ولان عباس رئيس فوق العاده فله نكهة خاصة ، فيجوز له مالايجوز لغيره من الرؤساء او الامراء او الملوك او مسميات اعتباريه اخري .فكما هو الحال والانطباع السائد والمعمول به فى المنظومه السياسيه الفلسطينيه اذا صح هذا التعبير وكأن لدينا منظومه سياسيه فعلا لانريد ان نحصي صفات الرئيس ومواقعه ذات الشأن والصولات والجولات في الساحه الفلسطينيه وفي القرار السياسي والنقابي والقضائي والامني حتى في اوصاف البطيخ.
فمنذ سنين تحدثت وتحدث غيري عن تلك المواقع التي حصل عليها بالتصفيق والتهليل تارة وبرياح اتت به لاتخلو من رغبات دوليه واقليميه تعكس حال المشروع الدولي والمشروع الاقليمي ونظرته للقضيه الفلسطينيه ولصراع العربي الصهيوني.
فعباس هو خير ممثل وهو خير أداء في هذا الوقت من اهدار الوقت والزمن والتلاعب في كل عوامل الاستنهاض الوطني لكي يجعلها عوامل مسخره لمشروعه الذي لايبعد كثيرا عن مشرع ايجال الون وشيء متقدم من روابط القري ومشاريع واقوال شامير وتلاعبات ليفني و اولمرت ,ونتنياهو وليبرمان
ولانه رئيس فوق العاده ، تأتي علي يديه كل ماهو غير طبيعي فى المنظور الوطني وخارج الطبيعه الوطنيه وحتى في تشكيلات المؤتمر السابع لفتح.
لقد منح الرئيس فوق العاده جوازات السفر وسفراء للنوايا الحسنه متجولين ولكن علي اي اساس وعلى اي منطق يعمل هؤلاء السفراء ،هل هناك برنامج وطني فعلا يعمل عليه المبعوثين ام لدينا فذلكات صائب عريقات وابو ردينه ورجوب وشتية وابو الهيجا الذي انتهت مهمته مع ابو نضال البنا ليأخذ ليعود لحضن من كلفوه فهو عضو مهما في تنظيم ابو نضال ولا فرق بين المهمتين سواء مع ابو نضال او مع عباس وليصبح ناطقا رسميا باسم ما يسمى المؤتمر السابع وغيره من الوجوه الممششه التي تعكس برنامج من لايهوي المقاومه ولا رفع البندقيه بل يهوي ان يجلس على احدي شرفات المقاطعه في رام الله عشقا بما يراه من مناظر لحركات المستوطنين او للجندرمه التي تحمي منظومته السياسيه والتكوينيه وخاصة في انضباطيه عاليه تحت بند السلامه والقانون والاعتقلات تحت هذا البند لكل من سولت له نفسه بالاعتداء لفظا على فخامة الرئيس تحت عقوبه فى القانون تسمي الاعتداء على المقامات الساميه واي سمو هذا للوحه الوانها وتضاريسها واضواءها لاتعكس الا صورة من يطوع كل شئ فى الساحة الفلسطينيه لصالح التمدد الاستيطاني والعربده الصهيونيه فى الضفة الغربيه وفي نفس المشهد ملاحقة النشطاء الوطنين واستدعاءات واعتقلات ولجم وقتل اي محاوله لاستنهاض القدرات الوطنيه او الثقافه الوطنيه عند ابناءنا التائهين فى زحام ثقافات اوسلو وروافدها ونتائجها.
ولأنه الرئيس ولا احد سواه وسيبقى كذلك مادام هناك فئة المانفقين والمطبلين والمزمرين بانتصارات زائفة وما هي الا هزائم مستمرة لأي مشروع وطني هو حريص على افشاله وافشال تجربة عريضة وطويلة للشعب الفلسطيني تمثلت في حركة التحرر الوطني وتجربتها الواسعة التي اصبحت مطية لحساباته من خلال قيادات فاشلة وقيادات لا تبحث إلا عن شخوصها وامتيازاتها وملهاتها.
