وأجهزة الأمن وليس كما يدعون أن أبناء منها خارجين عن القانون فمواجهة الخارجين عن القانون لا يكون بهذه الهجمة وهدا الاقتحام واطلاق النار علي بيوت أهالي المخيمات وقمع أبنائها وأصلا أهالي المخيم هم في مواجهة تاريخية مع الخارجين علي القانون قبل سلطة عباس وأجهزته الأمنية وهم يعرفون ذلك وهذه اتهامات باطلة تصيب قضيتنا في مقتل حين تتهم المخيمات وقود الثورة وبناة الدولة القادمة بهكذا تهم النائب جهاد طميليه واخوانه الذين أرادوا الاجتماع في مكان مغلق وحسب القانون للدعوة لوحدة فتح وحماية حقوقهم أمام تغول الرئيس والاجهزة الأمنية ليسوا خارجين عن القانون واعتقال رأفت عليان الذي عبر عن رأي الغالبية الفتحاوية وفضح مخططات المحيطين بالرئيس وعراهم ليس خارجا عن القانون بل هو وهم أبناء المخيمات مناضلون قدموا ومازالوا يقدمون للوطن ما يستطيعون ولا يجوز في كل مرة يقتحم فيها المخيم من بلاطة إلي الامعري إلي قلندية الإدعاء بالخروج عن القانون هؤلاء يعبرون عن وطنيتهم ورأيهم ويحمون السلطة من شططها وأتمني أن يعيد الرئيس والاجهزة الأمتية طريقة التعامل مع مخيمات اللاجئين سواء في حالة الاحتقان المتصاعدة الآن وفي المستقبل والتي قد تتطور لا قدر الله في الضفة الغربية وكذلك عليهم انهاء الاهمال المتعمد لأهلنا في مخيمات لبنان ومصالحهم ومعاناتهم والمهجر وليكن معلوما للجميع بأن مخيمات اللاجئين عصية علي الإنكسار ولن تنكسر وكل من يحاول الاقتراب من المحرمات سيكون الخاسر الأكبر ولا يوجد علي هذه الأرض من يحاول اعتقال المخيم أو إذلاله.
د. طلال الشريف