السيد عباس :مازالت عقدة ابو عمار تلاحقه في سلوكه واقاويله واحاديثه، ولكن غابت الحقيقة عن هذا الرجل الذي لا يعرف كيف اكتسب ابو عمار الزعامة والقيادة ، فربما هذه تدرس في الاكاديميات ومراكز الابحاث ومراكز اعداد القادة .
وبصرف النظر اذا اتفقنا او اختلفنا مع ياسر عرفات ، فيبقى ياسر عرفات حالة فريدة من نوعها في القيادة والزعامة والممارسة والسلوك .
السيد عباس حاول في خطابه المعنون ان يقلل من شأن ابو عمار ويشكك فيه ، حينما قال " كثير من قادة الانطلاقة كانوا يكرهون عرفات " ، ومن ناحية اخرى يتقرب منه ويقول " انا وابو اياد كنا معه .
هو نفس السلوك الذي بدأ فيه السيد عباس بالتشكيك بقائد الثورة الفلسطينية وفي نفس الوقت قام بالتشكيك في كل من اعترضوا على السلوك السياسي ومظاهر الفساد في حركة فتح على حد سواء .
ماذا كان يريد محمود عباس من هذا التشكيك الشامل بكل مقومات حركة فتح ، سواء من خرجوا او من بقوا ، ومن السذاجة ان يقوم رئيسا ً بالاستشهاد بأحد الجالسين في خطاب عام وشامل ، وحدث ذلك اكثر من مره .. وهذا يدل على ضعف الشخصية واهتزازها وعدم الثقة بالنفس الذي يحاول ان يكتسبه من الاخرين وخاصة اذا كانت النوايا هي الكذب والخداع والغش والتزوير في حيثيات الانطلاقة والتفسير المتحلل والكاذب للظواهر التي حدثت في حركة فتح.
كان ياسر عرفات هو النموذج الجامع على برنامج سياسي واحد استطاع ان يأخذ ثقة فصائل منظمة التحرير الجامع بين السياسة والبندقية.
فكيف لمحمود عباس ان يطرح نفسه اكبر وادهى من ياسر عرفات وهو الذي ابخس كل التجربة الفلسطينية من مقوماتها في خطابها الاخير .
نعم لا يحق لمن يريد ان يفجر حركة فتح داخليا ان يقتدي بياسر عرفات او يتحدث عن ياسر عرفات وهو الذي صارع عرفات بدعم الولايات المتحدة الأمريكية بسحب كل صلاحياته وما تلاهى من حصار في المقاطعة .
قصة ياسر عرفات مع محمود عباس قصة طويلة ، تبدأ من بيروت الى تونس الى دمشق ثم الى غزة ورام الله .
كيف لهذا ان ينصب نفسه بديلا ً لياسر عرفات في حركة تحرر وطني ، وهو الذي احدث كل الانقسامات في الساحة الفلسطينية ، سواء الانقسام الوطني او الداخلي في حركة فتح ، وهو صاحب التوقيع الذي لا هوادة فيه في الفصل وقطع ارزاق المناضلين واحالة كثير منهم على التقاعد ونهب اموال المتقاعدين ، وصندوق الاستثمار الذي تحدث عنه .. كيف يكون ذلك ؟!
من شاهد خطاب السيد محمود عباس يكتشف مدى التزوير والوقاحة في الطرح والكذب في الادعاء .
ياسر عرفات لم يكن مدعيا وكاذبا بل كان صادقا فيما يطرح وكان حريصا ً على كل من حوله ويقبل النقد في كل اوضاعه ، اما السيد محمود عباس الذي طالعنا بهذا الخطاب الذي يعتبر سقوط لمحمود عباس نفسه اولا ، وطعن في انطلاقة حركة فتح ثانيا وفي تجربتها ثالثا .
نقاط ومحاور لا يمكن لرئيس ان يتناولها الا اذا كان رئيس مضعضعا ً خائفا مرعوبا ً من التيار الاصلاحي والناهض في داخل حركة فتح ، فكان وسيلته التشويه ثم التشويه ثم التشويه .. وما اصعب هذا السلوك عندما يقوم المشوه بتشويه الاخرين.
بلا شك نحن نحتاج الان الى وقفة موضوعية ووطنية امام ادعاءات محمود عباس وتجنيه على قادة فلسطينيين وعلى حركة تحرر وعلى وشايات لا يستخدمها الا مخبر لكي يضمن وجوده وامتيازاته .. وهذه حقيقة تبتعد كليا ً عن المقارنة ولو كانت جزئية مع قائد ثورة مثل ياسر عرفات .
نحتاج الان ولأن المدعي اما جاهلا ً او ما اعدته الدوائر الامنية له كان توريطا ً له فوق التوريط والمأزق السياسي والامني الذي وقع فيه السيد عباس ، نحتاج الى لغة القانون ولغة الحسابات الثورية والوطنية للرد على محمود عباس وخاصة عندما قال انني سأطرح قضية دحلان للمرة الاولى والاخيرة .. نعم انه كان يعني ما يقول ولأن عباس يلعب في اوراقه الاخيرة وهو يعلم ذلك .. سواء بخيارات احتلالية للبدائل او بخيارات وطنية كانتفاضة لن يخرج منها عباس سالما ً ولأن عباس قد تعرى من ورقة التوت ولم يبقى لديه الا حالات من المنخوليا الداخلية التي تفرز سلوكها على حركاته وعباراته واقواله ، فعباس قد انتهى بانتهاء الخطاب امام المجلس الثوري وعلى الشعب الفلسطيني ان يضع البدائل النضالية والبرنامج النضالي لكي تستمر المسيرة على درب القائد الرمز ياسر عرفات.
بقلم/ سميح خلف