يا أعضاء المؤتمر

بقلم: صلاح صبحية

نحن الآن نقلم أشجارنا لتأتي لنا بما هو أطيب، فمن لا يستطع تقليم شجرته الآن عليه أن لا يدخل قاعة المؤتمر السابع، فنحن بحاجة إلى رجال لا يخشون في الله لومة لائم، نحن بحاجة إلى رجال نذروا أنفسهم لحقيقة قضيتهم، مخلصين لمنطلقات ومبادئ وأهداف حركة فتح، نحن بحاجة إلى رجال قرأوا جيدا تاريخ فتح وآمنوا أنها المشروع الوطني الفلسطيني المناهض للمشروع الاستعماري الصهيوني الاستيطاني وليست أداة لإنجاز وعد بلفور من خلال حل الدولتين، وعليهم أن يدركوا جيدا أن حل الدولتين ليس هو المشروع المرحلي لاقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.

نريد أن ينأى أعضاء المؤتمر عن التصفيق لأي كلمة يسمعونها من أي كان داخل المؤتمر، لا تصفقوا، كفانا تصفيقا خلال العقود الثلاثة الماضية، فكونوا رجالا تستحقون صفة الرجال وقولوا قولة حق بأن من يحتل أرضنا من البحر إلى النهر هو عدونا الصهيوني وليس " جارنا الأسرائيلي ".

يا من رضيتم أن تعقدوا مؤتمركم تحت نير الاحتلال سموا الأشياء بأسمائها الحقيقية، فلسطين ليست الضفة والقطاع، فلسطين هي كل فلسطين، الساحل والجليل والمثلث والنقب والضفة والقطاع والقدس، والشعب الفلسطيني ليس أهلنا في الضفة والقطاع فقط، بل هو كل شعبنا في الأراضي المحتلة عام 1948 وفي الضفة والقطاع وفي الشتات.

تذكروا يا من أصبحتم أعضاء في المؤتمر السابع بأن قضيتنا ليست قضية نزاع على حدود وإنما هي قضية صراع وجود بين الشعب الفلسطيني وبين الغزاة الصهيانة.

تذكروا يا أبناء الشتات أعضاء المؤتمر مخيماتكم التي تتعرض للدمار لمحو قضيتكم وشطب حق عودتكم إلى فلسطينكم، تمسكوا بحق عودتكم إلى دياركم وممتلكاتكم وأرضكم التي احتلت عام 1948 متمسكين بتنفيذ القرار 194 وليس على أساس حل عادل لقضية اللاجئين، فالحل هو عودة كل اللاجئين الفلسطينيين إلى الجليل والمثلث والنقب.

يا من أصبحتم أعضاء في المؤتمر السابع لا يأخذكم البعض بكلامه المعسول، فالمقاومة تعني مقاومة العدو الصهيوني على كل أرض فلسطين وبكل وسائل المقاومة بما فيها الكفاح المسلح، ولكل مكان في أرض الفلسطينية طبيعته الخاصة في المقاومة، والأهم ألا تأخذدوا قرارا مائعا بشأن المقاومة، فالمقاومة هي السلاح الأجدى لنا في صراعنا مع عدونا، يجب على عدونا أن يدفع كلفة احتلاله لأرضنا، وأن مقاومتنا مؤلمة له، وعليكم أن لا تنسوا أن كل الغزاة الصهاينة هم جنود احتياط في قواتهم العسكرية، هم يرتدون اللباس المدني ولكن كل واحد يعرف مكانه عندما يستدعى لقتالنا.

يا أعضاء المؤتمر كونوا الاسم الحركي لشعبكم كما هي فتحكم الاسم الحركي لفلسطين.

هذه الأرض لنا، نحن الماضي والحاضر والمستقبل وهم إلى زوال.

بقلم/ صلاح صبحية