لا يختلف العقلاء بتوازن فكرهم ....وايمانهم بوطنهم ....الملتزمين بالقوانين المنظمة لحياتهم الخاصة والعامة .....الحريصون على سلامة أوطانهم... أبنائهم ...وأسرهم ....المحافظون على مقوماتهم الاقتصادية وايراداتهم العامة والخاصة.... وتسهيل عملية انتاجهم بصورة ذات جدوى اقتصادية تحد من نسبة الواردات ... وتزيد من نسبة الصادرات وتوفر فرص العمل للقوى العاملة وبنسبة أعلى ....كما وتوفر معدلات استثمارية أعلى للنهوض بالتنمية ونتائجها .... التي يمكن أن تلامس حياة كل مواطن .....لا يختلف أحد على ادانة الإرهاب ....وتجريم الإرهابيين القتلة لأفعالهم المشينة والنكراء ....وبتصرفاتهم المريضة والمنحرفة والتي لا طائل منها إلا الخراب والدمار ... وإضعاف مقومات الحياة وزيادة الأزمات وتأخير الوصول الى معدلات الإنتاج القادرة على مواجهة التضخم المالي .
ظاهرة الإرهاب ومنذ بداية ظهورها كمجموعات صغيرة من القتلة المأجورين المغيبين لعقولهم ....والمرضي بأفكارهم بقلوبهم السوداء ونفوسهم المريضة .... والذين رأوا بالقتل اسلوبا للتعريف بهم ووضعهم بدائرة الاهتمام والضوء .... وحتى يسهل تمرير ما يفكرون به وما يسعون لتحقيقه من مال ونفوذ وسيطرة على عقول الناس ...استغلالا للأحاسيس والمشاعر الدينية والعقيدة الايمانية والمتواجدة لدى الناس بصورة طبيعية ....ومحاولتهم لتحريفها وتعكيرها ودفعها باتجاهات خارج السياق الطبيعي الوطني والأخلاقي والقانوني .
جماعات ارهابية صغيرة قاتلة ومأجورة وتعمل لحسابات شخصية ولأجندات خارجية ولا تعمل لأجل رفعة الدين ونشره .....ولا تعمل من اجل تطوير البلاد والعباد وتحسين ظروف معيشتهم وأحوالهم ومعالجة ازماتهم .
تعاليم ديننا الاسلامي الحنيف دين الرحمة والمودة ....وقد انتشر وامن به ملايين البشر ....ولا يحتاج الى وسائل خارج اطار التعاليم الدينية ورجال الدين والمفكرين والدعاة الذين تتلمذوا على ايادي الازهر الشريف والذي بمقدورهم أن يوصلوا تعاليم ومبادئ الدين بصورة صحيحه وان تأخذ الفتاوى الدينية طريقها الشرعي عبر قنواتها الرسمية والمؤتمنة .
من هنا فان الارهاب الاسود والداعيين له والعاملين بحقله ليس لهم علاقة بالدين الاسلامي ....ولا علاقة لهم بكافة الاديان السماوية التي تدعوا الى الرحمة والمودة والمحبة ....ولا تدعوا الى القتل والتدمير وتخريب البلاد وافساد العباد وتهجيرهم وانتهاك حقوقهم وكرامتهم وتفتيت وحدتهم وتخريب استقرارهم وامنهم .
