كاسترو والقضية الفلسطينية

بقلم: مازن صافي

تميز الراحل فيدل كاسترو بوضوح رؤيته من الثورة الفلسطينية، فقام بدعم منظمة التحرير الفلسطينية، واحتضان الشهيد ياسر عرفات رمز الثورة ومفجرها والمؤتمن على مسيرتها حتى استشهاده، وكان كاسترو يعلم ويعمل مع الثورة ومع ياسر عرفات بثبات المنهج التحرري وجدية العزيمة لهزيمة الاحتلال والظلم والطغيان، ولم يتوان لحظة في أن يكون ثوريا فلسطينيا وأن يكون قائدا وطنيا، ومن هنا ولد وتعزز ارتباط فلسطين بكاسترو، وتوثيق العلاقة التاريخية بين أبوعمار صديقة فيدل كاسترو كرموز حقيقية لزعماء التحرر وقادة الخلاص من الهيمنة والتسلط والعنصرية.

حين نكتب عن الراحل كاسترو، نكتب عن الشهيد ياسر عرفات، نكتب عن ثوابتنا التاريخية، وعن المصداقية في التعامل مع كافة القضايا الوطنية، واستخدام البدائل المتاحة جماهيريا وعربيا واقليميا ودوليا، وأيضا تعزيز النسيج الاجتماعي، لأن ذلك الداعم الحقيقي للحاضر والمستقبل وتعزيز واقعي لارث الماضي وقيم النضال ورسائل الشهداء وتضحيات الأسرى.

تميز كاسترو بحكمة القيادة، ووضع الخطط الطموحة التي جعلت منه رمزا عالميا للنضال، وبقي يسير بخطى ثابته نحو أهدافه، وحافظ على زملائه في النضال ولم يتنازل عنهم ولم يضحي بهم وكان واضحا في مسيرته في بناء كوبا الثورية والحضارية، ووضع الجميع أمام مسؤولية العمل الجاد المستمر والمشاركة الفاعلة التي اثمرت بنتائج إيجابية.

تدلل مسيرة الزعيم العالمي على ادراكه منذ بداية عمله وثورته ووقوفه في وجه الطغيان والعربدة العالمية، أنه يستشعر حجم المسؤولية الوطنية الملقاة على عاتقه، وكان يتمتع بالثقة والقدرة على تنفيذها، وربط علاقاته بكل حركات التحرر الوطني وزعماءها، فحظي أبوعمار بهذا الموقع المتقدم في قلب وفكر وقناعات الزعيم الكوبي كاسترو.

حياة الراحل كاسترو، تشير الى أن الطموح نحو الأفضل لا يلغي الثورة واستمرارها، وأن النضال سمة دائمة تدفع الثائر والحر لتقديم كل ما لديه من أجل الوطن، وهذه مهمة تاريخية يسجلها الماضي والحاضر والمستقبل، وتتناقلها الأجيال بكل مصداقية، وتشهد لها بالثبات .

فيدل كاسترو كان يعرف الأخطار المحدقة به، وبوطنه، ولم يتراجع، ولم يقفز قفزات فراغية في الهواء الأجوف، وبقي مضربا للأمثال صديقا لكل فلسطيني ولكل حركات التحرر الوطني في العالم، وسيبقى الثوار هم الأقدر أن يقفوا سدا منيعا أمام كل محاولات التثبيط والاحباط والتراجع والنسيان، لأن الوطن يبقى الوطن والحرية تبقى الحرية والهوية هي الهوية والتاريخ لا يتوقف مداده والذاكرة لا تقبل النسيان.

لشعب كوبا وكل الأحرار في العالم، عزاؤنا في رحيل مناضل وزعيم عالمي، وصديق لشعبنا الفلسطيني ورفيق درب زعيمنا وقائد ثورتنا الشهيد ياسر عرفات.

بقلم/ د. مازن صافي