ولأنه الرئيس ولا سواه سيبقى الحال كما هو عليه الى ان يستيقظ الجميع على هذه المهزلة الدائمة والمستمرة وأن تتحد أيادي المناضلين والشرفاء في مواجهة قيادات حركية فاشلة مطاوعة لبرنامج محمود عباس وأن يكون هناك عدالة في العطاء والحسابات والمعادلات بين جميع الكفاءات الوطنية بلا حساسيات او تنازع على الصلاحيات او أي حسابات ذاتية،هذه هي الطبيعة البكر لحركة فتح حينما انطلقت والتي شوهتها الأيادي السامة والمسمومة التي تمغمطت في احشائها عاملة مجالات من الفئوية والشللية والجهوية واختراقات اقليمية،حيث اصبح الجسد الحركي والوطني عبارة عن كوكتيل من المتناقضات التي عملت على الابتعاد كثيرا ً عن المشروع الوطني وعن حماية الكادر الوطني الذي اصبح تتلاطشه امواج متلاطمة يقع في وسطها وفي دوامات صارخة تنذر بعواقب وخيمة لكثير من طلائع وكوادر العمل الوطني .
ولأنه الرئيس ولا سواه فما يملكه محمود عباس من أدوات القهر والظلم ومن اصناف الدكتاتورية لا يملكه اي رئيس في العالم سواء في الأنظمة الديمقراطية او الانظمة الدكتاتورية،او الانظمة الملكية.
ربما الحالة الفلسطينية تعكس عن جوهرها في وسط الزحام الاقليمي والدولي،فحالة عباس هي استفراد نوعي وسلبي وقاهر للشعب،فلا أحد يسأل ماذا يفعل هذا الدكتاتور ،هو الذي يقرر متى يفاوض ويقرر متى يقف عن المفاوضات في حسابات زمنية ومبرمجة يقطف ثمارها الاحتلال والمشروع الصهيوني امنيا وجغرافيا في الضفة الغربية.
لو رأينا شروط هذا الدكتاتور التي يدعمها المصفقين والمهللين حول موضوع استمرارية المفاوضات من عدمه مع الصهاينة ، نجد انه بدأ بأن لا تفاوض قبل الوصول الى اعتراف صهيوني بالانسحاب من اراضي 1967 وبعد ذلك وافق على تعديلات المشروع القطري ولجنة الثمانية بتعديل المبادرة العربية ، ثم طرح شرط أخر يلغي الشرط الاول بأن تفرج اسرائيل عن المعتقلين ما قبل 1967 ثم تنازل عن الشرط الثاني،ثم طلب تسليح اجهزته الأمنية كشرط للمفاوضات، وتغنى بالامن في المؤتمر الاقتصادي في البحر الميت ،وتغنى بجدوى التنسيق الامني،وتغنى بعدد الذي اعادتهم الاجهزة الامنية من مستوطنين للعدو الصهيوني وكان يمكن هؤلاء ان يشكلوا حالة لاسترداد جميع اسرانا ومعتقلينا في سجون العدو.
كثير وكثير وكثير ما اتت به جعبة محمود عباس التفاوضية الى اخرها التي وافق ان يدخل فيها المفاوضات مع الصهاينة من جديد وبدون شرطه الاول الانسحاب من اراضي 1967.وأخيرا ولأن عباس رئيس فوق العادة، رئيسا ً للسلطة،ورئيسا ً لمنظمة التحرير،والقائد الاعلى لقوات الامن الفلسطينية ، ورئيس للمجلس المركزي، ورئيس لحركة فتح بصناعة المهللين والمصفقين” وهز الكتف بحنية” ، وهو القائد الفعلي لكل وزير ووزارة،فهو الان يبحث عن صلاحياته الدائمة منتزعا ً الصلاحيات من رئيس الوزراء واي رئيس وزراء ، وهو السلوك الذي اتبعه في حصار ياسر عرفات.
هاهو كرزاي فلسطين كما وصفه عرفات رحمه الله هو الرئيس لا سواه الى ان يستيقظ المغفلين والدبيكة وهزازي الكتف الى ان يتعاضد شرفاء هذا الوطن امام ظاهرة غريبة من نوعها وظاهرة سيكولوجية مريضة تسمى الرئيس فوق العادة لوطن محتل وشعب محتل وشعب مقهور اصبح بدلاً من ان يبحث عن بندقية لتحرير فلسطين و تحت وطأة مشاريع عباس المتدفقة وحاشيته اصبح يبحث كل صباح عن لقمة خبز او لبس للمدارس او رسوم للجامعات ليسدد بها التزاماته وهو مقهور .
بقلم/ سميح خلف