الارهاب ظاهرة بأسلوب عقيم... لفكر مريض ومنحرف... يأتي في سياق ما يخطط لهم وما يمولون به .... ويتسلحون من عتاد واموال وتوجيهات تخدم مصالح الاخرين ممن يعادون الاوطان ........ويناهضون مفهوم الدولة واركانها ....والذين يعملون على خراب وتدمير كل ركن من اركان الدولة ....الشعب ..الارض...السيادة ..وعندما نفكر جليا باركان الدولة فإننا نرى ان الارهاب يستهدف الشعب بكل مقوماته الحياتية الاجتماعية.. الاقتصادية ...والامنية ... والثقافية ....والاعلامية .... كما وينتهك الارض ويدخل بها اجناس متعددة لقتلة ما جوريين ومرتزقة بانتهاك السيادة ..... وجعل البلاد مفتوحة وغير منضبطة بحدودها وبالتالي يمكن الدخول والخروج منها ....اي ان الارهاب وضرب اركان الدولة.... يستهدف خلق الفوضى بكل معانيها ودلالاتها وابعادها والتي ستؤدي باي بلد اذا ما تمكن منه الارهاب ان يجوع شعبه وان يبقى بحالة احتياج دائم....وأن يهجر ويشرد ....كما الملايين من ابناء امتنا العربية والذين هجروا من اوطانهم بفعل هذا الارهاب الأسود
.
من هنا فالإرهاب مدان وجبان ....قاتل الابرياء والضار بالناس ....وامنهم واستقرارهم لا يمكن له ان يكون له حاضنة شعبية ومؤيدين له من عامة الناس ..... أو مؤيدين له ممن يتوازنون بفكرهم وعقلهم ووطنيتهم وانتمائهم ,...لأنهم جماعة من القتلة المنبوذين الذين يتحركون كخفافيش الظلام ..... والذين يختبئون في جحورهم حتى يفعلوا فعلتهم المشينة والمدانة .
لقد حاول الارهاب والارهابين تسويق انفسهم وكأنهم حماة الفقراء والمحتاجين لكنهم بالحقيقة هم احد الأسباب الأساسية لهذا الفقر ولهذه الأزمات التي تتراكم .
ما يجري على ارض مصر الشقيقة من افعال ارهابية نكراء ومدانة تستهدف المزيد من اختلاق الازمات.... وتخريب استقرار البلاد والتأثير على حجم الاستثمارات.... كما التأثير على اليات الانتاج والخطوات التي تقوم بها الحكومة المصرية وقراراتها وإجراءاتها ....التي تأخذ طريقها بصورة علمية وعملية ....وما القرارات الصادرة حول تعويم الجنيه المصري وسعر الصرف وزيادة اسعار المشتقات البترولية محاولة من الحكومة لإجراء اصلاحات اقتصادية .... تحتاج الى المزيد من العمل والانتاج وترشيد الانفاق وزيادة معدل الصادرات ..... وتحديد معدل الواردات ....وهذا ما يحتاج الى صبر ويقظة ...صبر مرتبط بالوقت حتى الخروج من الأزمة حتى يمكن معالجة الازمات من خلال تحرك حكومي فاعل ونشط ..... كما تحرك القطاع الخاص وزيادة معدلات الانتاج بصورة ملموسة وترشيد الاستهلاك وعدم الافراط ..... كما ترشيد الانفاق الحكومي والمؤسساتي بما يوفر ويدعم الميزانية العامة للدولة .
ان أي محاولة لاستغلال الظروف الاقتصادية والمعيشية وما يجري العمل به من اجراءات وقرارات للنهوض بالاقتصاد المصري ومعالجة ازماته ستبوء بالفشل ....وسيكون مصيرها مصير الارهاب والارهابين الذين يتساقطون ويقتلون ويهربون ...لأن أرض الكنانة التي باركها الله سبحانه وتعالى لا يمكن ان تكون ملاذا لقتلة ماجورين يحاولون قتل سبل الحياة والمعيشة .
من هنا فان كافة الدعوات التي يمكن ان تخرج .... انما هي محاولات فاشلة لأناس فشلة.... لا يجدون لهم من سبيل ....ولا طريق الا الخراب للبلاد والعباد .... و الذي لا يمكن السماح به ....من قبل شعب مصر العظيم الذي اكتسب تجربته وتنامى وعيه ويقظته ...والذي يمكنه من الحفاظ على وطنه ودولته واسقاط كافة المشاريع التخريبية والارهابية.... وحتى تأخذ مصر طريقها .... صوب النهوض والتنمية المستدامة.
الكاتب: وفيق زنداح