الاعلام ... والمؤتمر السابع

بقلم: وفيق زنداح

تحديد موعد عقد المؤتمر السابع لحركة فتح مع نهاية الشهر الحالي يعتبر حدثا كبيرا وهاما ... ويحظى باهتمام كافة وسائل الاعلام والعاملين بحقله من اعلاميين وكتاب واصحاب فكر ورأي ... لأهمية مثل هذه المؤتمرات وعقدها ... كما لأهمية حركة وطنية فلسطينية تمثل العمود الفقري للحركة الوطنية الفلسطينية وما يميز فتح بقيادتها ودورها ومسؤولياتها في تحديد السياسة العامة والتوجهات القادمة لمنظمة التحرير والسلطة الوطنية .
حركة فتح حقا انها العمود الفقري للحركة الوطنية الفلسطينية ... وهذا ليس وليد اللحظة ... بل يعبر عن تاريخ طويل وجدت فيه فتح ... واثبتت عبر عقود ماضية ... ولا زالت انها الامينة والمؤتمنة على القضية الوطنية الفلسطينية .
هذه القيمة الكبرى والراسخة بذاكرة الاجيال المتعاقبة ... والتجربة المتراكمة والتي اكسبت الخبرات العديدة ... والمكانة المميزة التي تتميز بها حركة فتح ... تجعلها بسلم اولويات واهتمامات الاعلام الفلسطيني والعربي وحتى الدولي ... لما ستسفر عنه اعمال المؤتمر من نتائج لها انعكاساتها الايجابية على مجمل الاوضاع الفلسطينية .
من هنا فلا مجال الا النجاح للمؤتمر السابع ... ولا مجال الا ان نضيف المزيد من عوامل القوة ... ولا مجال الا المزيد من التماسك والوحدة والالتفاف حول قيادتنا الشرعية والتاريخية متمثلة بالرئيس محمود عباس .
مخارج حركة فتح معروفة ومحددة ... وخياراتها الوطنية باتت ثابتة في سياستها وعلاقاتها ... فمنذ بداية انطلاقتها قالت فتح وكتبت في نظامها ومبادئها ... مبدئا عاما وشاملا ينص على عدم التدخل بشؤون الاخريين ... كما لا تقبل فتح التدخل في شؤونها ... مبدأ تنظيمي وطني فلسطيني بامتياز تتميز به هذه الحركة الرائدة ... والذي حظيت على اساسه بالاحترام والاخوة والصداقة مع معظم دول العالم ... لأنها حركة وطنية فلسطينية تحترم الاخريين ولا تتدخل بشؤونهم ... وتعمل بكل شفافية ومصداقيه دون التواء او نفاق .
حركة فتح بداخلها المناضلين والمفكرين والسياسيين والاعلاميين ... بداخلها الملايين من الملتفين حولها والمتمسكين بنهجها وخياراتها ... المؤمنين بدورها ومركزية فعلها ... وليس بداخل الحركة من قاصرين ومغيبين وعاجزين عن تحديد احتياجاتنا وتطوير اداءنا وتحسين ظروف ومناخ فعلنا التنظيمي والوطني ... كما لكل ازمة مخرجاتها وحلولها الوطنية والتنظيمية .
ما يهم الاعلام والاعلاميين ان يلتئم المؤتمر وان يحدث هذا الحدث الهام وبما يميزه ... ومع كل اهميته في سياق مرحلة تاريخية وطنية نحتاج فيها للمزيد من الجهد والعطاء والعمل وترسيخ اسس ومبادئ الوحدة والتماسك على ارضية فتح اولا واخيرا .
هذا ما يميز فتح منذ انطلاقتها انها تزداد قوة وتماسك كما وتزداد ارادتها قوة وفعل بمرور الزمن والتجربة ... وما اكتسبته فتح من تجارب الزمن الطويل والعلاقات مع الاخريين .... وما تؤكده وتثبته فتح على مدار الوقت انها قادرة على تجاوز المصاعب ومواجهة التحديات ... وانها تخرج من كل تحدي اكثر قوة وتماسك وحضور وطني فاعل .
المؤتمر السابع لحركة فتح يأتي في سياق الجهود التي تبذل من أجل مواجهة التحديات التي تواجهها القضية الوطنية الفلسطينية ... كما يأتي المؤتمر في ظل نشاط تنظيمي لتجديد شرعيات مؤسسات الحركة كما وتجديد شبابها وكبارها وقادتها المؤسسين ... واختيار اعضائها المؤمنين بفكرة فتح ومبادئها ومسيرتها النضالية .
كما يأتي المؤتمر في سياق الوقفات التقييمية للسياسة التنظيمية الداخلية والعلاقات الوطنية والسياسات الخارجية .
حدث هام وفاعل سيترتب عليه نتائج تضييف قوة وتماسك لحركة فتح وللحركة الوطنية الفلسطينية .
الا ان الاعلام ناقل الحدث ... والمحلل له لا يجب ان يخرج او يخترع لنا اخبارا تحت عناوين وتسريبات ومصادر مطلعة او خاصة وشخص لا يذكر اسمه فبركات اعلامية خبرناها ... ومحاولات للخداع والاثارة واحداث البلبلة بإثارة اخبار ملونة هدفها التشويش والبلبلة وليس هدفها فتح ووحدتها وتماسكها ومكانتها .
حركة فتح التي انطلقت منذ ما يزيد عن نصف قرن ومن خلال هذا المؤتمر السابع ستثبت قوتها وقدرتها ... وتؤكد وحدتها وتماسكها وعندها لا يكون امام الاعلام الا ان ينقل الحقيقة وليس غيرها .

الكاتب وفيق زنداح