ثمة ما هو مهم التفكير ووضع التصورات لما هو بعد مايسمى المؤتمر السابع لحركة فتح ،فكثير من الاقلام كتبت وهاجمت وبينت عيوب هذا المؤتمر ومكونه العضوي وعدده وتعداده ومكان انعقاده ووصفه بالاقصائي والانعزالي والحفلة ومنهم من وصفه ايضا بانه لن يخرج عن مجسمات بدلة عباس وعملية مخالفة النظام من نسب ورجال اعمال وغيره ربما لحبك قصة وسيناريو اكبر بكثير من كل تلك التصورات والاوصاف وهو اعادة صياغة المعادلات الفلسطينية الداخلية والتحالفات في الضفة بين اقطاب معروفه وقد يكون عباس الحلقة الاضعف فيها بالمنسوب العشائري والقبلي والجغرافي وان كان عباس انتمى في المراحل السابقة لتلك التيارات التي انعكس وجودها من هيمنه وسلب للشرعيات الثلاث فتح والمنظمة والسلطة وهي جسدت مشروع سياسي امني في الضفة في المراحل السابقة وانقساما حادا يمتلك كل من اركانه اجهزة سيادية في الضفة وغزة ، اما تشكيلة الاعضاء المشاركين من غزة في المؤتمر لن تكون في داخل تلك المعادلات الا مترجمه لعلامة زائد الحسابية وبالمثل الشعبي ايضا "" طرشان الزفة "".
بالقطع ان لنعقاد هذا المؤتمر بترتيباته ليس حفله بل له ابعاد سياسية وامنية وابعاد تصب في جوهر مكيفات فتح بناء على تلك الابعاد وانعكاسها على الوضع التنظيمي والعلاقات الداخلية للقوى الفلسطينية وفي مقدمتها حماس واعادة صياغة معادلة التحالف معها امام متغير يعتبرونه خطر محدق على مكون فتحهم وتوجهاتهم ومعادلاتهم وهي ظاهرة محمد دحلان والتيار الاصلاحي الديموقراطي الذي اصبح يمتلك قاعدة عريضة من ا لمناصرين والكوادر والقيادات ومؤسسات المجتمع المدني في غزة بشكل خاص وفي لبنان والاردن ومخيمات الضفة ، اذا محوريات السيناريوهات القادمة ما بعد المؤتمر والتي يتم رسم خطوطها تتركز في تحالفات داخلية امام انتشار واسع وسريع للتيار الديموقراطي الاصلاحي وبالتحديد في غزة وبناء عليه تتم الان اتصالات للوصول لقواسم مشتركة بين فتح ما بعد المؤتمر بقيادة نهج محمود عباس مع حماس برعاية قطرية تركية ووضع خطوط حمراء واليات من الاستئصال للتيار الديموقراطي الاصلاحي بعد خطوات عنيفة ومن خلال قرارات اقصاء وقطع راتب للكادر والقيادة لهذا التيار في قطاع غزة ، وهي الحلقة التالية كما صرح العالول ومحيسين من تثبيت لتلك القرارات والفصل للقيادي الفتحاوي والوطني محمد دحلان واعضاء مجلس ثوري وكوادر من خلال ما يسمى المؤتمر السابع .
سيناريوهات تكشف عنها اقاويل وتصريحات العالول ومحيسن ورجوب واسامه حمدان من حماس تبين الخطوط العريضة لسيناريوهات ما بعد المؤتمر وخاصة العلاقة مع حماس ومن ناحية اخرى العداء والحقد الكبير على محمد دحلان وباقي الاخوة .
قد تكون تلك التصريحات حددت معنى واتجاهات التحالفات مع دول الاقليم في المرحلة القادمة وانحياز عباس ونهجه الى التحالف القطري التركي وهو مرحب به من حماس وان كانت حماس لا يخلو خطابها الاعلامي من ابجديات الدفء تجاه مصر وهذا تترجمه تصريحات اسامه حمدان وابو زهري .
ولعل العالول ورجوب ومحيسن وشتيه وهم يمثلون اضلاع اللعبه القادمه وما حملت ابجدياتهم من مصطلح"" القرار الفتحاوي المستقل "" الذي يعكس مدى مغالطاتهم واستهانتهم بالفكر السياسي للشعب الفلسطيني عن الاستقلال والسيادة والقرار المستقل وعدم قبول الضغوط على قيادة فتح وموقفها وهم يقصدون مصر والامارات والسعودية والاردن اي الرباعية العربية وتوجهاتها ومبادرتها للمصالحة الداخلية في فتح والمصالحة الوطنية ، فقد نقول ان كل دول العالم في التشابك الاقتصدادي والامني ليست لديها قرار مستقل ولكن هذا الشعار له من وراءه صياغة للتحالفات مع دول الاقليم واستبعاد مصر والرباعية العربية عن محورية المعادلة الفلسطينية وعلاقتها بالصراع مع الاحتلال والتجنح نحو المشروع التركي القطري .
ولن تقف صياغة التحالفات والمعادلات على المؤتمر السابع بل يجري تجهيز تلك المعادلات والسيناريوهات على كل الشرعيات الفلسطينية في السلطة وفتح والمنظمة وبخطوات سريعه بعد ان اصبح مفهوم لدى الجميع الخطوط الاستراتيجية التي تقود الموقف المصري تجاه الحالة الوطنية وقطاع غزة وهي خطوط تعمل بها مصر بخطوات سريعه وخاصة تجاه قطاع غزة والقوى الوطنية ومنظور جديد تجاه حماس وما تمتلك من اوراق قوة داخل القطاع يجد فيها نهج محمود عباس ادوات قوة ضد خصمه محمد دحلان ونهجه .
اذا امام التيار الديموقراطي الاصلاحي وفات هامه وحساسة ودقيقة ولن تكون اليات عمله كسابقتها بلغة سيدنا المسيح من لطمك على خدك الايسر ادر له خدك الايمن بما فيها المطلوب اعادة صياغة واستحداث تحالفات كانت مهمله تحت مطلب وحدة فتح والتجاوب مع كل المبادرات وتغيير اليات العمل على الارض انسجاما مع اي متغيرات قادمه او مستحدثه لاطراف اخرى ووضع الثوابت والايمان المطلق بقوة مصر وتاثيرها واهمية الورقة الفلسطينية بالنسبة للامن القومي المصري والتي لن تتركها مصر امام غزو تركي قطري قد يكون لخاصرتها في غزة ، ولكن اعتقد ان حماس ستكون في بؤرة الفعل المرحلة القادمة وخياراتها حساسة ودقيقة بين سيناريو عباس قطر تركيا وبين الرباعية العربية ومحمد دحلان والتيار الاصلاحي ، بعد ان اجهظ محمود عباس اي بارقة امل للملمة كل قوى فتح المبعثرة وعمليات الفرز والاقصاء تحت ذريعة التجنح وفي عملية تمهيد وتسوية لمتغيرات قادمة.
بقلم/ سميح خلف