بسم الله الرحمن الرحيم
أعلم جيدا أن كلمة الحق ثمنها غالي ، ولكنني لم أتعود علي الصمت علي ظلم ، وفداءا لكلمة الحق تهون كل التضحيات ،
خائن من يكتب تقريرا يهدف لقطع أرزاق الناس ، خائن من يمارس التلصص والتجسس علي زملاءه لينال رضي ولاة أمر تخلوا عن أمانتهم بان يكونوا ولاة وتاجروا بالرعية ، خائن من يجعل من نفسه مجرد مخبر ومندوب ليرسل معلومات تضر بزملائه ، خائن من يساهم بسياسة قطع الأرزاق ، وخائن اكبر ويستحق الرجم من يستقبل تلك التقارير ليضر بالمناضلين دون وجه حق ، خائن من يحول المناضلين والضباط إلي مجرد مناديب صغار وكتبة تقارير وخائن اكبر من يقبل علي نفسه أن يكون كذلك ،
قمة الخيانة هي سياسة قطع الرواتب ومحاربة الناس بقوتهم وبحليب أطفالهم وبلقمة عيش عائلاتهم لقمع أرائهم وكتم أفواههم وتحويلهم إلي مجرد قطيع بلا أي تفكير أو رأي ، وقد مورست هذه السياسة اللعينة من الاحتلال ولم تنجح وفشل الاحتلال بكسر إرادة الأحرار ، وحتما ستفشل تلك السياسة بكل وقت وزمن ، فالحر يبقي حرا والنذل يبقي مندوبا وواشي ولن تتغير المعادلة ، ولن تنكسر إرادة الأحرار والمناضلين ،
فإتباع سياسة التجويع للمناضلين وملاحقتهم بلقمة عيش أطفالهم لن تجدي نفعا بل تزيد من إصرار الأحرار علي المضي قدما نحو الانتصار للحق وإعلاء الصوت في وجه سلطان جائر ، انتزع منا كل الحقوق وأنهي أي دور للمؤسسات السياسية والقضائية بالوطن ليستفرد بالقرار ، وليمارس دور الديكتاتورية بأبشع صورها ،
القضية ليس مجرد قضية رواتب وسرقة لقمة عيش أطفالنا ، القضية اكبر من ذلك بكثير ، فهي قضية وطن يتاجر به وثورة يتم سرقتها علنا ، ولتمرير تلك المؤامرة يزجون بالناس باتجاه إشغالهم بلقمة العيش لحرف الأنظار عن المؤامرة الكبرى بذبح الوطن وإنهاء المشروع الوطني وخدمة الاحتلال مقابل حصولهم علي بعض الامتيازات لهم ولأبنائهم وأزلامهم ، يبيعون الوطن ليحصلوا علي الغنائم من دمنا وآلامنا وعذاباتنا ،
القضية ليس قضية أرزاق ، فالأرزاق من الله ،
والمطلوب نتيجة هذه الإجراءات التعسفية هو الصمت علي ما يجري من جريمة ضد الوطن وحركة فتح ، فكيف لهؤلاء المناديب كتبة التقارير أن يطاوعهم ضميرهم بهذه الجرائم ، وهم مضطهدون ومسروقة حقوقهم بعلاوات القيادة واستحقاقات الرتب وحقوق كثيرة ، فكيف تكونوا أجراء صغار وأذلاء عند من يسرق حقوقكم ؟؟؟ أم أنها النذالة المتجذرة بكم ، تبيعون إخوانكم وزملاؤكم للص يسرق حقوقكم ويتاجر بكم ويمارس الظلم ضدكم !!!
الظلم مهما طال واستبد ففي النهاية سيسقط وينتهي وسيدفع الظالمين ثمنا باهظا لأفعالهم ، فيوم العدل على الظالم أشد من يوم الجور على المظلوم ،
فالتاريخ أثبت أن كل الظالمين وديكتاتورياتهم سقطت بأيدي الشعوب وانتهت ، وكل من خان الأمانة الوطنية سيسقط وسينتهي وستكون نهايته مؤلمة له ولعائلته ولأزلامه ، ومهما طال بطشهم وظلمهم ففي النهاية ينتصر الحق وتنتصر إرادة الأحرار علي كل هذا الظلم والبطش ،
من يمارس سياسة قطع الأرزاق ضد المناضلين هو يريد أن يزج بالناس باقتتال وانشغالهم ببعض ، ويريد تدمير النسيج الاجتماعي وخلق بلبلة بين الناس ،
ويضعكم أيها المناديب كتبة التقارير الصغار في الواجهة ، وأنتم من ستدفعون ثمن هذا الغباء ، فأعيدوا حساباتكم جيدا ولا تكونوا كالقطيع والجزار راعيكم ، ويزج بكم نحو المذبح ليحمي نفسه ، أعيدوا حساباتكم وراجعوا أنفسكم فان المال يعادل الروح ، وقطع الأرزاق من قطع الأعناق ، فلا تجعلوا من أنفسكم يدا وسخة لإيذاء المناضلين ، فالظلم يطال الجميع ، والظالم لا ينظر إليكم إلا نظرة تفاهة واسترخاص لأنكم رخصتم أنفسكم حين قبلتم أن تكونوا معول هدم للإساءة للمناضلين ،
الحق منتصر حتما ، والباطل مهزوم وإلي زوال ،
كتب : حازم عبد الله سلامة " أبو المعتصم "
[email protected]