قال ممثل الرئيس الفلسطيني محمود عباس في القمة العربية الافريقية الرابعة، وزير الخارجية رياض المالكي، اليوم الأربعاء، إن الوكالة الفلسطينية للتعاون الدولي هي الذراع التنفيذي للاستراتيجية الفلسطينية، وهدفها يتمثل بالتنمية من خلال التضامن والعودة إلى القارة الافريقية، وقريبا سيصبح وجودا قويا لفلسطين.
وذكر المالكي في تصريح له على هامش اعمال القمة العربية الافريقية الرابعة التي ستنطلق أعمالها اليوم الأربعاء في عاصمة غينيا الاستوائية مالابو، تحت شعار "معا لتنمية مستدامة وتعاون اقتصادي"، أن هناك 15% من الدول الافريقية لا تقف مع الموقف الفلسطيني، "ولذلك يجب علينا أن نتواصل مع تلك الدول والتي تدعم الموقف الاسرائيلي في داخل القارة الافريقية او خارجها من خلال التحرك البطيء، والجهد الكبير، والاصرار على العمل، والإثبات بأن مصالحها لدى الجانب الفلسطيني".
واضاف المالكي، "نتواصل مع 15 دولة افريقية، من خلال توقيع اتفاقيات معها، واصبحت تلك الدول مدركة بما تقدمه "الوكالة الفلسطينية والتعاون الدولي" من اعتماد على العنصر الإنساني والبشري، والخبرات المعرفية، والمعلوماتية، وذلك سيفتح لنا الأبواب المغلقة لوجه فلسطين وعدالة قضيتها".
وقال المالكي إن الضغط على الدول التي لها مواقف داعمة لإسرائيل ولم تدعم المواقف الفلسطينية لا يثمر، خاصة ان هناك دولا مصالحها مرتبطة بإطارات مختلفة وبالتالي لن يعطي الضغط النتيجة المطلوبة، ولا بد من محاولة فهم تلك المواقف وكيفية التغلب عليها خلال ما سيتم طرحه فلسطينيا مع هذه الدول وفي تفعيل العلاقات، وبالتالي إشعارها بمصالح ارتبطت بفلسطين لكي تأخذ مواقف اكثر اعتدالا.
وشدد على ان هذا الوجود الفلسطيني سوف يعطي نتاجه وثماره قريبا، "ولهذا السبب شكلنا تلك الوكالة الفلسطينية للتعاون الدولي، ومن هذا المنظور بأنها ستكون هي الذراع التنفيذي للاستراتيجية الفلسطينية، وهذه الطريقة التي بإمكاننا ان نقنع تلك الدول بأن تغير مواقفها".
ولفت إلى ان أفضل طريقة للتعامل مع تلك الدول هي "النفس العميق" والتعامل ببطء معها لإثبات بأن مصالحها لدى الجانب الفلسطيني سياسي، مؤكدا "ان كانت تلك الدول تريد ان تكون مع العدالة والقانون الدولي يجب عليها الوقوف مع القضية الفلسطينية، ولذلك يجب علينا ان نتواصل مع تلك الدول، وإذا أردنا اكتساب النجاح فعلينا بالصبر من خلال استثمار كبير ليس ماليا وإنما استثمار بشري وجهد فاعل".
ونوه المالكي، إلى أن الوكالة الفلسطينية للتعاون الدولي، تم تشكيلها بمرسوم رئاسي، وهي الذراع التنفيذي لوزارة الخارجية وللسياسات الخارجية.
وتذكر المالكي، الحوار الذي دار بينه وبين احد وزراء الخارجية الافارقة الذي قال له، "هناك دول كثيرة أغنى منكم ولديها إمكانيات عظيمة ولم تتقدم بمثل تلك العروض لنا كدول فقيرة في القارة الافريقية... وأنتم كفلسطين دولة فقيرة وما زلتم تحت الاحتلال وإمكانياتكم محدودة وجئتم لتشاركوننا ونتقاسم معكم تلك الإمكانيات، هذا هو الوفاء .. هذه هي الانسانية .. وهذا وهو عظمة الانسان الفلسطيني الذي يجب ان يتم احترامه".
وقال، "اننا عازمون على استكمال مثل تلك الاعمال، ونأمل في عام 2017 ان نكون متواجدين في 20-30 دولة افريقية، لأن الفرص أصبحت متاحة والامكانيات متوفرة، وهناك رغبة من تلك الدول للتواجد معها من خلال التزامنا الإنساني، والاخلاقي، والحضاري، مع الدول الافريقية حيث بدأنا ايضا في دول آسيا، وأميركا اللاتينية والوسطى، وسنبدأ قريبا في دول المحيط الهادي والباسيفيك لنقدم لهم خدماتنا وايضا سنقدمها للدول العربية، حيث ان موريتانيا هي إحدى الدول التي يوجد فيها فريق طبي فلسطيني بالمستشفيات الموريتانية، وأقاموا عمليات جراحية هامة، عدا عن أن هناك عددا من المهندسين الزراعيين الذين يعملون في استصلاح الاراضي بشكل كبير، بالإضافة الى ان هناك خبراء في الطاقة الشمسية، وهذه هي بداية للعمل في نواكشوط وسوف يستمر على مدار طويل من خلال وجود أطباء بشكل دائم في المستشفيات الموريتانية، وهذا يأتي بعد زيارة الرئيس محمود عباس الى موريتانيا والتوقيع على العديد من الاتفاقيات، لذلك نحن نعمل على ترجمتها الان".
وذكر أن هناك وجودا لأطباء فلسطينيين في تنزانيا، وأوغندا، وزمبابوي، والنيجر، ومالي، وبوريكينا فاسو، وغينيا بيساو، والسنغال، والآن سنعمل في اثيوبيا من خلال التعاون في حفر الآبار المائية عبر الطاقة الشمسية.
ودعا وزير الخارجية كافة الخبرات والكفاءات الفلسطينية الموجودة ليس فقط في فلسطين، إنما ايضا في المهجر وفي دول الشتات بأن تتواصل مع الوكالة الفلسطينية للتعاون الدولي بوزارة الخارجية، لكي تسجل أسماءها كخبرات وكفاءات فلسطينية يستفاد منها وإرسالها إلى تلك الدول.