أبو عمار ... في ذكراك لن ننساك !!

بقلم: عبد القادر فارس

تمر اليوم الذكرى الثانية عشرة على استشهاد ورحيل الزعيم القائد الرئيس ياسر عرفات ( أبو عمار) , مؤسس ورمز الكيانية الفلسطينية , وصاحب أول سلطة فلسطينية على الأرض الفلسطينية , ونحن والقضبة الفلسطينية نعيش وضعا صعبا وقاسيا , نظرا للانقسام الحاصل في الساحة الفلسطينية , ونظرا للتعنت والعنجهية الاسرائيلية في مواجهة السلام الذي أراده أبو عمار , وكذلك الوضع الاقليمي والعربي الذي يمر بأسوأ الظروف في ظل الحروب المشتعلة والمدمرة التي تعيشها دول الجوار العربي , وتراجع الاهتمام الدولي بقضية فلسطين , وعملية السلام في الشرق الأوسط , وفي ظل وصول رئيس أميركي يميني عنصري داعم بقوة للكيان الصهيوني.
تأتي الذكرى ونحن على أبواب المؤتمر السابع لحركة فتح , التي قادها أبو عمار لمدة نصف قرن , كانت بدايتها اندلاع الثورة الفلسطينية المعاصرة في الفاتح من شهر يناير 1965 , ووصل بها إلى لتؤسس بدايات الدولة على أرض فلسطين في غزة والضفة الغربية , لكن حلمه لم يكتمل إثر التراجع الاسرائيلي عن تنفيذ اتفاقيات السلام , بعد أن تسلم اليمين الاسرائيلي الحكم , وقام بقتل رئيس وزرائه اسحق رابين, وأنهاه بقتل الزعيم ياسر عرفات , لتغرق المنطقة في الحروب المتوالية , خاصة بعد ضعف الاداء الفلسطيني , بعد الانقلاب والانقسام الفلسطيني , الذي لو كان أبو عمار موجودا لما سمح له أن يستمر , أو حتى يحصل من الأساس .ونأمل من مؤتمر فتح السابع أن يكون مفصلا هاما في تاريخ شعبنا وقضيتنا , وأن يضع النقاط على الحروف , بالتأكيد على وحدة الحركة , ونبذ شوائبها , والعمل على وحدة شعبنا , وقبل كل ذلك الكشف عن قتلة الزعيم الراحل أبو عمار , حتى ينكشف المستور , وترتاح النفوس , ومحاسبة كل عميل وجاسوس , ليحاسب ويعاقب بكشفه علنا , ومعرفة من المستفيد من عمله الخسيس , ومن يقف وراءه في هذه الجريمة النكراء والعمل الجبان بقتل الرئيس.
اليوم في ذكرى رحيلك يا سيدي أنت حاضر رغم الغياب .. أنت حاضر وفاء وحبا وتقديرا من شعبك الذي أحببت , ومن أجله ضحيت , وهم أكثر حبا واشتياقا لقائدهم ورمز قضيتهم .. وسيبقى شعبك يذكرك ولن ينساك ... يذكر أبو عمار الرقم الصعب ، أول وآخر من وقف في وجه المدفع ، وظل يصرخ في " حضارة الصم " أن آن لشعبي أن يعيش , ولدولة فلسطين أن تقوم , ولكن لا حياة لمن تنادي ، فهم الأموات وأنت حي في الذاكرة والقلب والوجدان ، وسنظل نصرخ وما قتلوك وما غيبوك ولكن شبه لهم ... سنبقى على العهد والوعد , كما كنت تردد دائماً " العهد هو العهد ، والقسم هو القسم " وإنا على عهدك يا سيدي سائرون .. فها هو علم فلسطين يرفرف على سارية الأمم المتحدة , بعد الاعتراف الدولي بفلسطين , وها هو خليفتك الرئيس أبو مازن يحفظ الوصية , يحفظ الرسالة ويؤدي الأمانة , التي ائتمنته عليها , بألا يفرط في تراب القدس وفلسطين , يحافظ على الثوابت الوطنية , كما تكلم يوم أمس في ذكراك وعلى مقربة منك وأنت ترقد في أرض المقاطعة في رام الله , وقال إنني بعد هذا العمر الذي تعدى الثمانين , لن أفرط ولن أخون , " وهذه السنين الثمانين لن أنهيها بتنازل أو نخاذل أو بيع " , وها هو يسعى رغم الأذى من بعضنا , إلى إنهاء الانقسام البغيض , والحفاظ على الوحدة الوطنية , ويرسم مستقبل القضية , مؤكدا أن العام القادم سيكون عام انهاء الاحتلال وقيام الدولة , وها هو شعبك ينتفض من جديد , يحمل الحجر والسكين , إلى أن تتحرر فلسطين.
د. عبد القادر فارس