في أكبر عملية سطو دراماتيكية في التاريخ الفلسطيني وفي أبشع عملية تشويه لإحدى أنصع صفحات التاريخ الثوري الخاص لأهالي قطاع غزة أولئك الذين امتلكوا القدرة على صناعة التاريخ الحي للثورة الفلسطينية وهذه البقعة الجغرافية الصغيرة المساحة والكبيرة الأثر والتأثير في أحداث المعمورة الآن تتعرض لما هو أكبر من الحروب وما هو أفظع من القتل والدمار إنهم لصوص المقابر وسراق الغفلة وتباع الماموث يقلبون الحقد الأسود في تاريخ هزيمتهم وإركاعهم وبطحهم لينالوا من غزة ما يشفي الغليل إنهما عباس المبتور الإصبع والرجوب المكسور اليد الهاربين من جحيم غزة اللاهب في أيام عز غزة الماضية والقادمة حتما.
عباس والرجوب تركا غزة عله يبتلعها البحر قبل عشر سنين وعملا على تركيع من تبقى جبرا من أهلها في الضفة الغربية ومنعا عن شباب غزة وصباياها الوظائف وسطيا على أموالهم المستحقة ومنعا ترقيات منتسبيها العسكريين وقلصا عدد منتسبيها من الدبلوماسيين والسفراء وحرما أهلها من أموال الخدمات الصحية والتعليمية والزراعية والشؤون الاجتماعية وحاصرا تجارها ورجال أعمالها وساما رياضييها وتركا أطفال غزة نهشا للجوع والمرض والخوف.
بعد تصورهم أنهم ركوعها بدأوا بسحق قادتها وكوادرها التنظيمية بالفصل العنصري وقطع الرواتب الإجرامي وشنوا حربا عنصرية علي الغزازوة في كل موقع وكل وزارة وكل جهاز أمن في مرحلة ضعفها وأصبحت كوادرها بدل أن يكونوا ضيوفا يحظون بكرم ضيافة أهلهم في دارهم صاروا مطاردين وملاحقين في وظائفهم وأعمالهم حتى في مدارس أبنائهم وأصبح علي أيديهم أهل غزة هناك كالمطلي به القار أجرب لا ينام الليل من رعب العسس والأجهزة الأمنية وأطلقوا عليهم النعوت في لحظات الهوس العنصري وأصبح أهل غزة في نظرهم أكثر كرها من اليهود وكل ذلك ولم نعرف السر نحن أهل غزة إلا بعد أن كشروا عن أنيابهم لمبادرة الرباعية العربية للمصالحة الفتحاوية وضحوا بعلاقات الشعب العربي الفلسطيني بمصر العروبة فعرفنا أن الهدف أكبر.
كشف الحقد الهائل والدفين على أهل غزة وتمويت كل محاولات المصالحة الوطنية ليأتي الوقت المناسب للتحضير لسرقة مقعد الرئاسة ورأينا تواصل التجريف لكل غزاوي في المؤتمر السابع وعلى عجل خوفا من ردات الفعل ليذهبوا للمجلس الوطني ويزوروا التاريخ أيضا لتكتمل الخطة ليسطو على حق غزة في أن يكون لها دور طليعي ويبتزون قادتها الأقوياء المنافسين لهم للرئاسة القادمة هذا هو السر.
هذا هو السر الذي شيعوا كلاما كثيرا سابقا ولم يصدقه أهل غزة العظماء الطيبين لوطنيتهم العميقة بأن الرئيس لا ينفع أن يكون من غزة ومرت تلك الكلمات مرور الكرام على أهل غزة ولكنها كانت مقصودة للمستقبل الذي أصبح حاضرا والآن تهيأت لهم الفرصة لسرقة حق غزة في مقعد الرئاسة وإلى الأبد.
هذا المسلسل الجهنمي الذي سلكوه ومن المصائب الأكبر بعض المتعاونين الضبابيين من أهل غزة يسكتون لقصر بصرهم ورعونة بصيرتهم فهم ذاهبون للمذبح التاريخي لاستبعاد غزة من الصدارة التى تحمل صفة الجدارة بالموقع وبالتاريخ وبالعمل الثوري المتواصل منذ النكبة رغم الفقر والمرض والمعاناة والمؤامرات المتواصلة على أهلها.
لاحظوا كم موظفا وكم وظيفة لغزة ولاحظوا كم وزارة لغزة ولاحظوا كم رئيس جهاز أمني لغزة ولاحظوا كم سفيرا لغزة ولاحظوا كم وكيلا لغزة ولاحظوا كم مديرا لغزة ولاحظوا كم مقعد تعليم عالي لغزة ولاحظوا كم عضو مجلس ثوري لغزة ولاحظوا كم عضوا لجنة مركزية لغزة ولاحظوا كم المال المسروق المستحق لغزة ولاحظوا كم مصنعا وكم جامعة وكم معهدا وكم مدرسة وكم روضة لغزة ولاحظوا كم شارعا مسفلتا في غزة ولاحظوا كم بيتا مدمرا منذ سنوات في غزة ليس فقط بالقصف بل بالبطالة والعنوسة في الجنسين ولاحظوا كم شهيدا لم يصرف حق أهله وعائلته في غزة .. لهذا ولذلك لا يريدون رئيسا من غزة .. إنه الاستكبار على أهل غزة الطيبين ولكن هيهات فغزة لم ولن يبتلعها البحر وسيكون الرئيس من غزة في يوم ما مهما فعل عباس والرجوب وقليل ممن والاهم من أهل غزة ..
هذه غزة القادمة دوما يا سادة التفريق بين الفلسطيني والفلسطيني والأرض والأرض واللي مش عاجبه يشرب من بحر غزة كما قالها حبيب غزة والذي فهم غزة وعرفها فكان يقبل رؤوس أطفالها ورؤوس عواجيزها العمالقة البررة الذين يحبون كل فلسطيني على وجه هذه الأرض وأقول للرئيس المتآمر عليه وعلى غزة من عباس والرجوب والماموث " يا جمل ياما كسرت بطيخ" وهؤلاء الحاقدون عابرون فلا تحزن وإلى الأمام ومعك كل فلسطين.
د. طلال الشريف
20/11/2016م