المؤتمر الحركي العام السابع مطالب بتحديث النظام الداخلي

بقلم: سامي إبراهيم فودة

منذ انطلاقة الثورة الفلسطينية وتدشين عملها النضالي والكفاحي في حقبة الستينات في القرن الماضي ووصولاً بنا إلى القرن الواحد والعشرين ومازلنا نحن أبناء حركة فتح جيلاً بعد جيل متواصل نخضع لبنود وقوانين وضعية، وهذه البنود والقوانين الصماء التي تحكمنا ومازلنا نحتكم لها تسمى بين قوسين"مجموع اللائحة، قد شاخت وهرمت وعفا عليها الزمن وأصبحت خلف ظهورنا كأصحاب حكاية أهل الكهف...

أين هي القيادة الفتحاوية المتربعة على عرش الكرسي والمتحكمة بزمام الأمور وأدق التفاصيل والمسيطرة على المال والقرار والنفوذ,من التطور السريع واللافت لحركة الشعوب المنتفضة والمناهضة للاستعمار والاحتلال الزنيم والتخلف الرجعي والجهل العقلي,هذه القوانين في نظري ليست نواميس مقدسة حتى يمنع التفكير بالاجتهاد من اجل التغيير والتطوير لمواكبة العالم المتحضر والالتحاق بركب الشعوب المتقدمة,فلا يعقل لحركة عملاقة بحجم حركة فتح رائدة حركات التحرر في العالم,لها نصيب الأسد من الشهداء والجرحى والأسري والمفكرين والعلماء والكتاب والإعلاميين والفلاسفة والمنظرين والأكاديميين والعسكريين,ويكون هذا هو حالها بفعل عقوق قياداتها وأبناءها المتنفذين بالحركة الذين يتاجروا باسمها....

نحن أبناء حركة فتح الرائدة عندما نتعثر بشيء ويكون موضع خلاف فيما بيننا يتعلق بشؤون الحياة التنظيمية فإن ما يلزمنا للاحتكام له هو النظام الداخلي"اللائحة الداخلية"التي تم صياغتها وتشريعها لتنفيذ,وضبط معايير وأحكام وشروط عمل الحركة والتي هي رمانة الميزان الناظم والضابط والجامع لأبناء التنظيم,فهناك العديد التساؤلات تدور في خلد الكثيرمن أبناء حركة الفتح,متى؟ولماذا وضعت اللائحة الداخلية لحركة فتح؟,هل جاءت صياغة اللائحة الداخلية ووضعها متزامناً مع انطلاقة الثورة أم يا ترى قبل أو بعد الانطلاقة,المهم اللائحة الداخلية قد وضعت وتم تشريعها...

ألم يكن الهدف المنشود من وراء وضع اللائحة الداخلية لحركة فتح هو ضبط وربط الأمور وتسيير شؤون الحركة تنظيمياً وحركياً واقتصادياً وأمنياً وسياسياً وعسكرياً,,الخ,ألم توضع اللائحة الداخلية من أجل المحافظة على أعضاء الحركة المؤمنين فيها وحمايتهم,وصون عرضهم وأموالهم وحفظ دمائهم وتحفيزهم على المحبة والإخوة والتسامح,وحثهم على الإيثار والإقدام والتضحية والفداء لتقديم الغالي والنفيس,وكل ما يملكوا من أجل تحرير البلاد والعباد من سطوة الاحتلال,ألم توضع اللائحة الداخلية الخطوط العريضة الحمراء لتصبح ذات الأيدلوجية وذات المبادئ الإستراتيجية والأهداف السامية والأساليب الراقية والمفاهيم القيمة والشعارات والمسلكية الثورية...

فان الابتعاد عن نصوص اللائحة الداخلية,هو إنحراف عن أخلاقيات وأدبيات الحركة المعمدة بدماء الشهداء ومعاناة الأسرى والجرحى وصمود أبطالنا البواسل,وتصبح هذا الحركة ومن يقودها للأسف مجرد عصابة من مارقين يتاجرون باسمها ولا يحكمها إلا شريع الغاب,ومن يقودها يتسترون وراء كلمات حماسية وشعارات فضفاضة جوفاء فارغة من مضمونها,لقد مرت حركة فتح بمحطات ومراحل مفصلية هامة منذ انطلاقتها,فكان القصور والضمور العقلي هو سيد نفسه,فحدث ولا حرج من جمود الفكر وغياب الوعي والبقاء على الوضع التدميري للحركة كما هو عليها الآن,دون تغيير مع متطلبات متغيرات المنطقة لمواجهة القادم بما هو آتي,هل يرضي من صاغ تلك هذه البنود في زمن الستينات أن يصمت طويلاً على بقاء البرنامج السياسي والنظام الداخلي في هذه المرحلة والمراحل التي قبلها وصولا ً إلى المؤتمرات العامة التي نشهد كرنفالاتها بعد استشهاد آلاف المناضلين من الحركة....

هل ننتظر حراك تنظيمي للقيادة الفتحاوية كي تستفيق من سباتها كي تصبح فتح حزباً لكي تجري عملية التجميل والتغيير على اللائحة الداخلية ونظامها الأساسي بما يتلاءم مع احتياجات المرحلة التي تمر بها حركة فتح والقضية الفلسطينية...

والله من وراء القصد

بقلم/ سامي فودة