احتراق الفكر العربي

بقلم: محمد حجاج

تداول الناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي صورا ومقاطع فيديو حول ما حدث من التهام الحرائق لأجزاء ليست بالقليلة في فلسطين المحتلة ، وكان اكثر من ٩٩٪‏ من العرب يتحدثون حول قدرة الله ومكره بأعدائه واعداء العرب والمسلمين ، وما يمكن ان يحدث بهم في ليلة وضحاها ، لما اذاقوا العرب من ارهاب ودمار وخراب ، وهو امر بديهي ومنطقي ولا يعاب لكل عربي أنّا كان موقعه وموقفه ، فهي من المسلّمات التي تجعل العرب (الشعوب) في حال خصام دائم ضد اليهود و (إسرائيل).
إلا أنّنا غالبا ما تأخذنا عواطفنا بعيداً عن الواقع المخفي بستار شفاف ، فبعد الذي حصل كله ونتائجه ، ألا نقف لنسأل أنفسنا أسئلة من زاوية أخرى ؟؟؟
ما هو حجم الخسائر التي لحقت بإسرائيل اذا ما قورنت بأرباح آتية مستقبلا لا محالة؟؟
كم من الدول ستتعاطف مع ما حدث وترسل مساعدات مالية وعينية؟؟
كم من الدول ستعلن وقوفها جنبا الى جنب مع اسرائيل في ازمتها المفتعلة كما حدث في حادثة شارلي ايبدو في فرنسا العام المنصرم؟؟ حيث شهدنا وقوف بعض العرب معهم ، حين غاب وقوفهم هذا عن الذي يجري في العراق وغيرها من الدول الاخرى.
كم من قناة وصحيفة ستنقل وتهتم باخبار اسرائيل؟؟  وبذلك ستتصدر المشهد ويُوجّه الرأي العام العالمي تجاه ما يجري للتي ستبدوا مسكينة ، اكل القط عشاءها .
الم تسال نفسك أن اسرائيل ستندب حظها في العلن ، وتنتشي بانتصار استغفال العالم كله بمجرد حريق هنا او هناك ؟؟
الا تعلم ان تعويض اسرائيل يكون من جلدك ودمك؟
الحرائق في المباني والممتلكات العامة أيا كانت فيمكن تعويضها لإسرائيل ، فهذه اسرائيل كما نعلم ، تعوّض من قبل العالم رغما عن انفه ، وحبة المسك فوقها ، فلا داعي للقلق على مستقبلها .
خلاصة القول ان ماجرى هو بقدرة الله الذي لا يخفى عليه ظلم ظالم في مشارق الارض ومغاربها ، وهو شي صغير بسيط ليري الظالم انه يمهل ولا يهمل ، لكن الى متى يبقى فكر العرب فقيرا يدور حول نفسه؟؟ ولا يخرج من أزمته ، واغلب ذلك من فعل يده ، فان كان قد احترقت في فلسطين المحتلة الغابات والمباني ، فأن اهم ما يجب ان نملكه قد احترق  (الفكر )

بقلم د محمد حجاج