قراءة في ردود الفعل الفلسطينية على انتخاب ترامب

بقلم: وسيم وني

عاش العالم بحالة من الترقب بانتظار نتائج الانتخابات الرئاسية الأمريكية وانعكاسات تلك النتائج على سياسات واشنطن الخارجية في ظل الأوضاع المتفجرة التي تعيشها المنطقة العربية وأماكن أخرى من العالم . كما أن الكثيرين من السياسيين والنخب الفكرية انشغلت بالتحليلات ووضعت التوقعات بعد فوز دونالد ترامب بالانتخابات الأمريكية ، وبما أن فلسطين هي من أبرز القضايا العربية فقد كثرت التحليلات وتصاعدت التوقعات حول سياسة ترامب حول القضية الفلسطينية ، وهذا بدوره ما أدى بدوره إلى مواقف وردود فعل فلسطينية رسمية وفصائلية 

 

أبرز تصريحات قادة الإحتلال

" “إن فوز دونالد ترامب يدفن حل الدولتين اسرائيلية وفلسطينية ، وإن حل الدولة الفلسطينية إلى جانب دولة اسرائيل إنتهى بعد انتخاب دونالد ترامب رئيساً للولايات المتحدة ، وإن فوز ترامب يعفي إسرائيل فوراً من التفكير في حل الدولتين "

المخاوف الفلسطينية  

أظهرت القيادات السياسية والحزبية الفلسطينية الكثير من المخاوف والتوجسات وإشارات استفهام من فوز دونالد ترامب برئاسة الولايات المتحدة الأمريكية وخصوصاَ بعد إطلاقه ومستشاريه التصريحات النارية بأنه لا يريد الضلوع بأي دور لحل الصراع وأنه لا يرى بالمستوطنات عقبة أمام 'السلام، وتعهده بنقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس وجاء ذلك في تصريحات ترامب أثناء لقائه رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامنين نتنياهو في 25 أيلول سبتمر الماضي الأمر الذي يتعارض مع قرارات الأمم المتحدة والقرارات الدولية والتي تعتبر مدينة القدس مدينة محتلة كما لا يحق للاحتلال أن يفعل ذلك

بدوره قدم الرئيس الفلسطيني محمود عباس " االتهاني القلبية " لفوز ترامب ومتمنياً أن يتحقق السلام العادل والشامل في المنطقة والعالم أجمع ، أما أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير صائب عريقات رأى بأن الحزبين الجمهوري والديمقراطي أيدا حل الدولتين ، وعن السفير الفلسطيني في الأمم المتحدة رياض منصور فقد هدد الإدارة الأمريكية الجديدة برئاسة ترامب بأنها إن نقلت السفارة الفلسطينية من تل أبيب إلى القدس بأن لدى الفلسطينين أسلحة في الأمم المتحدة سيتم استعمالها في حال نقل السفارة ....

هذه ردود الفعل الفلسطينية المتحفظة من فوز ترامب تشير بوضوح إلى أنها لا زالت تعوّل على الدبلوماسية الدولية في أحضان الغرب والشرق الأوروبي، وروسيا بالأساس، وهي الدول التي أسست لاحتلال فلسطين ولديها مصالح عندها ، وهذا أمر صائب وشرعي، لكنه ليس كافيا ولا ينبغي أن يكون أساس الحراك الفلسطيني في الداخل والشتات ولعل أبرز التخوفات الفلسطينية بأن الرئيس ترامب سيقوم بتعيين مسؤولين من ذوي الفكر اليميني الذي يحمل نفس فكره رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتياهو لتعينيهم في مناصب مهمة في الشرق الأوسط كمبعوث خاص وتعيين وزير خارجية لا يعترف بوجود الشعب الفلسطيني ، طبعاً كل هذه التخوفات حسب التقارير التي تم نشرها في وسائل الإعلام الاسرائيلية .

وتشير رؤية ترامب السلبية تجاه القضية الفلسطينية إلى عدم رغبة إدارته الجديدة في التدخل في حل القضية الفلسطينية وفرض المفاوضات الثنائية المباشرة واعتراف الفلسطينين بيهودية دولة الاحتلال ، وأن الإدارة الأمريكية الجديدة لن تضغط على أي طرف أي بمعنى آخر وهو ترك الفلسطينين لوحدهم في مواجهة ألة الدمار والقتل الاسرائيلية .

لكن القادة السياسين في الكيان الاسرائيلي ، اليمين واليسار الاسرائيلي الذين يدعون إلى حل الدولتين أيضا، لا يرون أية إمكانية بتطبيق هذا الحل. والحلول التي يقترحونها ويتنبوها ساساتهم تتراوح ما بين حكم ذاتي فلسطيني في مدن الضفة، أو حكم ذاتي لكل مدينة على حده أي قطع التواصل بين المدن ، أو الحل القديم ويطرح بين الحين والآخر وهو إقامة كونفدرالية بين دويلة فلسطينية تقام في جزء صغير من الضفة وبين الأردن ، فماذا سيفعل شعبنا الفلسطيني تجاه ذلك ؟

 

وأخيراً من الواضح ان الموقف الأمريكي كان ولازال ضد العرب بشكل عام والخلافات العربية هي التي تساهم في الخضوع لأوامر أمريكا وسياستها المنحازة إلى وحشها المدلل (اسرائيل) والمطلوب على المستوى الفلسطيني في هذه المرحلة الحساسة النمو بالفكر الفلسطيني إلى مرحلة مسؤولة مما يجري في المحيط والعالم والأخذ بعين الاعتبار التغيرات والتحالفات العالمية الجديدة ، وخاصة المتغيرات والفوضى التي تنشرها اسرائيل وأمريكا والدول الأمبريالية الصاعدة في الشرق الأوسط وحروبها الوهمية ضد الإرهاب ، وإعادة ترتيب البيت الفلسطيني والالتفاف حول مشروع نضالي مشترك من أجل تحرير الأراضي الفلسطينية وعودة اللاجئين إلى أراضيهم .

الأستاذ  وسيم وني - الإتحاد الدولي للصحافة العربية