مبادرة: ليس لنا ناقةفيها ولا بعير

بقلم: سميح خلف

ثمة دوافع لوضع مبادرة قابلة للتنفيذ وبعد عجز جميع الاطراف عن تحقيق المصالحة الفتحاوية الفتحاوية والمصالحة الفلسطينية وانهاء الانقسام، تاتي هذه الدوافع وفي تبويبها التشغيلي معاناة ابناء قطاع غزة والتي لقيت تفهما مصريا في مؤتمر عين السخنه ""1" وعين السخنه ""2" واهمية موقف الدولة المصرية بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي في فك شفرات الازمه الغزاوية والازمة الفلسطينية ، واعتقد ان السياسة المصرية في عهد الرئيس السيسي اختلفت عن عهد ما سبقه وهي نظرة استراتيجية للمكون القومي والاقليمي العربي حيث عملت السياسات السابقه بترك قطاع غزة يتجه نحو الشمال وهو مغاير للحقيقة والمكون التاريخي والعضوي والبيئي بان غزة تمثل عمق الامن القومي المصري ، وخاصة محاولات اخذ قطاع غزة لمشروع اخر تركي قطري يتنافى مع امنيات الدولة الوطنية ذات السيادة ومدها القومي الذي يحفظ الامن الاقليمي والامن القومي بما فيها مميزات التبادل التجاري بين مصر وغزة وهو حقيقه وبوضع غزة الحالي المستفيد من التبادل التجاري اسرائيل .
لذلك قدمت المبادرة مواكبة للمتغير وما ستوفره الارادة المصرية من انفراجات نحو القطاع وغير متناسين ايضا الرعاية المصرية للحوارات الوطنية للوصول الى مخرجات هامه ووحدوية نحو وحدة القوى الوطنية وصلابتها امام مشاريغ مغايرة.
نعم ان مبادرة الجهاد الاسلامي بنقاطها العشر والتي سبق طرح كثير من بنودها وهي مطلب وطني يحافظ على العمق النضالي والتحرري وبدون تفريط وادراكا بفشل نهج التسوية بما يترتب على هذا المفهوم من سحب الاعتراف باوسلو واسرائيل والتنسيق الامني واعادة بلورة برنامج سياسي ونضالي ... هي مبادرة مثالية ولكن لاعتبارات اقليمية ودولية وذات صله بطرف فلسطيني يرفض الاعتراف بفشله وما زال متمسكا باوسلو واخواتها وما زال يبحث في لقاءات بينه وبين العدو ونتنياهو بالتحديد ويطلق ان القدس حق للديانات الثلاث اي مخالفا لرؤية وقرار اليونسكو بان ليس لاسرائيل او اليهود اثر في المسجد الاقصى وهو وعد بلفور اخر يتخذه الرئيس عباس لصالح اسرائيل سياسيا وامنيا وتاريخيا .
اذا مبادرة الجهاد على اهميتها غير قابلة للاجماع والتنفيذ ولذلك كانت رؤيتنا في مبادرتنا ان نبحث بذات شقين الشق الاول تخفيف المعاناة وفكها عن الشعب الفلسطيني في غزة المرحلة الاولى واطلاق حريات العمل الوطني داخل غزة وفي مقدمتها فتح وخلق نوع من التواؤم والانسجام والتوافق بين فتح وحماس وفصائل العمل الوطني وفتح المعبر نسبيا بشكل ناجز لتعديل المناخات والاجواء للحالة الوطنية في غزة وهو ما يفهمه الاخوة في مصر لتصليب القوى الوطنية ومن ثم التبادل التجاري .
اما الشق الثاني والمرحلة الثانية فهي نحو تلاقي وطني مع القوى الاسلامية حماس والجهاد وبرعايه مصرية ودعوة الرئيس ان يعلن من غزة جدولة الانتخابات التشريعية والرئاسية ومنظمة التحرير لرؤية الجمع الوطني الشامل وان تخلفالسيد عباس عن دعوة الحضور فهناك بدائل لابد ان تتخذها القوى الوطنية للحفتاظ على النظام السياسي والنضالي .
مبادرة قابلة للتنفيذ ولا تتوه في بحر التفاصيل التي تاهت فيه المصالحة وفي عدة امكنة ودول كانت راعيتها ...... المهم ان تلك المبادرة التي نشرت في عدة مواقع وفي خبرها الرئيسي وصفحتها الرئيسيىة هي تلك المواقعالتي تشعر بالهم الوطني والانساني لابناء القطاع وهناك مواقع نشرتها كخبر هامشي وهي مواقع مقربه من فصائل ومواقع اخرى لم تنشرها ....... المشكلة هنا في الضمير الوطني والمهني للمواقع فان كانت المبادرات السابقه واخرها ونتيجة المناخات الفلسطينية المضطربة والمتعاكسة غير قابله للتطبيق قامت تلك المواقع باعطائها اهمية فائقه من تلميع وبهرجه فنحن لازلنا متخلفين مهنيا ومتخلفين في فهم العملية الاعلامية التي ان كانت ناضجه يمكن ان تتبنى اي مبادرة ايجابية لمواطن فلسطيني مهموم ما بالك ان المبادرة وضعت من قبل محلليين سياسيين متعمقين ومنغميبن في هذا الهم .
وصلت المبادرة لجميع الاطراف وننتظر التفاعل ونحن نريد حل عملي ومرحلي وتنفيذي واسترشادي لحل ازمات غزة اولا ومن ثم العمل على حل كافة الازمات الوطنية .
يا فصائل يا كبوات ياقادة يا نقابات يا مؤسسات المجتمع المدني هاهي المبادرة بين ايديكم فكفا مضيعة للوقت يستنزف فيه الشعب الفلسطيني وطاقاته املين ان تنزلوا من ابراجكم العاجية وتنظروا الى الشعب المسكين.
سميح خلف