سيادة الرئيس .. البطولة في وقت اللا بطولة انتحار

بقلم: طلال الشريف

منذ زيارة الرئيس عباس الأخيرة لقطر واجتماعه مع السيد مشعل والسيد هنية واجتماع بيت وزيرالخارجية القطري وأنا أريد لفت نظركم سيادة الرئيس بأن هناك خللا في الإحاطة بالبيئة السياسية المتعلقة بالإقليم والجغرافيا السياسية ومرجعيات الفكر السياسي وتطوراته انطلاقا نحو تكوين أسس السياسة التي تسير عليها الدول في علاقاتها ببعضها البعض من قواعد ثابتة تسمي الاستراتيجي وقواعد متحركة تسمي التكتيك وتاريخيا وعمليا لا ولن تنجح أي خطة تتكتك بالاستراتيجي فهذا خطأ قاتل وقفز في الهواء يعود علي صاحبه بالفشل بل يؤسس أيضا لكوارث أحيانا تفوق كثيرا ما هدفت منه عندما تكتكت بالاستراتيجي في طلب المصالحة مع حماس برعاية تركيا وقطر نكاية في مصر والأردن وردا علي مبادرة الرباعية العربية وهذا تكتيك بالاستراتيجي تحكم عمقه علاقة تنافسية مع معارض أو مناوئ لإدارتكم للبلاد .. إن قضية الصراع مع القائد الفتحاوي محمد دحلان حملت ثأرا وحقدا شخصيا غلفته وإدارتك صوريا بغلاف استقلال القرار الفلسطيني وصعدتم التفسير والتعبئة نحو تناغم السياسة الاسرائيلية ومبادرة الرباعية العربية للإطاحة بكم خدمة لمشاريع الصهاينة وتصفية المشروع الوطني وكأن العرب يأتون بدحلان ليصفوا معا القضية الوطنية وكأن الشعب الفلسطيني ليس بمقدوره افشال المشاريع التصفوية لولا سياستكم الحكيمة فأين هي الحكمة في محاولاتكم المصالحة مع حماس عبر قطر نكاية في مصر ؟ وهنا أريد التذكير ليس بمواقف مصر ودول المبادرة العربية ودورهم الماضي والحالي من القضية الفلسطينية ولا أريد التذكير بأنكم فشلتم في كل محطات حكمكم وضياع أكبر الثوابت الفلسطينية وهو الأرض والتهويد والاستيطان في عهدكم والحقيقة أنه ليس كما تقولون بأنكم لم تفرطوا ولم تعترفوا بل الحقيقة أنكم لم تفعلوا المطلوب وكان عليكم أن تقفوا في وجه التهويد والاستيطان وضياع الأرض عمليا وواجهتم ذلك وشعبكم كان جاهزا لذلك دوما في عهود سبقتكم وليس شعارا وصراخا ورصدا للنهب كما فعلتم في فترة حكمكم. ولكني عودة للتذكير وما أريد التذكير به في إدارة السياسة هنا أريد أن أقدم مثالا علي صحة إدارة العلاقات الاستراتيجية بين الدول فتري السياسة المصرية العريقة كيف تدير أزمتها مع قطر ومع السعودية وهؤلاء فرسان الخارجية المصرية العريقة لم ينتقلوا في أربعة وعشرين ساعة من النقيض إلي النقيض كما انتقلتم سيادتكم فجأة وبخطوة دراماتيكية لتذهب ألي تركيا وقطر للصلح مع حماس في مواجهة مصر فما هذه السياسة وكيف تديرونها بالله عليكم؟ حسابات خاطئة وخطوات مرتبكة وتصورات ساذجة تلف هدا الموقف وهذه الخطوة .. لماذا؟. لأن هذه الدول ومعها حماس يلعبون سياسة غير مرتبكة رغم أزماتهم السياسية الأكبر من أزمتك سيادة الرئيس ولكن لأنك وقعت في فخ الذاتية والشخصانية في عدائك لشخص دحلان وعكسته علي سياسة دول هم أقرب لك ممن ذهبت إليهم أي بمعني أن أزمتك ليس سياسية كما أزمة حماس والاخوان وقطر وتركيا فإنك لم تر الحقيقة وأخطأت السياسة . هم جميعهم وعلي رأسهم حماس التي إلتقطت طرف الخيط لتحسين علاقاتها بمصر وهذه هي السياسة فلم تبعك حماس المصالحة وستبيعها لمصر في اللحظة المناسبة ولذلك فأنت بأفعالك هذه أخرت المصالحة الوطنية في فلسطين بتركك طرف الخيط المصري الذي إلتقطته سريعا حماس وتريد تحسين علاقتها بمصر وعليه ماذا لو مضيت في مواجهتك بخطواتك ضد سياسة مصر في الموضوع الفلسطيني فستكون قد أسست لغياب مصالحة وطنية قريبة وذهبت لتحرم دحلان كما تصورت من فرصة التنافس علي الرئاسة في انتخابات قادمة فقل للناس بالله عليك كيف ستكون انتخابات رئاسية بدون مصالحة وكيف ستكون مصالحة بدون مصر مهما ذهبت بعيدا في عدائك لدحلان وعقدت مؤتمرك السابع وفعلت كل ما تريد من استئصال وابعاد. واشرح لشعبنا ماذا ستفعل في اليوم التالي لنهاية المؤتمر ؟ وهل ستفعل مثلما فعلت حماس وخسرت كثيرا في انتظار غياب الرئيس السيسي؟ وماذا ستفعل قيادة فتح الجديدة التي أردتها بك أو من بعدك ؟ كيف ستتصرف بالمصالحة مع حماس لتقيم انتخابات بدون دحلان وفي عدم وجود مصر راعي المصالحة علي الدوام ولن تكون مصالحة إلا بمصر ولن تكون مصر إلا في وجود دحلان صراحة مخبيش عليك... إن البطولة في وقت اللابطولة هي انتحار كما قال يوسف إدريس في روايته " أنا سلطان قانون الوجود" فما بالك عندما إدعاء البطولة إدعاءا في وقت اللابطولة .. فماذا ستكون ؟؟!!

د. طلال الشريف
11/11/2016م