مجرد اسئلة تطرح... حول النقاء، الشفافية، الاخلاص ، الانضباط، الالتزام، الوطنية ، كلها اتت في النظام الاساسي وادبيات حركة فتح شرطا من شروط العضوية في حركة فتح ومن ثم يمين الاخلاص والقسم لكي يكون الفرد عاملا في صفوف الحركة وباعتبارها وسيلة لا هدف ولمهمة تحرير فلسطين واقامة الدولة الفلسطينية على التراب التاريخي لفلسطين بحدودها الجغرافية المعروفة .
ولكي يتمكن العضو في حركة فتح ان ينتقل من مرتبة الى مرتبه اعلى عليه ان يقوم بكافة الالتزامات والواجبات اعلاه والتي تخضع للقيم والبرنامج السياسي الذي لا يبتعد عن اصل الفكرة او اختراقا للادبيات والاهداف للحركة ومنطلقاتها ، وبالتاكيد ان الارتقاء من مرتبة الى مرتبة اخرى اعلى منها تضحض كا سلوك شائن من الفئوية والجهوية والجغرافيا والتسلق والمحسوبية والانتهازية وهي الامراض التي اصابت اطر فتح التنظيمية وحالة الترهل وانهيار الحالة الجدارية للتنظيم بمفاهيمها وايقونتها التي نص عليها النظام ، ففي عملية الانهيار الممنهج للتنظيم والتي تلاشت فيه الاطر وتم القفز عن الحلقات الوسطى والقاعدية فيه ادى ذلك الى تلبية رغبات قيادة ارادت ان يكون التنظيم قيمة ومقام واشخاص معبرين عن ارادتها ونهجها ودكتاتوريتها .
امام هذه الظواهر والمظاهر هي تلك المعادلات الخاطئة التي يتم فيها صياغة ما يسمى المؤتمر السابع ن فنحن لا نفهم حركيا سلوك الفلترة لكادر وقيادات اقاليم ومجلس ثوري ومنظمات شعبية وعسكر وهي مراتب متقدمة في حركة فتح ولها تاريخ ، وان تخضع تلك المسميات والاسماء للفلترة الامنية من قبل جهاز المخابرات والوقائي بعد هذه التجربة وهذا العمر من التاريخ في الحركة يضعنا امام احتمالين ايهما الصادق الانتماء لحركة فتح ومبادئها اهم هؤلاء الذين استبعدوا عن عضوية المؤتمر ام الاجهزة التي تعمل برؤية دايتون وما زالت تحمي الاستيطان وحركة المستوطنيين وترجع من كان له مهمة في داخل مناطق السلطة الى الجيش الاسرائيلي في امن وامان وفي نفس الوقت تقوم تلك الاجهزة بمطاردة من يفكر مجرد تفكير بمقاومة الاحتلال ..... من هنا نفهم اتجاه الفلترة الامنية التي يخضع لها اعضاء المؤتمر وما يسمى السابع، ولصالح من ..؟؟؟ ولصالح اي نهج...؟؟ واين اتجاهات المؤتمر ومخرجاته ،..؟ واذا كانت مدخلاته هكذا ...؟؟؟؟!
اختلف مع هؤلاء الذين يقللون من شأن هذا التجمع تحت مربعات فتح في المقاطعة بل هو عملية فلترة فعلا بين الفصل الوطنية عن اللاوطنية التي يمثلها هذا المؤتمر ، وقد تكون الحالة اكثر تعقيدا مما قبل محاولات الرباعية العربية رأب الصدع في داخل فتح ، وبالتالي قد يدخل نهج عباس بمخرجات المؤتمر حول تغيير جذري للنظام الداخلي وقد ينجرف بحركة فتح الى اغوط واعمق من حالة الضعف والترهل القائمة ما قبل المؤتمر وهو مؤشر محكوم عليه امنيا بانه مؤتمر الاجهزة الامنية وتوجهاتها المعروفة ، ففتح ماقبل المؤتمر لن تكون فتح ما بعد المؤتمر وهذا قد يفتح خطاب غير الخطاب من قبل الاصلاحيين والوطنيين في فتح والذين نادوا به وبان ما زالت ايديهم معلقة في الهواء تنتظر عباس ومن يحيط بها ملاقتها فالحال ان عباس ادار ظهره بمؤتمر امني صرف فلا عضوية لكادر او قائد في فتح للمؤتمر الا بموافقة الاجهزة الامنية ، قد تكون مرحلة ما بعد المؤتمر تتوجب مواجهة اكثر صرامة من قبل الاصلاحيين والوطنيين في فتح لهذا التيار الانجرافي التشرذمي الامني الذي يحاول في مؤتمره في المقاطعة ومن خلاله ان يجدد شرعيات وباسماء اخرى لتجذير هذا النهج بقيادة عباس ،، هذا النهج التي عبرت عنه جملة عباس في استقباله لوفد اسرائيلي يم امس قائلا لهم """ اهلا وسهلا بكم في بيتكم """".
قد تزيد المعادلات الداخلية في فتح وانسلاخاتها وانقساماتها باكثر تعقيدا واما تناقضات اقليمية ايضا لها رؤيا وراي في الشان الداخلي الفلسطيني وباعتبار ان فلسطين جوهر الارتكاز لمفاهيم الامن القومي العربي ومن هم ضد مفاهيم هذا الامن القومي العربي .
لا افهم كيف قائد في فتح سواء مركزية او ثوري اواقليم او من عملوا مع ابو جهاد من قادة يخضعون للفلترة الامنية وهم الاسبق والاخلص لفتح من هؤلاء قادة الاجهزة الامنية حديثي الانتماء للحركة ولم يعاصروا الثورة ومواجهاتها سواء خارج الوطن او داخله بالاضافة الى ان هؤلاء يربطهم برنامج امني مقره القدس في السفارة الامريكية من امريكا واسرائيل والسلطة بالطبع ,
اذا اعضاء المؤتمر الذي تمت الموافقة الامنية على عضويتهم هم اصبحوا محل شبهات باعتبارهم محبطين ومشاركين في انهيار حركة فتح وبرنامجها وادبياتها التحررية ومضعفين للحركة الوطنية ، واعتقد في الحالة الطبيعية لفتح ان يقوم التنظيم بفرز القيادات الامنية للحركة والسلطة وليس العكس ، وكيف لقائد متقدم ان يخضع للموافقة الامنية وهذا يعني ان جميع القيادات والكوادر اصبح مشكوك في انتمائها ...... وقد نفهم ذلك بان لا مجال للشك في كوادر تاريخية لهذه الحركة الا اذا كانت تعني اجهزة الامن في نطاق توجهاتها ومنهجيتها العباسية بانهم لا يريدوا مخلصين واوفياء لحركة التحرر الوطني ..... وهي عقدة عباس من المناضلين ....... اما من سيحضروا المؤتمر فسيكونون محل شبهات ولان مناضلي فتح واوفيائها ومخلصيها وشرفائها سيكون لهم راي اخر وسلوك اخر يختلف كثيرا عن ما قبل المؤتمر ..... اما دعاة مؤتمر مقابل مؤتمر المقاطعة فقد تزيد الامور تعقيدا ، وهذا ما يجب دراسته بدقة ووعي .... وهل هو الاخيار الاوحد .......
بقلم/ سميح خلف