بسم الله الرحمن الرحيم
بدأت حُمي المؤتمر السابع تنتشر بكثرة في قطاع غزة ، وخرج كل الطامعين بالفوز بمنصب قيادي بحركة فتح يتحركون ويعقدون الندوات والمؤتمرات ، ويخطبون الخطب النارية ويطلقون الشعارات الرنانة لدغدغة عواطف ومشاعر البسطاء ،
عشر سنوات وقطاع غزة مهمش وخارج كل حسابات القيادة ، ولم يسمع هؤلاء القادة صراخ أبناء غزة ولم يتعاطوا مع قضايا غزة المتراكمة علي رفوف مكاتبهم الفخمة ، وتعاملوا مع غزة وقضاياها ضمن الأرشيف المنسي علي رفوف مكاتبهم ، وخدعوا الناس بالوعود وإبر البنج والخداع ،
الان ومع اقتراب عقد المؤتمر السابع لحركة فتح ، حركة نشطة للطامعين وأتباعهم وأزلامهم للترويج لمرحلة قادمة يكن لهم بكرسي القيادة مكان ، فاستغلوا معاناة غزة وجرحها النازف منذ عشرة سنوات ليتحدثوا عنه وعن رغبتهم بإيجاد حلول لهذه الجراح التي مازالت تنزف وما كان من هؤلاء القادة إلا أن رشوا مزيدا من الملح في هذا الجرح ليزداد إيلاما وعذاب ، لينالوا رضي وعطف ولي نعمتهم الراغب بذبح فتح بغزة وإضعافها وإنهاكها ،
اليوم يتسابق هؤلاء القادة الطامعين بالاستمرار بالتسلق علي جراح غزة ليستمروا بمراتبهم القيادية ونثرياتهم وموازناتهم التي لم تعرف فتح بغزة شيئا منها في ظل حالة الضعف التام لإمكانيات التنظيم ، ليتحدثوا الآن بلغة انتخابية ترويجية لهم ،
من حق القاعدة التنظيمية أن تشكو الوضع وتصرخ لما تعانيه من ظلم وتهميش ، وعلي القيادة أن تسمع وتستجيب وتحل الأزمات وتنصر التنظيم وتعمل علي دعمه وتقويته ، أما أن تتخلي هذه القيادات عن مسئولياتها بالانتصار لغزة وفتحاوييها والظلم الواقع عليهم ، وتصمت طوال سنوات ، وتأتي الآن لتتحدث عن وقوفها مع فتح بغزة والعمل لحل مشاكلها !!!! فهذا مستغرب ، وأين كنتم طوال سنوات الجرح والألم ؟؟؟
جراح غزة النازف وتهميش حركة فتح وظلمها والتجني عليها والتفنن بعقاب كوادرها برواتبهم وقطع قوت أبناءهم وتوقيف التوظيف والترقيات وخصم العلاوات والخصومات المتتالية وقضية تفريغات 2005 ، والعلاج ولقمة العيش ، لا ولن تكون مادة اعلامية لخطبكم وشعاراتكم للتراقص علي جراح البسطاء والمناضلين ،
فآلام المناضلين لن تكون سلعة للمتاجرة ، ولا سلما للتسلق عليها ، توقفوا عن كل الخطابات والشعارات والندوات والمؤتمرات بأفخم الفنادق ، أوقفوا هذا الإنفاق والتبذير واقتربوا من آلام شعبكم ، إفتحوا أبواب مكاتبكم الفخمة لاستقبال شكاوي الناس وحلها وليس إهمالها ، وكفي متاجرة بآلام غزة وجرح فتحاوييها النازف ،
أنتم وأبناؤكم ليس محرومون من الوظيفة ولا العلاوات ولا الترقيات ، ولم تشعروا لحظة بآلام ومعاناة أبناء الشعب البسطاء ، وكل طلباتكم متوفرة ، فكيف ستشعرون بآلام غزة يا هؤلاء ؟؟؟ فالجياع في غزة ما عادوا يستطيعون الصراخ من شدة الإنهاك ، وما عادوا يقدرون علي الوصول الي مكاتبكم من شدة الإرهاق ، وبلغ اليأس والإحباط مداه ، وفقدوا الثقة بكم ، بعد أن سقطت كل الاقنعة الزائفة عنكم ،
هناك فرق بين المناضل الحقيقي الأصيل الذي ينتصر للحق ويعمل لأجل فكرة وطنية طاهرة نقية دون البحث عن الغنائم والمناصب والمسميات ، وبين من يدعي النضال ويعتمد علي التحشيد وتكبير كومه ونظام الفزعات ، والخداع والنفاق ، ليصل لمنصب بالخداع والتدليس ،
فمن أفسدها علي مدار سنوات لا ولن يصلحها الآن ، ولا تغتروا بالمصفقين والهتيفة من حولكم فهم منافقون وسلعة للبيع ، والدعاية الانتخابية الكاذبة والشعارات المنافقة لا ولن تخدع المظلومين ، فعودوا إلي رشدكم واتقوا الله في فتح ،
كتب : حازم عبد الله سلامة " أبو المعتصم "